الشيخ : هذه زيادة على ما سبق : "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال"، فإن قال قائل : إذا أعيذ من عذاب جهنم ألا يعاذ من عذاب القبر؟ فالجواب: لا، قد يُعذب في القبر بقدر ذنوبه وتكون ذنوبه لا تحيط به فلا يدخل النار، فإن قال : أليس وقي من عذاب القبر وقي من عذاب النار؟ قلنا : لا، قد يوقى عذاب القبر وتؤخر العقوبة له حتى يلقى الله يوم القيامة.
وقوله : "ومن فتنة المحيا والممات"، فتنة المحيا تدور على شيئين : شُبهة وشهوة، أما الشبهة : أن يلتبس الحق بالباطل عند الإنسان فلا يميز بين الحق والباطل، فيرتكب الباطل ويظنه حقاً، ويدع الحق ويظنه باطلاً، هذه فتة أيش؟ الشبهة. فتنة شهوة : أن يكون عنده علم ويميز لكن شهوته وإرادته - ويراد بالشهوة هنا ليس شهوة النكاح، الشهوة هنا الإرادة، عنده إرادة يريد ألا يتبع الحق، يعلم الحق فلا يتبعه ويعلم الباطل فلا يجتنبه، وهذه تقع كثيراً، وأيهما أشد الأولى أو الثانية؟ الشبهة أو الشهوة ؟ الشهوة أعظم، لأنها تصدر عن علم والعياذ بالله،، بخلفا الأول فإن الأول قد يتعلم ويستقيم.
وقوله : فتنة الممات : قيل إن المراد بفتنة الممات : الفتنة التي تكون بعد الموت وهي فتنة القبر، وعلى هذا لا إشكال، لأن العطف هنا عطف متغايرن، لأن فتنة المحيا قبل الممات بعد الموت، وقيل إن فتنة الممات التي تكون عند الموت، يعني آخر الحياة، وحينئذ يكون عطفها على ما سبق من باب عطف الخاص على العام، وخصها بالذكر لأنها أعظم خطراً مما سبقها، إذ أن تلك الساعة هي مفترق الطرق، إما أن يُختم له بخير، وإما أن يُختم له بشر.