باب : وقول الله تعالى : (( كلوا من طيبات ما رزقناكم )) . وقوله : (( أنفقوا من طيبات ما كسبتم )) .وقوله : (( كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : باب وقول الله تعالى : كلوا من طيبات ما رزقناكم وقوله : أنفقوا من طيبات ما كسبتم وقوله : كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم
الشيخ : وأما الذي يشرب فقد قال الله تعالى فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني ولأن الشارب طاعم والأصل فيها الحل ، هذا هو الأصل ، لقوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا وما من صيغ العموم وقال عز وجل : وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه والفرق بين التعبيرين ظاهر لأن المعنى مختلف لأن ما في السماوات لا يؤكل لكنه مسخر لنا وسخر لكم الشمس والقمر والنجوم أما الذي في الأرض فإنه مسخر لنا أيضا فذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون لكنه مع ذلك يؤكل ويشرب ويلبس فالأصل فيها أي في الأطعمة الحل سواء كانت من الحيوان أو غيره فإذا ادعى مدع أن هذا حرام قلنا عليك الدليل ، فإذا قال أنتم الذين عليكم الدليل في أنه حلال قلنا على العين والرأس دليلنا قوله تعالى : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميع وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها وهذا يدل على أن المسكوت عنه من الأمور المباحة من رحمة الله عز وجل والنصوص في هذا كثيرة ، طيب إذا قال لنا هذا الحيوان حرام وقال الثاني بل حلال ماذا نقول ؟ نقول اللي قال حلال ونمسكه ونذبحه ونأكله وإن كنا لا ندري ما أصله لأن الأصل الحل حتى يقوم دليل على التحريم ثم استدل المؤلف على حكمه بقوله : كلوا من طيبات ما رزقناكم وهذا الأمر للإباحة وكل شيء مباح قد يكون واجبا وقد يكون حراما لأنه حسب ما يكون وسيلة إليه ، فإذا كان وسيلة إلى حفظ النفس من الهلاك كان الأكل واجبا وإذا كان وسيلة إلى ترك الواجبات كان الأكل حراما المهم أن هذه قاعدة عامة كل مباح قد يكون واجبا وحراما حسب ما يكون وسيلة له وقوله من طيبات ما رزقناكم أي ما أعطيناكم من الرزق وهو شامل عام ولهذا أنكر الله عز وجل على الذين يحرمون الطيبات قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق وهذا استفهام إنكار وقال تعالى : ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب وقوله : أنفقوا من طيبات ما كسبتم يتعين تصحيحها لأن ... يعني الله عز وجل ولا نعلم قولا قاله الله بهذا اللفظ كلوا من طيبات ما كسبتم بل فيه أنفقوا من طيبات ما كسبتم والإنفاق يقتضي الحل على أعم وجوه الانتفاع ومنها الأكل وقوله : كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعلمون عليم هذا خطاب للرسل وهو خطاب لأمتهم أو لأممهم لأن الرسول أسوة أمته بل إن الله عز وجل أمر الرسل ويتبعهم الأمم وأمر المؤمنين ويدخل فيهم الرسل لكن إذا جُمعوا في نص صار كل واحد مختصا بما يتصف به ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ، هنا فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والرسل وإلا فالأصل ما ثبت في حق الرسل فالمؤمنون تبع له وما علق بوصف الإيمان فالرسل أول المؤمنين أول من يدخل في هذا الوصف ، نعم يا
الطالب : آية قرآنية هذا اللفظ يا شيخ
الشيخ : وهي ؟
الطالب : يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم
الشيخ : بس عندنا ما كسبتم ، عندكم ما رزقناكم ؟
الطلاب : الأولى ، الآية الأولى يا شيخ
الشيخ : الأولى واضحة موجود فيها ، طيب المهم أن هذه الإباحة تشمل كل ما رزقنا الله عز وجل وهو طيب والأصل فيه الطيب حتى يتبين أنه خبيث طيب والخبائث الخبائث محرمة علينا كما قال تعالى في وصف نبينا صلى الله عليه وسلم : يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث لكن ما هي الخبائث ؟ الخبائث في الطعم ؟ الخبائث في الريح الخبائث ؟ الخبائث في الأثر بأي شيء ؟ معنى الآية أنه لا يحرم إلا ما كان خبيثا فإن قال قائل إذا جعلت المعنى هذا صار معنى الآية ويحرم عليهم الحرام فيبقى هذا تحصيل حاصل ، فاجعل الوصف الذي يعلق به التحريم هو الخبث ، فالجواب أننا إذا جعلنا الوصف الذي يتعلق به التحريم هو الخبث لم يكن منضبطا لأنه رب خبيث عند قوم طيب عند قوم آخرين ثم إن الله تعالى وصف بعض الأشياء بالخبث ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون والنبي صلى الله عليه وسلم وصف البصل وشبهه بالخبث فقال : من أكل من هذه الشجرة الخبيثة لكن المعنى أنه لا يحرم عليهم شيئا إلا وهو خبيث لا يستحق أن يكون حلالا ، هذا المعنى ، فيكون تعليق الحكم بالوصف يراد به بيان علة التحريم وهي الخبث وحينئذ نسلم من مشاكل كثيرة يظنها بعض الناس خبيثة فيقول هذا حرام ويقول آخرون بالمنع أي منع كونها خبيثة فلا تكون حراما ، إذًا المرجع في التحريم إلى أي شيء ؟ إلى الشرع لا إلى الطبع ولكننا نعلم أن ما حرمه الشرع فهو خبيث ولهذا أنكر كثير من أهل العلم ما ذكره فقهاؤنا رحمهم الله من جملة المحرمات ما تستخبثه العرب ذوو اليسار قال إن العرب استخباث العرب هذا ما هو مناط حكم شرعي هذا مناط ، حكم عادي والمسائل الشرعية الأحكام الشرعية تتلقى من الشرع ، في بعض العرب يأكلون كل شيء كل ما هب ودب يأكلونه إلا الخنفساء فلا يأكلونها هل نقول كل شيء حلال لأنه لا يستقذر عند هؤلاء ؟ لا فيه ناس ما يأكلون الجراد أنا يعني أعلمهم لا يأكلون الجراد ويقولون هذا حشرة كالصارور والفصيلة واحدة ، انظر إلى الصارور إلى رجليه وصدره وانظر إلى الجرادة تجد الشبه إذًا فهو حشرة من الحشرات وكيف تأكلونه حتى إن رجلا قال إنها أوشكت أن تخرج كبدي لما أكل واحدة ولم تصل إلى معدته ولكن يظهر أنه أكلها هي وأرجلها والأرجل كما تعرفون فيها مؤشرة تنشب في هذا فأكلها ونشبت في حلقه وقام يعني يتعتع حتى يقول إنها كادت كبدي أن تخرج ، على كل حال أنا أقول إذا جعلنا مناط الحكم بما يستخبثه الناس لم يكن هذا منضبطا ولكنا نقول ما حرمه الشرع فهو خبيث إي نعم طيب إذًا نفهم هذه القاعدة وهي أن الأصل في كل شيء إيش ؟ من مشروب ومأكول وملبوس الأصل فيه الحل طيب هل الأصل في المذبوح الحل ؟ انتبهوا إن قلتم نعم أخطأتم إن قلتم لا أخطأتم طبعا إن قلت لا أخطأتم هذا فيه تفصيل وهو فيه تفصيل : إذا كان الذبح من أهله يعني من أهل الذبح فالأصل الحل ولا تسأل ولا ينبغي أن تسأل يعني لو كان هذا الذابح يهوديا أو نصرانيا أو مسلما لا نسأل لأن الأصل في ذبحه الحل ، بل لو سألنا لكان من باب التعمق في الدين والتنطع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : هلك المتنطعون ويدل لذلك ما رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله قالت : إن قوما جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا ؟ ماذا قال ؟ قال : سموا أنتم وكلوا ، قالت : وكانوا حديثي عهد بكفر وحديثو العهد بالكفر قريبون من عدم العلم بما يجب للذبح لأنهم توهم مسلمون وتأمل قوله : سموا أنتم وكلوا تجد أن فيه شيئا من التوبيخ كأنه يقول لستم مسؤولين عن فعل غيركم اعتنوا بفعلكم أنتم أما غيركم لا تسألوا سموا أنتم وكلوا ولا تسألوا ، وعلى هذا فنقول الأصل في الذبائح الحل إذا كان الذابح أهلا فلا نقول لعله لم يسم لعله لم يقطع ما يجب قطعه في الذبح لعله لعله ، لأن هذا الحمد لله قد كفينا إياه ولو كلفنا الله به لكان من تكليف ما لا يطاق أو من تكليف ما يشق لو كل واحد قدم لنا ذبيحة نقول تعال من الذي ذبحه قال والله اللي ذابحه فلان كلمه هل ذبحت وذكرت اسم الله هل قطعت الحلقوم والمريء طيب إذا قلنا مثلا باشتراط أن تكون الذبيحة حلالا نقول تعال من أين ملكتها والله ملكتها من فلان باعها علي طيب فلان مين باعها عليه وهكذا لو ألزمنا الناس بأن يعلموا بالشروط وانتفاء الموانع المتعلقة بأفعال غيرهم لكان في ذلك من المشقة ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ولكن نحن الحمد لله إذا قدم لنا الشيء من أهله فالأصل السلامة وانتفاء الموانع وحينئذ لا نسأل لا نكلف أنفسنا ، طيب نبدأ
الشيخ : وأما الذي يشرب فقد قال الله تعالى فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني ولأن الشارب طاعم والأصل فيها الحل ، هذا هو الأصل ، لقوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا وما من صيغ العموم وقال عز وجل : وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه والفرق بين التعبيرين ظاهر لأن المعنى مختلف لأن ما في السماوات لا يؤكل لكنه مسخر لنا وسخر لكم الشمس والقمر والنجوم أما الذي في الأرض فإنه مسخر لنا أيضا فذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون لكنه مع ذلك يؤكل ويشرب ويلبس فالأصل فيها أي في الأطعمة الحل سواء كانت من الحيوان أو غيره فإذا ادعى مدع أن هذا حرام قلنا عليك الدليل ، فإذا قال أنتم الذين عليكم الدليل في أنه حلال قلنا على العين والرأس دليلنا قوله تعالى : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميع وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها وهذا يدل على أن المسكوت عنه من الأمور المباحة من رحمة الله عز وجل والنصوص في هذا كثيرة ، طيب إذا قال لنا هذا الحيوان حرام وقال الثاني بل حلال ماذا نقول ؟ نقول اللي قال حلال ونمسكه ونذبحه ونأكله وإن كنا لا ندري ما أصله لأن الأصل الحل حتى يقوم دليل على التحريم ثم استدل المؤلف على حكمه بقوله : كلوا من طيبات ما رزقناكم وهذا الأمر للإباحة وكل شيء مباح قد يكون واجبا وقد يكون حراما لأنه حسب ما يكون وسيلة إليه ، فإذا كان وسيلة إلى حفظ النفس من الهلاك كان الأكل واجبا وإذا كان وسيلة إلى ترك الواجبات كان الأكل حراما المهم أن هذه قاعدة عامة كل مباح قد يكون واجبا وحراما حسب ما يكون وسيلة له وقوله من طيبات ما رزقناكم أي ما أعطيناكم من الرزق وهو شامل عام ولهذا أنكر الله عز وجل على الذين يحرمون الطيبات قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق وهذا استفهام إنكار وقال تعالى : ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب وقوله : أنفقوا من طيبات ما كسبتم يتعين تصحيحها لأن ... يعني الله عز وجل ولا نعلم قولا قاله الله بهذا اللفظ كلوا من طيبات ما كسبتم بل فيه أنفقوا من طيبات ما كسبتم والإنفاق يقتضي الحل على أعم وجوه الانتفاع ومنها الأكل وقوله : كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعلمون عليم هذا خطاب للرسل وهو خطاب لأمتهم أو لأممهم لأن الرسول أسوة أمته بل إن الله عز وجل أمر الرسل ويتبعهم الأمم وأمر المؤمنين ويدخل فيهم الرسل لكن إذا جُمعوا في نص صار كل واحد مختصا بما يتصف به ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ، هنا فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والرسل وإلا فالأصل ما ثبت في حق الرسل فالمؤمنون تبع له وما علق بوصف الإيمان فالرسل أول المؤمنين أول من يدخل في هذا الوصف ، نعم يا
الطالب : آية قرآنية هذا اللفظ يا شيخ
الشيخ : وهي ؟
الطالب : يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم
الشيخ : بس عندنا ما كسبتم ، عندكم ما رزقناكم ؟
الطلاب : الأولى ، الآية الأولى يا شيخ
الشيخ : الأولى واضحة موجود فيها ، طيب المهم أن هذه الإباحة تشمل كل ما رزقنا الله عز وجل وهو طيب والأصل فيه الطيب حتى يتبين أنه خبيث طيب والخبائث الخبائث محرمة علينا كما قال تعالى في وصف نبينا صلى الله عليه وسلم : يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث لكن ما هي الخبائث ؟ الخبائث في الطعم ؟ الخبائث في الريح الخبائث ؟ الخبائث في الأثر بأي شيء ؟ معنى الآية أنه لا يحرم إلا ما كان خبيثا فإن قال قائل إذا جعلت المعنى هذا صار معنى الآية ويحرم عليهم الحرام فيبقى هذا تحصيل حاصل ، فاجعل الوصف الذي يعلق به التحريم هو الخبث ، فالجواب أننا إذا جعلنا الوصف الذي يتعلق به التحريم هو الخبث لم يكن منضبطا لأنه رب خبيث عند قوم طيب عند قوم آخرين ثم إن الله تعالى وصف بعض الأشياء بالخبث ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون والنبي صلى الله عليه وسلم وصف البصل وشبهه بالخبث فقال : من أكل من هذه الشجرة الخبيثة لكن المعنى أنه لا يحرم عليهم شيئا إلا وهو خبيث لا يستحق أن يكون حلالا ، هذا المعنى ، فيكون تعليق الحكم بالوصف يراد به بيان علة التحريم وهي الخبث وحينئذ نسلم من مشاكل كثيرة يظنها بعض الناس خبيثة فيقول هذا حرام ويقول آخرون بالمنع أي منع كونها خبيثة فلا تكون حراما ، إذًا المرجع في التحريم إلى أي شيء ؟ إلى الشرع لا إلى الطبع ولكننا نعلم أن ما حرمه الشرع فهو خبيث ولهذا أنكر كثير من أهل العلم ما ذكره فقهاؤنا رحمهم الله من جملة المحرمات ما تستخبثه العرب ذوو اليسار قال إن العرب استخباث العرب هذا ما هو مناط حكم شرعي هذا مناط ، حكم عادي والمسائل الشرعية الأحكام الشرعية تتلقى من الشرع ، في بعض العرب يأكلون كل شيء كل ما هب ودب يأكلونه إلا الخنفساء فلا يأكلونها هل نقول كل شيء حلال لأنه لا يستقذر عند هؤلاء ؟ لا فيه ناس ما يأكلون الجراد أنا يعني أعلمهم لا يأكلون الجراد ويقولون هذا حشرة كالصارور والفصيلة واحدة ، انظر إلى الصارور إلى رجليه وصدره وانظر إلى الجرادة تجد الشبه إذًا فهو حشرة من الحشرات وكيف تأكلونه حتى إن رجلا قال إنها أوشكت أن تخرج كبدي لما أكل واحدة ولم تصل إلى معدته ولكن يظهر أنه أكلها هي وأرجلها والأرجل كما تعرفون فيها مؤشرة تنشب في هذا فأكلها ونشبت في حلقه وقام يعني يتعتع حتى يقول إنها كادت كبدي أن تخرج ، على كل حال أنا أقول إذا جعلنا مناط الحكم بما يستخبثه الناس لم يكن هذا منضبطا ولكنا نقول ما حرمه الشرع فهو خبيث إي نعم طيب إذًا نفهم هذه القاعدة وهي أن الأصل في كل شيء إيش ؟ من مشروب ومأكول وملبوس الأصل فيه الحل طيب هل الأصل في المذبوح الحل ؟ انتبهوا إن قلتم نعم أخطأتم إن قلتم لا أخطأتم طبعا إن قلت لا أخطأتم هذا فيه تفصيل وهو فيه تفصيل : إذا كان الذبح من أهله يعني من أهل الذبح فالأصل الحل ولا تسأل ولا ينبغي أن تسأل يعني لو كان هذا الذابح يهوديا أو نصرانيا أو مسلما لا نسأل لأن الأصل في ذبحه الحل ، بل لو سألنا لكان من باب التعمق في الدين والتنطع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : هلك المتنطعون ويدل لذلك ما رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله قالت : إن قوما جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا ؟ ماذا قال ؟ قال : سموا أنتم وكلوا ، قالت : وكانوا حديثي عهد بكفر وحديثو العهد بالكفر قريبون من عدم العلم بما يجب للذبح لأنهم توهم مسلمون وتأمل قوله : سموا أنتم وكلوا تجد أن فيه شيئا من التوبيخ كأنه يقول لستم مسؤولين عن فعل غيركم اعتنوا بفعلكم أنتم أما غيركم لا تسألوا سموا أنتم وكلوا ولا تسألوا ، وعلى هذا فنقول الأصل في الذبائح الحل إذا كان الذابح أهلا فلا نقول لعله لم يسم لعله لم يقطع ما يجب قطعه في الذبح لعله لعله ، لأن هذا الحمد لله قد كفينا إياه ولو كلفنا الله به لكان من تكليف ما لا يطاق أو من تكليف ما يشق لو كل واحد قدم لنا ذبيحة نقول تعال من الذي ذبحه قال والله اللي ذابحه فلان كلمه هل ذبحت وذكرت اسم الله هل قطعت الحلقوم والمريء طيب إذا قلنا مثلا باشتراط أن تكون الذبيحة حلالا نقول تعال من أين ملكتها والله ملكتها من فلان باعها علي طيب فلان مين باعها عليه وهكذا لو ألزمنا الناس بأن يعلموا بالشروط وانتفاء الموانع المتعلقة بأفعال غيرهم لكان في ذلك من المشقة ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ولكن نحن الحمد لله إذا قدم لنا الشيء من أهله فالأصل السلامة وانتفاء الموانع وحينئذ لا نسأل لا نكلف أنفسنا ، طيب نبدأ
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ". - ابن عثيمين
- في قوله تعالى: (( أحل لكم الطيبات )) ما هو ض... - ابن عثيمين
- الطيب - ابن عثيمين
- النهي عن الأكل من الكسب الحرام - اللجنة الدائمة
- حكم الأكل مع غير المسلمين وأكل ما أهل لغير الله - ابن باز
- الأكل من الكسب الحرام - اللجنة الدائمة
- شرح قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا... - ابن عثيمين
- الأكل مما أصله حرام - اللجنة الدائمة
- وجوب تحري الكسب الطيب وعدم الأكل من الكسب الخبيث - ابن باز
- تفسير قوله تعالى : (( كلوا من طيبات ما رزقنا... - ابن عثيمين
- باب : وقول الله تعالى : (( كلوا من طيبات ما... - ابن عثيمين