تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآيات ( 23 - 32 ) من سورة القمر . - ابن عثيمينالشيخ : الحمد لله ربّ العالمين، وأُصلّي وأسلّم على نبيّنا محمّد خاتم النّبيّين وقائد الغرّ المحجّلين وإمام المتّقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إ...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآيات ( 23 - 32 ) من سورة القمر .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين، وأُصلّي وأسلّم على نبيّنا محمّد خاتم النّبيّين وقائد الغرّ المحجّلين وإمام المتّقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء الرّابع والثّمانون بعد المائة من اللّقاءات المعروفة: بلقاء الباب المفتوح، التي تتمّ كلّ يوم خميس، وهذا الخميس العاشر من شهر صفر عام تسعة عشر وأربعمائة وألف، وسيكون هذا الّقاء ختام هذا الفصل من الدّراسة إلى أن تبدأ الدّراسة إن شاء الله في الفصل الثاني بعد نحو ثلاثة أشهر، نسأل الله تبارك وتعالى أن يختم لنا ولكم بخير.
ونبدأ هذا اللقاء كالعادة بالكلام بما يسّر الله عز وجل بتفسير كلامه العظيم، انتهينا إلى قول الله تبارك تعالى:
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ : كذبت ثمود بالنذر أي: بما جاءهم من النذر وهي الآيات التي جاء بها صالح عليه الصّلاة والسّلام، وديارهم معروفة الآن ببلاد الحِجر في طريق تبوك من المدينة، كان صالح عليه الصّلاة والسّلام مرسل إلى قومه، يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كسائر الأنبياء، قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ، وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ .
أرسله الله عزّ وجلّ إلى قومه وأعطاه آية وهي: ناقة لها شرب ولهم شرب، أي: أنّ بئر الناقة الكبير الغزير الماء يوم تأتي به الناقة وتشرب، وقد ذكروا أنّها إذا شربت إناءً من الماء فإنّ الذي يسقيها إناء من الماء يحلب من لبنها بقدر ما أسقاها وهذا من آيات الله عزّ وجلّ: أنّ ناقة تشرب ماء ثمّ تخرجه في الحال لبنا فإنّ هذا ليس له عادة، ولكنّها آية من آيات الله عزّ وجلّ أراهم الله عزّ وجلّ إيّاها حتى يعتبروا، لأنّ الله لم يرسل رسولاً إلاّ أتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر رحمة منه وحكمة، لأنّه لا يُعقل أن رجلا من بين الناس يأتي ويقول: إنّي رسول الله إليكم إلاّ إذا أتاه الله آيات تدلّ على صدقه، قال العلماء: " وما من آية أوتيها نبيّ من الأنبياء السّابقين إلاّ كان لرسول الله صلّى عليه وعلى آله وسلّم مثلها أو أشدّ "، ولكن قد تكون غير متوفّرة في حياة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لكنّها موجودة في أمّته الذين اتّبعوه، ولهذا كان من القواعد المقرّرة عند العلماء: " أنّ كلّ كرامة لوليّ فهي آيةٌ للنبيّ الذي اتبعه "، لأنّ هذه الكرامة تشهد بصدق ما كان عليه الوليّ، وهذا الوليّ تابع لرسوله السّابق فيكون في ذلك آية على أنّ هذا الشرع الذي عليه الولي حق وهذه تكون آية للنّبي فالقاعدة الآن : " أن كلّ كرامة لوليّ فهي آية للنّبيّ الذي اتّبعه ".
وعليه فنقول: من آيات موسى أنّه ضرب الحجر وإذا ضربه انفجر عيوناً تنبع ماء من حجر يابس، فهل كان لرسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم مثله؟
الجواب: كان له أعظم، فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جيء إليه بقدح من الماء وليس مع النّاس ماء إلاّ ما في هذه الركوة، فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابع يده كالعيون ، سبحان الله! هذه أعظم من آية موسى، لأنّ آية موسى يخرج الماء من الحجر وخروج الماء من الحجر معتاد كما قال تعالى: وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ لكن هل جرت العادة أن يخرج الماء من الإناء الذي بينه وبين الأرض فاصل؟
لا، إذن هذه أعظم، موسى عليه الصلاة والسلام ضرب البحر فانفلق فكان أسواقًا يابسة وهذه لا شك آية عظيمة، جرى لهذه الأمّة أعظم من هذا: مشوا على الماء دون أن يضرب لهم طريق يبس، مشوا على الماء المائع الهيّن الذي يغوص فيه من يقع فيه، بدوابّهم وأرجلهم ولم يغرقوا في قصّة العلاء بن الحضرمي، وفي قصّة سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه، مشوا على الماء وهذا أعظم مِن أن يمشوا على الأرض التي تفرّق عنها الماء.
فالمهمّ أنّه ما من نبيّ بعثه الله إلا أعطاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، قلنا هذا رحمة وإيش؟ أجبوا يا إخوان.

السائل : ومنة.

الشيخ : إيش؟

السائل : ومنة.

الشيخ : لا، رحمة وحكمة، رحمة بالنّاس من أجل أن تحملهم هذه الآيات على التّصديق فينجوا من عذاب الله، حكمة لأنّه ليس من الحكمة أن يقوم إنسان من بين النّاس ويقول أنا رسول الله حتى يؤتى آيات.
من آية صالح هذه الناقة لها شِرب ولثمود شِرب، لها يوم و لهؤلاء يوم، هذه من آيات الله وقع مثلها للرّسول عليه الصّلاة والسّلام في الهجرة، فإنّه مرّ براعي غنم له معز أو غنم ليس فيها لبن فمسح النبي صلى الله عليه وسلم دروعها فجعلت تبش من اللبن، تلك آية معيّنة في عين معينة، في ناقة معينة، هذا في أي شاة.
يقول عزّ وجلّ: كذّبت ثمود بالنذر النذر: جمع نذير والمراد به الآيات التي أوتيها من؟
صالح عليه الصّلاة والسّلام، فقالوا من جملة ما قالوا في تكذيبهم: أبشراً منّا واحد نتّبعه نسأل الله العافية أنكروا الآيات ما كأنها أتتهم! يعني: أنتّبع بشرًا منّا واحدا! لا نقبل، وهذا النّفي بمعنى الإنكار يعني: لا يمكن أن نتّبع واحدًا منّا .
إنّا إذن لفي ضلال وسُعُر يعني: إنّا إن اتبعناه لفي ضلال وسعر، أي: لفي جهل وفي عذاب، كأنّه وعدهم بأنّهم إن اتّبعوه اهتدوا ونجوا من النّار، فقالوا بالعكس لو اتبعناك لضللنا واحترقنا بالنّار! عكس ما قال! هذا من أشد المراغمة للرّسل عليهم الصّلاة والسّلام والمحادّة لله تبارك وتعالى.
أءُلقي الذكر عليه من بيننا هذا أيضاً احتقار، استفهام احتقار، يعني كيف يُلقى الذّكر عليه من بيننا؟ ما الذي ميّزه؟!
وكلّ هذا شبهات لا دلالات، فكونه بشرا لا يمنع أن يكون رسول بل لا بد أن يكون الرسول بشرا لأنّ الله قال: وقَالوا لوْلا أنزِل عَليْهِ مَلَك وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلكاً لقُضيَ الأمْرُ ثُمّ لا ينْظَرون وَلَو جَعلْناه ملكاً لجعلنَاهُ رجلاً يعني: لو أرسلنا ملكا للزم أن نجعله في صوة البشر حتى يمكن أن يختلط بالنّاس ويأتلف بهم، وإذا جعلنا الملك بشراً لبسنا عليهم ما يلبسون، فعادت المسألة مختلطة.
إذن ننظر الآن الشّبهة الأولى: أنّهم قالوا إنّه بشر.
الثانية: أنّه منّا لا يتميّز علينا بشيء.
الثالثة: أنّه واحد لم يؤيّد والله عزّ وجلّ يقول: واضْرِب لهم مثلاً أصحَابَ القَريَةِ إِذْ جَاءهَا المُرْسلُون إذْ أرْسَلنَا إِليْهِم اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزنَا بِثَالث قوّيناهم، هؤلاء يقولون واحد لا يكفي لا بدّ يعزّز بثانٍ وثالث.
الرّابع: أألقيَ الذّكرُ عَلَيه مِنْ بَيْنِنَا يعني: كيف يلقى عليه الذّكر والوحي من بيننا؟! هذا لا ينبغي.
إذن أربع شبهات وهم يرونها حججًا توجب ردّ صالحًا عليه الصّلاة والسّلام، والواقع ليست بحجج بل هي شبه وتضليل، وهكذا المبطلون يا إخواني، المبطلون في كلّ زمان ومكان يوردون الشّبه على الحقّ ولكنّ الله سبحانه وتعالى لا بدّ أن يبيّن الحقّ ليهلك من هلك عنّ بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة.
ثمّ قالوا بل هو كذّاب أشر بل: هنا لإبطال دعواه أنه حق.
كذّاب صيغة مبالغة وفي نفس الوقت وصف، لأنّ كلمة فعّال تأتي للمبالغة وتأتي للوصف، فإذا قلت: فلان نجّار يعني من النّجّارين وإن لم ينجر إلاّ مرّة واحدة، وإذا قلت: فلان حدّاد لكثرة استعمال الحديد صارت مبالغة، هم يرون والعياذ بالله أنّه كذّاب موصوف بالكذب ليس له صفة إلاّ الكذب وكثير الكذب أيضاً.
أشر أي: بطر، متعالٍ، متعاظم، مستكبر، مدّع ما ليس له.
قال الله تعالى: سيعلمون غَدًا منِ الكَذّابُ الأَشِر سيعلمون غدًا متى؟ يوم القيامة، والسّين هنا للتّحقيق والتّقريب، لأنّك إذا قلت: سيقوم زيد فهذا تأكيد وتقريب أيضًا، فإذا قال قائل: التّحقيق حقّ، السّاعة آتية لا ريب فيها، لكن كيف التّقريب؟
قلنا: إنّ الله يقول: وما يدريك لعلّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبا ، ومَا يُدْريكَ لعلَّ السّاعَةَ قريب ، ومن الأمثال العابرة: " كلّ آتٍ قريب "، الذي مرّ عليه ألف سنة أقرب من الذي مرّ عليه عشر دقائق أليس كذلك؟
لأنّ الذي مرّ عليه عشر دقائق لا يمكن يرجع لكن المستقبل لا بدّ أن يأتي: إنّما توعدون لآت إذن سيعلمون السّين هنا لإيش؟

السائل : التّحقيق.

الشيخ : وإيش؟
والتّقريب سيعلمون غدا من الكذّاب الأشر غدًا يوم القيامة، سمّي غدا لأنّه يأتي بعد يومك، سيعلمون من الكذّاب الأشر، فمن الذي سيعلم؟ أصالح أم ثمود؟

السائل : صالح.

الشيخ : صالح؟

السائل : الثاني.

الشيخ : الثاني ثمود، سيعلمون يوم القيامة من هو الكذّاب الأشر أصالح هو الكذّاب الأشر أم هؤلاء؟ وهذا وعيد عظيم، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ، الإنسان بشر في غفلة عن هذا اليوم العظيم.
قال الله تعالى: بل قلوبهم في غمرة من هذا يعني: من عمل الآخرة، بل قلوبهم في غمرة مغطّاة عن عمل الآخرة.
ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون يعني: أعمال الدّنيا هم لها عاملون، أتى بالجملة الإسميّة: يعني أنّهم محقّقون للعمل فيها لا يتركونها ولا يفرّطون فيها، وأمّا الآخرة فهم في غفلة منها.
سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر بعدها؟

السائل : إنّا مرسلوا النّاقة .

الشيخ : إنّا مرسلوا النّاقة فتنة لهم ، إنّا: يعني نفسه جلّ وعلا، وأتى بها بصيغة الجمع تعظيماً له جلّ وعلا، لعظمة صفاته وكثرة كمالاته، وكثرة جنوده، فلذلك يكنّي عن نفسه بصيغة التّعظيم: إنّا مرسلوا النّاقة فتنة لهم يعني: باعثوها فتنة لهم واختباراً هل يؤمنون أو لا يؤمنون وماذا كان الأمر؟ آمنوا أو لا؟
ما آمنوا، وفي هذا إشارة إلى أنّ الله تعالى قد يظهر للإنسان من الآيات ما يؤمن على مثله البشر حتى إذا استكبر كان استكباره عن علم فكان عقابه أشدّ وأوجع، ولهذا جعل الله النّاقة إيش؟
فتنة، لأنّها أظهرت الحقّ لهم ولكن لم يقبلوها وانتبه لهذا الاستدراج من الله عزّ وجلّ انتبه إذا يسّر الله لك أسباب المعصية لا تفعل، فإنّ الله ربّما ييسّر أسباب المعصية للإنسان فتنة لهم، أرأيتم أصحاب السّبت مِن بني إسرائيل يسّرت لهم أسباب المعصية فتنة وهي أنّ الله حرّم عليهم صيد السّمك يوم السّبت، فكانت الحوت تأتي يوم السّبت شُرّعاً على وجه الماء، وبكثرة عظيمة لكنّهم ملتزمون لم يصيدوا السّمك في يوم السّبت، فلمّا طال عليهم الأمد عجزوا عن ملك أنفسهم فرجعوا إلى طبيعتهم وهي الغدر والحيلة والمكر، فاحتالوا على صيد السّمك، صاروا يضعون شبّاكاً يوم الجمعة فتأتي الحيتان وتدخل في الشّباك فإذا كان يوم الأحد أخذوا الحيتان وهذه حيلة واضحة فقلبهم الله قردة، قال الله تعالى: ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السّبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين في صدر هذه الأمّة حرّم الله على المحرمين الصّيد لا تقتلوا الصّيد وأنتم حرم فبعث الله عليهم الصّيد وهم محرمون تناله أيديهم ورماحهم، يعني: أنّ الزّاحف يمسكونه باليد مثل إيش؟
مثل الأرنب، الغزال، يمسكه الواحد بيده.
ورماحكم يعني الطّائر كان الطّير لا يناله إلاّ بالسّهم لأنّه بعيد لكن صار الطّير يطير كأنّه على الأرض، الرّمح يدركه فتنة، هنا يسّر الله لهم أسباب المعصية أو لا؟
يسّرها، لكنّ الصّحابة رضي الله عنهم وهم خير النّاس لم يأخذ واحد منهم صيدة واحدة! رضي الله عنهم، بينما بنو إسرائيل تحيلوا وخادعوا الله، أمّا سلف هذه الأمّة -وفّقنا الله وإيّاكم لمرافقتهم في الدّنيا في أعمالهم وفي الآخرة في مساكنهم- فإنّهم لم يأخذوا.
فهنا النّاقة -نعود إلى الآية- أرسلها الله تعالى فتنة لثمود ليختبرهم.
فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الماءَ قِسْمَة بَينهم ارتقبهم يعني: ارتقب عذابهم، أو ارتقب أفعالهم وانظر ماذا يفعلون.
واصطبر يعني: اصبر، لكن فيها التاء زائدة، وأصل اصطبر اصتبر بالتاء، للمبالغة، لكن قلبت التاء طاء لعلة تصريفية اقضتها اللغة العربية، يعني أنّ الله قال لرسوله صالح ارتقب هؤلاء واصطبر، اصبر فالنصر قريب.
ونبئهم أن الماء قسمة بينهم أخبرهم أن الماء قسمة بينهم كلّ له شِرب وللناقة شرب.
ولهذا قال كلّ شِرب محتضر يعني: كل شرب يحضره من يستحقّه إمّا النّاقة وإمّا هم، وبقوا على هذا لكن لم يستمرّوا، ما استمرّوا على ذلك.
نادوا صاحبهم الذي يرونه قويّا شجاعاً وقالوا له: هذه النّاقة ضايقتنا، لو أنّنا عقرناها لكنّا نشرب كلّ يوم، فطلبوا منه أن يعقرها -نسأل الله العافية!- هل هذا الصاحب القوي الشجاع الذين يرونه أشدّ منهم إقداما بقطع النظر عن اسمه لأن بعض المفسّرين سمّاه لكن ما يهمّنا هل تأذّى، هاه؟
ما تأذّى ولا تأخّر بل بادر.
فتعاطى فعقر تعاطى تفاعل من العطاء يعني: بذل نفسه وبسرعة، تدلّ على السرعة الفاء في قوله فتعاطى من حين ما دعوه على طول وافق.
فعقر عقر النّاقة نسأل الله العافية! قطع أطرافها أوّلاً ثم نحرها ثانياً، وهي من آيات الله عز وجلّ، ومن مصالحهم، لكن نسأل الله العافية نفوسهم لا تقبل.
فتعاطى فعقر * كيف كان عذابي ونذر يقول الله عزّ وجلّ يخاطب الإنسان كيف كان عذابي ونذر هل وقع موقعه؟ وهل كان شديدا؟ الجواب: نعم، كان في موقعه وكان شديدا، ما هذا العذاب؟
إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة ، صيح بيهم والعياذ بالله مع الرّجفة ففي السّماء أصوات، وفي الأرض رجفان، أخذتهم الرّجفة والصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين، كأن لم يغنوا فيها كأنّهم ما وجدوا.
إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر يعني: الحضار يجعله الإنسان لغنمه لا أدري تعرفون هذا أو لا؟
البدوي في البادية يجعل على الغنم حضارة من الشّجر اليابس ومن عصبان النخل وما أشبه ذلك لئلاّ تخرج ولئلاّ تعدوا عليها السّباع، هذا الحضار مع طول الزمن والشّمس والرّياح يتفتّت حتّى يتلاشى كان هؤلاء الأقوياء الأشدّاء المكذّبين لرسوله كانوا هاه؟

السائل : كهشيم المحتضر.

الشيخ : كهشيم المحتضر أي: كالحضار حينما يتلف، وهذا من آيات الله عزّ وجلّ وتمام قدرته وسلطانه إّنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .
فكانوا كهشيم المحتضر * ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر ، ولقد يسّرنا القرآن للذّكر سبق تفسيرها وقلنا أن المعنى: أن الله تعالى يسّر القرآن أي يسّر معانيه لمن تدبّره ويسّر ألفاظه لمن حفظه، فإذا اتّجهت اتجاها سليمًا إلى القرآن للحفظ يسّره الله عليك، وإذا اتّجهت اتّجاها حقيقيّا إلى التّدبّر وتفهّم المعاني يسّره الله عليك.
ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر هل هذه للتّشويق، يشوّقنا الله عزّ وجلّ إلى أن ندّكر القرآن فنتّعظ به.
جعلنا الله وإيّاكم ممّن يتلونه حقّ تلاوته لفظا ومعنًا وعملاً إنه على كل شيء قدير، والآن إلى الأسئلة نبدأ باليمين.

Webiste