الشيخ : ثم إننا ولله الحمد في هذه البلاد لسنا نعلم أبناء هذه البلاد فحسب بل نعلم أبناء المسلمين فكم من أبناء المسلمين من الجاليات حفظوا كتاب الله عز وجل حين كانوا في هذه البلاد وإني لعلى ظن كبير أنهم إذا ذهبوا إلى بلادهم فسيكون لهذا أثر أثر في بلادهم وسيحذون حذو هذه البلاد في تكوين جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ولقد سمعنا شيئا كثيرا من هذا وسمعنا من الدول العربية والإسلامية من أنشأت جمعيات لتحفيظ كتاب الله عز وجل والمسلمون على خير لكنهم يحتاجون إلى من ينبههم إلى من ينشط عزائمهم
ثم إني أقول لإخواني الذين يدرسون الذين يدرسون أو الذين يعلمون كتاب الله أقول لهم : إنه ينبغي لكم أن تحرصوا على تعليم النشء ولاسيما في المستوى العالي من الدراسة شيئاً من تفسير كلام الله عز وجل حتى يتعلموها حتى يتعلموا القرآن وما فيها من العلم حتى يتعلموا القرآن وما فيه من العلم والعمل كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون هذا فإنهم كانوا لا يتجاوزن عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ثم إن القرآن الكريم إذا تلاه الإنسان مجرد تلاوة وأرجو الانتباه لهذه النقطة إذا تلاه الإنسان مجرد تلاوة دون فهم لمعناه فهو أمي وإن قرأ القرآن هو أمي وإن قرأ القرآن ودليل ذلك في كتاب الله قال الله تعالى : ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون إلا أماني يعني إلا قراءة مجرد قراءة لا يفهمون معناه وكيف يمكن لإنسان أن يطبق ما في القرآن من أحكام وهو لا يدري ما المعنى لو أتينا إلى قول الله تبارك وتعالى : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين وقرأناها مجرد قراءة يعرف الإنسان معرفة عامة معنى المحافظة ومعنى الصلاة وربما يجهل معنى القنوت أو يعلمه لكن ما معنى المحافظة لا بد أن نعرف ما معنى المحافظة، المحافظة على الوقت المحافظة على الشروط على الوضوء على القبلة على جميع الشروط والأركان والواجبات افتحوا للتلاميذ هذا دعوهم يفهمون المعنى لاسيما في السنوات المتقدمة علمياً أما الصغار فقد لا يتحملون المعنى .
ثم إني أحث أيضا أحث شبابنا على سبيل العموم أن يعتنوا بكتاب الله أن يعتنوا به عناية تامة لأنه والله هو الهدى والنور وهو طريق السلامة إنني أرى كثيرا من الشباب يعتنون اعتناء كبيرا في علم الحديث ونعم ما اعتنوا به وهم يشكرون على هذا غاية الشكر لكنك لو بحثت معهم في آية من كتاب الله إعرابا أو فهما لم تجد شيئا لماذا ؟ القرآن هو الأصل القرآن هو الأصل وهو الذي كانت السنة حجة به ولولا قول الله تبارك وتعالى : هو الذي أنزل عليك الكتاب والحكمة ، ما كان للسنة هذه المرتبة العالية هذه المرتبة العالية لذلك أحث إخواننا الذين عندهم اجتهاد في تعلم السنة أن يكون عندهم اجتهاد في تعلم القرآن وسيجدون الخير الكثير القرآن يتلوه الإنسان وهو ماش قاعد على فراشه في كل حال يتلذذ به وما أعظم التلذذ بكتاب الله إذا كان الإنسان فاهماً لمعناه الإنسان إذا مر بآية يعرف معناها ثم تلاها وآية أخرى لا يعرف معناها يجد الفرق العظيم بين التأثر بالآيتين أحث إخواني الشباب على تعلم كتاب الله
تعلم السنة لا شك أنه هو الشطر الثاني من التعلم الذي تجب العناية به ولكن لا يجوز أبدا أن نعتني بالسنة ونكرس الجهود لها ثم لا نعرف شيئاً من كتاب الله لا بد من هذا وهذا
في الختام أشكر ربنا عز وجل أن يسر لنا هذا اللقاء المبارك وأشكر إخواننا الذين تجشموا المصاعب وتركوا أشغالهم ليشاركونا في هذا الحفل وأسأل الله أن يجزاهم على ذلك خيرا وأشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وجزاه الله عما يبذل من أمور الخير خيراً إننا لسنا بحاجة إلى أن نعدد إلى أن نعدد المنشآت العظيمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لأن الأفعال والمشاهدات تغني عن الأقوال والإخبارات كما نشكر إخوانه جميعاً على مساعدتهم على الخير ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجزيهم خيرا وأن يعينهم على ما كلفهم به فإنهم والله كلفوا مسؤولية عظيمة الواحد منا لا يستطيع أن يسيطر على أهله ولو كانوا قليلا ولو كانت الرعاية قليلة فكيف بمن رعايته على أمم بل على أمة كبيرة نسأل الله تعالى أن يعينهم على حسن الرعاية وأن يصلح لهم البطانة وأن يوفقهم لما فيه خير الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .