تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : (( ثم بعثناكم من بعد موتك... - ابن عثيمين{ ثم بعثناكم من بعد موتكم } {بعثنكم} أصل البعث في اللغة الإخراج، ويطلق على الإحياء كما في هذه الآية ويدل على أن المراد به الإحياء هنا قوله: {من بعد موتك...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : (( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
{ ثم بعثناكم من بعد موتكم } {بعثنكم} أصل البعث في اللغة الإخراج، ويطلق على الإحياء كما في هذه الآية ويدل على أن المراد به الإحياء هنا قوله: {من بعد موتكم} {ثم بعثناكم من بعد موتكم } وقوله: {من بعد موتكم} هل هو موت حقيقي؟ الجواب: نعم وليس نوما، لأن النوم يسمى وفاة ولا يسمى موتا { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار} {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} وقوله: {بعثناكم من بعد موتكم} فيه هذه نعمة كبيرة عليهم أن الله تعالى أخذهم بهذه العقوبة ثم بعثهم ليرتدعوا، ويكون ذلك كفارة لهم، ولهذا قال: {لعلكم تشكرون} لعلكم تشكرون، أي تشكرون الله سبحانه وتعالى، ولعل هنا للتعليل وليست للترجي، لأن الترجي في جانب الله سبحانه وتعالى لا يجوز، إذ أن الترجي كما هو معروف في اللغة العربية طلب ما فيه عسر، والله تعالى لا يعسر عليه شيء، ولكنها كلما جاءت في كتاب الله فهي للتعليل {لعلكم تشكرون} وهذه إحدى الآيات الخمس التي في سورة البقرة فيها إحياء الله تعالى الموتى، والثانية: في قصة صاحب البقرة، والثالثة: في {الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم}، والرابعة: في قصة الذي{ مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه } والخامسة: قصة ابراهيم { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} إلي آخرها، والله تبارك وتعالى علي كل شيء قدير، ولا ينال هذا ما ذكر الله في قوله: { ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون } لأن هذه القصص الخمس وغيرها كإخراج عيسى الموتى من قبورهم هذه تعتبر أمرا نادرا يؤتى به لآية من آيات الله سبحانه وتعالى، أما البعث العام فإنه لا يكون إلا يوم القيامة، ولهذا نقول في شبهة الذين أنكروا البعث من المشركين {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} ويقولون: { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } نقول: إن هؤلاء مموهون فالرسل ما قالت لهم إنكم الآن تبعثون، متى ؟ يوم القيامة، ولينتظروا فسيكون، انتظروا فسيكون هذا بلا ريب.

Webiste