تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يجوز للمريض أن يجمع الصلوات في وقت واحد ؟ - ابن عثيمينالسائل : هل يجوز للإنسان إذا كان مريضاً وعليه عدة أوقات من الصلوات هل يجمعها في وقت واحد ويصليها أفيدونا بذلك ؟الشيخ : الواجب على المريض أن يصلي كل صلاة...
العالم
طريقة البحث
هل يجوز للمريض أن يجمع الصلوات في وقت واحد ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هل يجوز للإنسان إذا كان مريضاً وعليه عدة أوقات من الصلوات هل يجمعها في وقت واحد ويصليها أفيدونا بذلك ؟

الشيخ : الواجب على المريض أن يصلي كل صلاة في وقتها إلا إذا شق عليه فله أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ، وفي هذه الحال يصلي على حسب حاله ، يصلي قائما فإن لم يستطع فقاعدا فإن لم يستطع فعلى جنب ، يصلي بالماء فإن لم يستطع فبالتراب فإن لم يكن عنده ماء ولا تراب صلى ولو بلا ماء ولا تراب على حسب حاله لقول الله تبارك وتعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } .
يومئ برأسه إذا كان يصلي على جنب ، فإن لم يستطع الإيماء بالرأس أومأ بالعين عند كثير من العلماء ، فإن لم يستطع صلى بقلبه يكبر ويقرأ ثم ينوي الركوع بقلبه والرفع بقلبه والسجود بقلبه والرفع منه بقلبه وهكذا .
المهم ما دام العقل ثابتا فإن الصلاة لا تسقط ويصليها في وقتها على أي حال كان حسب استطاعته ، ويصلي كل صلاة في وقتها إلا إذا شق عليه فله الجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء . المهم ألا يدع الصلاة .
كثير من المرضى إذا كان لا يستطيع أن يصلي قاعدا أو أن يصلي على جنبه بالإيماء ترك الصلاة ، وقال : إذا عافاني الله صليت ، وهذا غلط كبير هذا من الشيطان ، لأنه لا يدري فلعله لا يشفى لعله يموت ، فيكون قد ترك الصلاة عمدا .
والواجب كما أسلفنا آنفا أن يصلي على حسب حاله ، كثير من المرضى تكون ثيابه نجسة فيقول : ثيابي نجسة ولا أصلي فيها حتى يشفيني الله أو أغير الثياب ، هذا غلط أيضا ، نقول: غير ثيابك إن استطعت فإن لم تستطع صل فيها ولو كانت نجسة ، أليس هذا هو استطاعتك ؟. وقد قال الله تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" .
فالمهم أن على المرضى أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم ويا حبذا لو جعل في كل مستشفى مرشد من أهل العلم يطوف في المرضى ويعلمهم كيف يصلون وكيف يتطهرون حتى يعبد الله على بصيرة ، لأن هؤلاء المرضى ما يدرى فلعل هذه آخر أيامهم ، فالواجب على المريض وغير المريض أن يسأل عن دينه .
ولهذا نقول : إن تعلم العلم واجب فيما يحتاج الإنسان إليه ، فمن أراد الصلاة فعليه أن يتعلم كيف يصلي ، ومن عنده مال عليه أن يتعلم ما تجب فيه الزكاة من الأموال وكيف تصرف وإلى من تصرف ، ومن أراد الحج فعليه أن يتعلم الحج حتى يعبد الله على بصيرة ، أفليس الواحد منا إذا أراد أن يسافر إلى بلد ليس لها طريق معلوم ، أفليس يسأل ؟.
نعم سوف يسأل ولا يمكن أن يخرج هكذا ، الطريق إلى الجنة لابد أن تعلم عنه وكيف تسير إلى الله عز وجل.
خلاصة القول : أن نقول الواجب على المريض أن يصلي الصلاة في وقتها بالطهارة بالماء إن أمكن فإن لم يكن فبالتيمم فإن لم يوجد ما يتيمم به فبدون تيمم ، بثياب طاهرة فإن عجز فبالثياب ولو نجسة ، يصلي قائما فإن عجز فقاعدا فإن عجز فعلى جنب فإن عجز عن تحريك رأسه فبعينيه على قول بعض العلماء ، يغمض للركوع قليلا وللسجود أكثر تغميضا فإن لم يفعل صلى بقلبه .
المهم ألا يؤخر الصلاة عن وقتها إلا إذا كان يشق عليه إفراد كل صلاة في وقتها وجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء فله ذلك إما جمع تقديم وإما جمع تأخير على حسب ما يتيسر له.

السائل : جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ.

Webiste