تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا... - ابن عثيمينالشيخ : في الآيات الكريمة أمرنا الله تعالى بالأكل من طيبات ما رزقنا أي أعطانا وهذا الأمر أمر إباحة وقد يكون ندبا وقد يكون واجبا فإن ترتب عن ترك الأكل ضر...
العالم
طريقة البحث
شرح قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر باغ ولا عاد فلا إثم عليه ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في الآيات الكريمة أمرنا الله تعالى بالأكل من طيبات ما رزقنا أي أعطانا وهذا الأمر أمر إباحة وقد يكون ندبا وقد يكون واجبا فإن ترتب عن ترك الأكل ضرر صار الأكل واجبا وإن ترك الإنسان الأكل تعففا وتورعا صار الأكل مستحبا بل قد نلزمه بالأكل وإن تركه لعدم اشتهاءه إياه فهذا مباح المهم أن الله أباح لنا الطيبات وصدره بالإيمان لأن غير المؤمن لا يحل له أكل الطيبات لكنه لا يمنع منه إنما لا يحل له وفائدة قولنا لا يحل له مع قولنا لا يمنع كثرة عقابه في الآخرة أنه يعاقب على ما أكل في الآخرة الكافر الآن لا يرفع لقمة إلى فيه إلا حوسب عليها ولا يبتلع جغمة من الماء إلا حوسب عليها ولا يلبس ثوبا يستره من الحر أو من البرد إلا عوقب عليه لكن لا يمنع بالرحمة العامة ولا الخاصة ؟ بالرحمة العامة دليل ذلك ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا فدل ذلك على أن غير المؤمنين العاملين للصالحات عليهم جناح وقال تعالى : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة لا يحاسبون عليها إذا غير المؤمنين ليست لهم ولا خالصة لهم يوم القيامة والمعنى يقتضي ذلك أنه لا يحل لهم الأكل والشرب واللباس والسكن بمعنى أنهم يعاقبون عليها لأننا نقول هؤلاء الذين خلقهم الله وخلق لهم فأعدهم وأمدهم ثم كفروا نعمته العقل يقول أحل لهم ما أعطيتهم أوحرم عليهم ما أعطيتهم ؟ حرم عليهم ما أعطيتهم قوم تمردوا عن طاعة الخالق المعد الممد ثم يقال كلوه حلالا لكم هذا خلاف النظر والعقل الصريح فالسمع والعقل دلا على أن مقتضى الحكمة أن يحاسب هؤلاء على ما أكلوا ولهذا لو أنك أفضت الخير على عبدك رقيقك ثم صرت كلما أمرته قال لك بلسان الحال أو لسان المقال لا سمع ولا طاعة فقل رح صل مع فلان في مسجده يروح يصلي في مسجد أبعد من المسجد القريب له يستحق الإكرام ؟ يستحق العقاب فهنا نقول : يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله الله أكبر تمتع بالنعم وشكر لها وهو القيام بطاعة المنعم إن كنتم إياه تعبدون قدم المفعول لإفادة الحصر يعني إن كنتم صادقين أنكم لا تعبدون إلا الله فاشكروا النعمة قال : إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله هذه الآية فيها حصر إنما حرم عليكم الميتة إلى آخره وهذا الحصر حقيقي أو إضافي ؟ ذهب بعض أهل العلم إلى أنه حقيقي وقال آية البقرة من آخر ما نزل مدنية والحصر فيها واضح إنما حرم عليكم الميتة يعني ما حرم سوى هذه الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله أربعة وما عدا ذلك فيكون حلالا طيب والسنة قالوا نعم السنة على العين والرأس لكن السنة هل ورد فيها حرم ولا نهى ؟ إذا كانت نهى فالنهي قد يكون للكراهة لا للتحريم أما إذا كانت حرم فما أيسر القول على بعض الناس أن يقول هذا أمر زائد على ما في القرآن فلا نقبله نعم ولكن القول الراجح أن يقال الحصر هنا إضافي لأن هذه الأشياء التي كانوا يفعلونها كانت تؤكل التي حرمها هنا تؤكل فمن أجل التأكيد على حرمتها حصر التحريم فيها كأنه لم يحرم في الدنيا إلا هذه التي أنتم تستحلوها فيكون الحصر إضافيا ونعمل بما دلت عليه السنة من تحريم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وقوله : فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه باغ الصواب أن المراد بالباغي هنا الطالب أي الطالب للحرام المتشهي له ولا عاد المتعدي الذي يتناول ما لا يحتاج إليه ولا يضطر إليه فمن اضطر وهو لا يبغي الأكل المحرم ولا يعتدي فيه فيأكل أكثر فهذا لا إثم عليه أما من اضطر ثم ابتغى الأكل المحرم بأن كان عنده مذكاة لكنها هزيلة وميتة ولكنها سمينة وقال أنا مضطر فماذا أصنع ؟ السمينة شحمها كثير ولحمها قليل وترف وهذه هزيلة قد يكون لحمها سما أنا ما أذبح هذه الهزيلة عندي هذه السمينة أقطع منها وآكل نقول هذا الرجل اضطر ولا لا ؟ اضطر وابتغى الميتة ولا ما ابتغاها ؟ ابتغاها هذا حرام لأن الله إنما أباح لنا المضطر بشرط ألا يكون باغيا ولا عاديا - يا أخي أنا أرجو تعلمونا إذا انتهى الوقت -.
القارئ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال البخاري رحمه الله تعالى كتاب الأضاحي.

الشيخ : ما كملنا البحث.

Webiste