الشيخ : في هذا الحديث من الفوائد أن العاجز عن السعي إلى الحج ببدنه مع قدرته المالية لا يسقط عنه الحج لقولها " إن فريضة الله على عباده في الحج " ولو لم يكن فريضة على هذا الشيخ لقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أباك ليس عليه حج ، لكنه أقرها على أن الحج فريضة عليه ولهذا قال العلماء رحمهم الله : إن القدرة البدنية ليست شرطا للوجوب ولكنها شرط للأداء ، هل بين الوجوب والأداء فرق ؟
نعم إذا قلنا شرط للوجوب معناه أن العاجز ببدنه ولو كان عنده أموال كثيرة لا حج عليه وإذا قلنا شرط للأداء قلنا الذي عنده أموال ولكنه يعجز ببدنه يجب عليه أن ينيب من يحج عنه ولا يجب عليه الأداء لعدم قدرته عليه ومن فوائد هذا الحديث :
جواز نيابة الأنثى عن الرجل واضح ؟ طيب فإن قال قائل : هل يجوز أن ينوب غير الفروع فيحج عن من ليس بينه وبينه صلة ؟ فالجواب القول الراجح نعم ، وأنه لا يشترط لصحة النيابة في الحج أن يكون من فروع المنيب ، دليل هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه ذلك بقضاء الدين وقضاء الدين يجوز من الفروع ومن غيرهم من القريب والبعيد وأما قول من قال : إنه لا يصح من غير فروع الإنسان واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم فقد أبعد النجعة لأن قوله : إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم يعني فكلوا منهم لأنهم من كسبكم فكسبهم أيضاً كسب لكم هذا معنى الحديث ، وقد جاء في السنن على غير شرط البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سمع رجلاً يقول : لبيك عن شبرمة قال : من شبرمة ؟ يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أخ لي أو قريب قال : أحججت عن نفسك ؟ قال : لا قال : حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ، وهذا أخ أو قريب ، ومن فوائد هذا الحديث : أن عدم الثبوت على الراحلة عذر في عدم الأداء لقولها : لا يثبت على الراحلة طيب فإن قيل : إذا كان هذا الإنسان إذا ركب في السيارة أغمي عليه أو صار كالمغمى عليه لكنه يثبت يبقى في مكانه فهل يسقط عنه الحج ؟ فالجواب : نعم لأن الإغماء على الشخص أو شبه الإغماء ليس مجرد أن يصحوَ الإنسان يذهب عنه كل شيء إذا صحا الإنسان من إغمائه فسيتأثر بدنه وينحل ويتعب ويبقى مدة على حسب شبابه وشيخوخته لم يسترد قوته ففيه مشقة وقد قال الله تعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج ويوجد أناس بهذه الطريقة من حين ما يركب السيارة وتشغل خلاص ينسى الدنيا إلى أن يصل إلى البلد مثل هذا لا يجب عليه الحج بلا شك لا يجب عليه أيش ؟ أداءً
انتهى الوقت ، خمسة دقائق تكون قرضة إن شاء الله إلى الليلة القادمة إن شاء الله يعني بمعنى إن شاء الله نبدأ بالسؤال قبل الدرس .
سبق حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة المرأة وذكرنا من فوائده أنه يجوز أن تحج المرأة عن الرجل وهل يجوز أن يحج الرجل عن المرأة ؟ الجواب نعم من باب أولى ولكن الحج عن العاجز في الفريضة هو ما دل عليه الحديث ولا نزاع في هذا لكن الحج عن العاجز في النفل هل يجوز أو لا يجوز ؟ اختلف العلماء في هذا منهم من قال : إنه جائز قياساً على الفريضة ، ومنهم من قال : إنه لا يجوز لأن الأصل أن لا ينوب أحد عن أحد في عبادة .. فإننا نقتصر على ما ورد بعينه ولا نتجاوزه وهذا عندي أقرب لأنه مثلاً إذا قلنا بأنه يجوز أن ينوب الإنسان عن الحي القادر معناه أنا فوتنا على هذا المستنيب فوتنا عليه طعم العبادة تجد هذا الإنسان ذهب يحج وهذا في لهوه وسهوه ولا كأنه يتعبد إذن ما الفائدة ؟ فالقول بالمنع في النفل له وجه قوي ، طيب لو كان ميتاً وأردنا أن ننيب عنه أحداً في الحج فهذا يجوز لأنه ميت لا يستطيع أن يأتي بالحج ببدنه ، أي نعم