جماعة مسجد يجتمعون في مجالسهم ومعهم من لا يحافظ على صلاة الجماعة فهل يأثمون بمجالستهم ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : جماعة مسجد يجتمعون في مجالس مع أناس لا يشهدون الصلاة إلاّ نادراً في أوقات محدّدة، فما حكم الاجتماع بهم هل الإنسان يأثم إذا اجتمع معهم يعني؟
الشيخ : أبدا بل يجتمع أهل المسجد الذي يواظب على الصّلاة والذي لا يواظب، وفي هذا وسيلة نصح إلى هؤلاء الذين لا يواظبون حتى يواظبوا، لأنّهم لو منعوا من الحضور ما ازادوا إلا عداوة وبغضاء، والإنسان يجب عليه أن يلاحظ المستقبل لأنّ بعض النّاس يكون عنده غيرة فيكرهون صاحب المعصية وينابذونه ويهاجرونه ولا يدرون ماذا يترتّب على هذا، فالواجب على من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يرى العاقبة، ولكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أكبر أسوة لنا، ففي القرآن الكريم قال الله تعالى: ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله مع أنّ سبّ آلهة المشركين واجبة، لكن نهي عنه خوفاً من أن يسبّوا الله.
والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم امتنع عن هدم الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم، لأنّ النّاس كانوا حديثي عهد بكفر فخاف أن يفتتنوا، بل إنّه علّم معاذًا بحق الله على العباد وحقّ العباد على الله: وأنّ حقّ العباد على الله ألاّ يعذّب من لا يشرك به شيئا فقال ألا أخبر الناس؟ فقال: لا تخبرهم ، فأمره أن يكتم العلم خوفاً أن يتّكلوا على هذا ولا يفهموا مراد الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، فالواجب على الإنسان أن ينظر للعواقب.
هل مثلا إذا منعنا هؤلاء من حضورهم و هجرناهم هل يُقبلون على المسجد، أو المتوقّع خلاف ذلك أجيبوا يا جماعة!؟
السائل : المتوقّع خلاف ذلك.
الشيخ : المتوقع خلاف ذلك لا شكّ، فنقول: أحضروهم وإذا غاب أحدهم نقول ليش غبت اليوم؟ حتّى تأتلف القلوب ويحصل المقصود إن شاء الله تعالى، نعم؟
السائل : يعني مثلاً بالمجلس كلام قال الله وقال الرسول، وكذلك نوزّع أشرطة يا شيخ وكتيّبات.
الشيخ : أي.
السائل : لكن ما ترى إلاّ الإعراض يا شيخ حتى يعني تخرج إلى المسجد وهم في البيت يا شيخ بل البعض منهم !
الشيخ : لا تيأس، لا تيأس، نوح عليه الصّلاة والسّلام كم بقي في قومه؟
ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مكّة كم بقي؟ ثلاث عشرة سنة يدعو النّاس، وفي النّهاية ألجؤوه إلى أن يهاجر، لا تيأسوا يا إخوة، ثمّ ظهر من أهل مكّة هؤلاء من يعبد الله عزّ وجلّ، ولما جاءه ملك الجبال يستأذنه أو يستأمره أن يطبق الأخشبين عليه قال: لا، إنّي أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا، شوف كيف النظر البعيد .
فرأيي أنّ هؤلاء يدعون إذا فُقِدوا ويُتَقَبّلون إذا وُجِدوا ويُرغّبون في الخير، وائتلاف القلوب يا إخوانا له شأن عظيم في الشريعة الإسلامية ما هو هيّن، نسأل الله لنا ولكم التّوفيق لما يحبّ ويرضى.
وسبحانك اللهم ربّنا وبحمدك، أشهد ألّا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسّلام عليكم جميعاً ولا يحتاج أن يسلم كل واحد عليّ لأنّ الوقت ضيّق.
الشيخ : أبدا بل يجتمع أهل المسجد الذي يواظب على الصّلاة والذي لا يواظب، وفي هذا وسيلة نصح إلى هؤلاء الذين لا يواظبون حتى يواظبوا، لأنّهم لو منعوا من الحضور ما ازادوا إلا عداوة وبغضاء، والإنسان يجب عليه أن يلاحظ المستقبل لأنّ بعض النّاس يكون عنده غيرة فيكرهون صاحب المعصية وينابذونه ويهاجرونه ولا يدرون ماذا يترتّب على هذا، فالواجب على من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يرى العاقبة، ولكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أكبر أسوة لنا، ففي القرآن الكريم قال الله تعالى: ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله مع أنّ سبّ آلهة المشركين واجبة، لكن نهي عنه خوفاً من أن يسبّوا الله.
والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم امتنع عن هدم الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم، لأنّ النّاس كانوا حديثي عهد بكفر فخاف أن يفتتنوا، بل إنّه علّم معاذًا بحق الله على العباد وحقّ العباد على الله: وأنّ حقّ العباد على الله ألاّ يعذّب من لا يشرك به شيئا فقال ألا أخبر الناس؟ فقال: لا تخبرهم ، فأمره أن يكتم العلم خوفاً أن يتّكلوا على هذا ولا يفهموا مراد الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، فالواجب على الإنسان أن ينظر للعواقب.
هل مثلا إذا منعنا هؤلاء من حضورهم و هجرناهم هل يُقبلون على المسجد، أو المتوقّع خلاف ذلك أجيبوا يا جماعة!؟
السائل : المتوقّع خلاف ذلك.
الشيخ : المتوقع خلاف ذلك لا شكّ، فنقول: أحضروهم وإذا غاب أحدهم نقول ليش غبت اليوم؟ حتّى تأتلف القلوب ويحصل المقصود إن شاء الله تعالى، نعم؟
السائل : يعني مثلاً بالمجلس كلام قال الله وقال الرسول، وكذلك نوزّع أشرطة يا شيخ وكتيّبات.
الشيخ : أي.
السائل : لكن ما ترى إلاّ الإعراض يا شيخ حتى يعني تخرج إلى المسجد وهم في البيت يا شيخ بل البعض منهم !
الشيخ : لا تيأس، لا تيأس، نوح عليه الصّلاة والسّلام كم بقي في قومه؟
ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مكّة كم بقي؟ ثلاث عشرة سنة يدعو النّاس، وفي النّهاية ألجؤوه إلى أن يهاجر، لا تيأسوا يا إخوة، ثمّ ظهر من أهل مكّة هؤلاء من يعبد الله عزّ وجلّ، ولما جاءه ملك الجبال يستأذنه أو يستأمره أن يطبق الأخشبين عليه قال: لا، إنّي أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا، شوف كيف النظر البعيد .
فرأيي أنّ هؤلاء يدعون إذا فُقِدوا ويُتَقَبّلون إذا وُجِدوا ويُرغّبون في الخير، وائتلاف القلوب يا إخوانا له شأن عظيم في الشريعة الإسلامية ما هو هيّن، نسأل الله لنا ولكم التّوفيق لما يحبّ ويرضى.
وسبحانك اللهم ربّنا وبحمدك، أشهد ألّا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسّلام عليكم جميعاً ولا يحتاج أن يسلم كل واحد عليّ لأنّ الوقت ضيّق.
الفتاوى المشابهة
- حكم حضور المجالس التي يكون فيها منكرات - ابن عثيمين
- هل يجوز التخلف عن الجماعة في مثل هذه المجالس و... - الالباني
- حكم مجالسة تاركي الصلاة - ابن باز
- ذكر الشيخ للموقف الصحيح من مجالس الذكر . - الالباني
- ما حكم الجماعة الثانية في المسجد وما قول شيخ ا... - الالباني
- ما حكم صلاة الجماعة الثانية في المسجد.؟ - الالباني
- فضل مجالس العلم . - الالباني
- هل يجوز حضور المجالس إذا كان فيها منكر ؟ - ابن عثيمين
- حكم مجالسة من لا يصلي أبدا - ابن عثيمين
- حكم الجلوس مع أناس لا يصلون الجماعة - ابن عثيمين
- جماعة مسجد يجتمعون في مجالسهم ومعهم من لا يح... - ابن عثيمين