تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يجوز الخروج مع جماعة التبليغ بحجة أنه ليس... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشّيخ قبل سنوات قريبة كان هناك كثير من الإخوان يسألون عن الخروج مع جماعة التّبليغ، فأكثر ما نسمع من طلبة العلم يحضّونهم على العلم والإتّ...
العالم
طريقة البحث
هل يجوز الخروج مع جماعة التبليغ بحجة أنه ليس هناك حلقات علم تقوينا أو أن بعض طلبة العلم انشغلوا بالتبديع ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشّيخ قبل سنوات قريبة كان هناك كثير من الإخوان يسألون عن الخروج مع جماعة التّبليغ، فأكثر ما نسمع من طلبة العلم يحضّونهم على العلم والإتّجاه إلى حلقات العلم الموجودة في المدن، وأيضًا إلى التّعاون مع هيئات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر إلى آخره، ولكن من سنتين تقريبًا حصل هبوط الحقيقة وتلاش لحلقات العلم في كثير من المدن، بل تكاد تكون معدومة في بعض المدن، فالإخوان في جماعة التّبليغ يتساءلون يقولون: نحن الآن أين نذهب إذا لم يكن هناك مثلاً طالب علم نجتمع إليه أو نتعلّم منه، مع العلم أن الإخوان من جماعة التّبليغ هم الوحيدين الذين يستمرّون على نشاطهم وعلى اجتماعاتهم وعلى جهدهم المقلّ أو المكثر، فنريد يا فضيلة الشّيخ حقيقة ولو أنّه طال الكلام عن هذا الأمر، ونحن حقيقة معنا مجموعة من الشّباب يأتون من مدن تبعد 500 أو 600 كيلو ليحضروا هذا اللّقاء، لأنّه في المدن التي نعيش فيها ليس هناك حقيقة، وتعرف ما الذي حصل لأكثر طلبة العلم، ابتعدوا عن الحلقات، فما ندري يا فضيلة الشّيخ ما العمل هل نتركهم يواصلون مع جماعة التّبليغ أو نبقى على موقفنا الأوّل نقول اتّجهوا إلى العلم؟
وإذا قلنا لهم اتّجهوا إلى العلم يقولون: لا نجد من يعلّمنا أو أنّه إذا جلسنا مع بعض طلبة العلم بدأ يبدّع ويفسّق بعض النّاس .

الشيخ : نسأل الله العافية.

السائل : فيقولون: لا نجد حقيقة من يعيننا على أنفسنا أو استمرار النّشاط إلاّ هؤلاء الإخوة، فما رأي فضيلتكم خاصّة في هذه الأيّام التي بدأ فيها الضعف العلميّ الحقيقي في أكثر المناطق؟

الشيخ : نقول: نسأل الله العافية، ونسأل الله أن يعيد نشاط الشّباب فيما فيه الخير لهم وللبلاد.
جماعة التّبليغ جماعة نشطة، وجماعة فيها خير، وجماعة فيها تأثير لا يوجد لأيّ جماعة أخرى، وجماعة تكفّ شرّها عن النّاس لا تتكلّم في النّاس لا في الحكّام ولا في العلماء ولا في الأمراء وهذا شيء مشهور، بل إنّهم يحاولون ترك الجدال حتّى في مسائل العلم، كلّ هذا للابتعاد عن التّنافر، وتأثيرهم واضح، كم من إنسان فاسق صار بواسطتهم عدلاً مستقيماً، وكم من إنسان كافر دخل في الإسلام من أجلهم، وحسن أخلاقهم لكن ينقصهم العلم، يحتاجون إلى طلبة علم يكونون معهم ويبيّنون لهم الحقّ حتى يكونوا على بصيرة من الأمر، ويُخشى من السّفر إلى الخارج إلى باكستان أو إلى بنغلاديش أو غيرها ممّا يخاف عليهم من البدع هناك، على أنّ بعض الإخوة مِن أهل القصيم ذهبوا هذه السّنة إلى اجتماع كان في باكستان أو في بنغلاديش -لا أدري-، لكنّهم ذكروا أنّ كبيرهم الذي ألقى الخطبة في هذا الجمع الغفير كان من أوّل ما بدأ من صلاة المغرب إلى أربع ساعات بعد الغروب وهو يقرّر التّوحيد، ويقولون: ولم نسمع عنه ما يخالف التّوحيد أبدًا، ومع ذلك لما حصل اجتماع خاصّ بينهم وبينه خاص أثنى على أهل العلم في هذه البلاد وقال: نحن نتمنّى أن يأتينا أحد منكم يبيّن لنا الخطأ حتى نرجع إليه.
فعلى كلّ حال يحتاجون إلى علم، إلى طلبة علم يكونون معهم، فطالب العلم إذا كان معهم سيستفيد من جهتين:
الجهة الأولى: أنّه يعلّمهم ويرشدهم، ويوجّه هذه الفئة التي تدعو النّاس بأخلاقها وآدابها وإيثارها يعلّمهم ما يجب عليهم من أمور الشّرع.
والفائدة الثانية: أنّه هو بنفسه إذا كان شامخ الرّأس بكونه طالب علم فإنّه يلين ويعرف التّواضع والقيام بالإيثار وما أشبه ذلك، فذمّهم مطلقاً غلط، ومدحهم مطلقاً غلط، لكن فيما أعلم حسناتهم أكثر من سيّئاتهم، والنّقص الذي عندهم هو مسألة العلم، عندهم جهل، أي نعم.
نسأل الله تعالى أن يجمعنا جميعا على العلم النّافع والعمل الصّالح إنّه على كلّ شيء قدير.
وهذا موسى يشير إلى أنّه أذّن وأنتم تسمعون الأذان الآن، فإلى اللّقاء بعد الأسبوع الثاني، لأنّ الأسبوع المقبل لا يمكننا أن نقيم هذا اللّقاء لأجل الامتحانات وتصحيح أجوبة الطّلبة، لذلك -إن شاء الله- الأسبوع القادم لا توجد جلسة، الأسبوع الذي بعده نستأنف الجلسة إن شاء الله.

Webiste