الكلام على حديث ( بني الإسلام على خمس .... ) وعلى ركن الصلاة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
سبق الكلام على أوّل هذا الحديث حديث ابن عمر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: بني الإسلام على خمس: شهادة ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، -الثاني- إقام الصّلاة ومعنى إقام الصّلاة أن يأتي بها الإنسان مستقيمة على حسب ما جاءت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: صلّوا كما رأيتموني أصلّي فمن لم يقم الصّلاة فقد نقص ركنا من أركان الإسلام لكن إذا تركها بالكلّيّة فقد خرج عن ملّة الإسلام إلى ملّة الكفّار والمشركين والعياذ بالله إذا كان لا يصلّي لا مع الجماعة ولا في بيته فهو كافر مرتدّ عن الإسلام لقول الله تعالى: فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فإخوانكم في الدّين وهذا يقتضي أنّهم إذا لم يقيموا الصّلاة فليسوا إخوة لنا في الدّين وثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة فمن تركها فقد كفر ، وقال: بين الرّجل وبين الشّرك ترك الصّلاة ونقل بعض أهل العلم إجماع الصّحابة رضي الله عنهم على كفر من ترك الصّلاة وعلى هذا فإذا ترك الإنسان الصّلاة ولم يصلّ بالكلّيّة فإنّه كافر مرتدّ يباح قتله لكن الذي يقتله وليّ الأمر ليس سائر النّاس، بل وليّ الأمر يجب عليه أن يقتله إلاّ أن يتوب ويصلّي، وإذا قتل وهو تارك للصّلاة فإنّه لا يغسّل ولا يكفّن ولا يصلّى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين وإنّما يخرج به إلى البرّ ويحفر له حفرة لا قبر حفرة يرمس فيها رمسا كما ترمس الشّاة إذا ماتت لئلاّ تؤذي النّاس برائحتها
وإذا حشر يوم القيامة لم يحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وإنّما يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف، هذا بالنّسبة للأمور الدّينيّة الشّرعيّة
أمّا بالنّسبة للأموال فإنّه إذا مات له قريب فإنّه لا يرث منه، فلو مات إنسان عن ابنه الذي لا يصلّي وابن عمّه البعيد المسلم فالميراث لابن عمّه البعيد وليس لابنه شيء لماذا؟ لأنّه كافر حيث لا يصلّي وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: لا يرث المسلم الكافر فالكافر لا يمكن أن يرث المسلم، الكافر لا يرث المسلم والمسلم لا يرث الكافر، فإذا قال إنسان أليس ولده؟ قلنا نعم هو ولده لكنّه لا يرث منه، قال الله تعالى لنوح عليه الصّلاة والسّلام لمّا قال: ربّ إنّ ابني من أهلي قال الله له: إنّه ليس من أهلك مع أنّه ابن لصلبه، لكن لمّا كان كافرا لم يكن منسوبا إليه شرعا، يعني بمعنى أنّه ليس من أهله شرعا، كذلك لو مات هو أيضا عن قريبه، الرّجل الذي لا يصلّي مات وله أقارب فإنّهم لا يرثونه بل يجعل ماله في بيت المال، لأنّه لا يرث المسلم الكافر، وقال بعض أهل العلم إنّ المرتدّ يرثه أقاربه المسلمون لأنّه هو الذي خرج عن دينهم فيرثونه وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية لكنّه ضعيف لعموم قول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم
إذا مات أيضا وهو لا يصلّي حرم على أهله ومن يعرفه أن يترحّم عليه أو يقول اللهمّ ارحمه، اللهمّ اعف عنه، اللهمّ اغفر له، يحرم عليهم، لقول الله تعالى: ما كان للنّبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد أن تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم كذلك إذا كان معه زوجة، فإن الزّوجة تحرم عليه ويجب التّفريق بينها وبينه لأنّه صار كافرا ولا يمكن للكافر أن تكون له زوجة مسلمة، بل يجب التّفريق بينهما وبين زوجته، كذلك إذا كان له أولاد فإنّه لا يحضنهم، تسقط حضانته، لأنّه لا حضانة لكافر على مسلم فالمهمّ إن هذه مسألة خطيرة جدّا، ومن كان له أحد لا يصلّي ومات وهو لا يصلّي حرم عليه أن يقدّمه للمسلمين ليصلّوا عليه، لأنّه بذلك يكون غاشّا لهم، خادعا لهم، كيف يقدّم من لا يستحقّ أن يصلّى عليه للمسلمين ليصلّوا عليه؟ بل يجب عليهم أن يخرج به بسيّارة إلى البرّ كما قلنا ويحفر له حفرة يرمسه فيها رمسا ولا يقول على إثر دفنه اللهمّ اغفر له، اللهمّ ثبّته، فهذا حرام عليه، يتركه وهو إلى ربّه عزّ وجلّ ولكنّنا نعلم أنّ الكافرين كلّهم في النّار مخلّدين فيها نسأل الله العافية.
إقام الصّلاة ركن من أركان الإسلام، أقمها في أوقاتها لا تقدّمها على الوقت ولا بدقيقة واحدة، ولا تؤخّرها عن الوقت، أقمها بشروطها، توضّأ من الحدث الأصغر، اغتسل من الجنابة، استر العورة، استقبل القبلة، أقمها بأركانها، كبّر للإحرام وأنت قائم، اقرأ الفاتحة، اركع، اسجد، قم من الرّكوع، قم من السّجود، اجلس بين السّجدتين، وهكذا، المهمّ أنّ هذا أمر يجب أن ننتبه له، وإذا رأينا أحدا من أهلنا في بيتنا لا يصلّي فنصحناه وأبى، ونصحناه وأبى، ونصحناه وأبى، فالواجب أن يرفع لوليّ الأمر حتى يقيم عليه ما يجب، نسأل الله أن يهدينا وإيّاكم ويصلح لنا ولكم النّيّة والذّرّيّة والعمل، إنّه على كلّ شيء قدير.
سبق الكلام على أوّل هذا الحديث حديث ابن عمر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: بني الإسلام على خمس: شهادة ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، -الثاني- إقام الصّلاة ومعنى إقام الصّلاة أن يأتي بها الإنسان مستقيمة على حسب ما جاءت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: صلّوا كما رأيتموني أصلّي فمن لم يقم الصّلاة فقد نقص ركنا من أركان الإسلام لكن إذا تركها بالكلّيّة فقد خرج عن ملّة الإسلام إلى ملّة الكفّار والمشركين والعياذ بالله إذا كان لا يصلّي لا مع الجماعة ولا في بيته فهو كافر مرتدّ عن الإسلام لقول الله تعالى: فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فإخوانكم في الدّين وهذا يقتضي أنّهم إذا لم يقيموا الصّلاة فليسوا إخوة لنا في الدّين وثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة فمن تركها فقد كفر ، وقال: بين الرّجل وبين الشّرك ترك الصّلاة ونقل بعض أهل العلم إجماع الصّحابة رضي الله عنهم على كفر من ترك الصّلاة وعلى هذا فإذا ترك الإنسان الصّلاة ولم يصلّ بالكلّيّة فإنّه كافر مرتدّ يباح قتله لكن الذي يقتله وليّ الأمر ليس سائر النّاس، بل وليّ الأمر يجب عليه أن يقتله إلاّ أن يتوب ويصلّي، وإذا قتل وهو تارك للصّلاة فإنّه لا يغسّل ولا يكفّن ولا يصلّى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين وإنّما يخرج به إلى البرّ ويحفر له حفرة لا قبر حفرة يرمس فيها رمسا كما ترمس الشّاة إذا ماتت لئلاّ تؤذي النّاس برائحتها
وإذا حشر يوم القيامة لم يحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وإنّما يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف، هذا بالنّسبة للأمور الدّينيّة الشّرعيّة
أمّا بالنّسبة للأموال فإنّه إذا مات له قريب فإنّه لا يرث منه، فلو مات إنسان عن ابنه الذي لا يصلّي وابن عمّه البعيد المسلم فالميراث لابن عمّه البعيد وليس لابنه شيء لماذا؟ لأنّه كافر حيث لا يصلّي وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: لا يرث المسلم الكافر فالكافر لا يمكن أن يرث المسلم، الكافر لا يرث المسلم والمسلم لا يرث الكافر، فإذا قال إنسان أليس ولده؟ قلنا نعم هو ولده لكنّه لا يرث منه، قال الله تعالى لنوح عليه الصّلاة والسّلام لمّا قال: ربّ إنّ ابني من أهلي قال الله له: إنّه ليس من أهلك مع أنّه ابن لصلبه، لكن لمّا كان كافرا لم يكن منسوبا إليه شرعا، يعني بمعنى أنّه ليس من أهله شرعا، كذلك لو مات هو أيضا عن قريبه، الرّجل الذي لا يصلّي مات وله أقارب فإنّهم لا يرثونه بل يجعل ماله في بيت المال، لأنّه لا يرث المسلم الكافر، وقال بعض أهل العلم إنّ المرتدّ يرثه أقاربه المسلمون لأنّه هو الذي خرج عن دينهم فيرثونه وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية لكنّه ضعيف لعموم قول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم
إذا مات أيضا وهو لا يصلّي حرم على أهله ومن يعرفه أن يترحّم عليه أو يقول اللهمّ ارحمه، اللهمّ اعف عنه، اللهمّ اغفر له، يحرم عليهم، لقول الله تعالى: ما كان للنّبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد أن تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم كذلك إذا كان معه زوجة، فإن الزّوجة تحرم عليه ويجب التّفريق بينها وبينه لأنّه صار كافرا ولا يمكن للكافر أن تكون له زوجة مسلمة، بل يجب التّفريق بينهما وبين زوجته، كذلك إذا كان له أولاد فإنّه لا يحضنهم، تسقط حضانته، لأنّه لا حضانة لكافر على مسلم فالمهمّ إن هذه مسألة خطيرة جدّا، ومن كان له أحد لا يصلّي ومات وهو لا يصلّي حرم عليه أن يقدّمه للمسلمين ليصلّوا عليه، لأنّه بذلك يكون غاشّا لهم، خادعا لهم، كيف يقدّم من لا يستحقّ أن يصلّى عليه للمسلمين ليصلّوا عليه؟ بل يجب عليهم أن يخرج به بسيّارة إلى البرّ كما قلنا ويحفر له حفرة يرمسه فيها رمسا ولا يقول على إثر دفنه اللهمّ اغفر له، اللهمّ ثبّته، فهذا حرام عليه، يتركه وهو إلى ربّه عزّ وجلّ ولكنّنا نعلم أنّ الكافرين كلّهم في النّار مخلّدين فيها نسأل الله العافية.
إقام الصّلاة ركن من أركان الإسلام، أقمها في أوقاتها لا تقدّمها على الوقت ولا بدقيقة واحدة، ولا تؤخّرها عن الوقت، أقمها بشروطها، توضّأ من الحدث الأصغر، اغتسل من الجنابة، استر العورة، استقبل القبلة، أقمها بأركانها، كبّر للإحرام وأنت قائم، اقرأ الفاتحة، اركع، اسجد، قم من الرّكوع، قم من السّجود، اجلس بين السّجدتين، وهكذا، المهمّ أنّ هذا أمر يجب أن ننتبه له، وإذا رأينا أحدا من أهلنا في بيتنا لا يصلّي فنصحناه وأبى، ونصحناه وأبى، ونصحناه وأبى، فالواجب أن يرفع لوليّ الأمر حتى يقيم عليه ما يجب، نسأل الله أن يهدينا وإيّاكم ويصلح لنا ولكم النّيّة والذّرّيّة والعمل، إنّه على كلّ شيء قدير.
الفتاوى المشابهة
- كلمة للشيخ حول حديث ابن عمر "بني الإسلام على... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول ا... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول... - ابن عثيمين
- ترك ركن من أركان الصلاة - اللجنة الدائمة
- الركن الأول من أركان الإسلام: معناه ومقتضاه - ابن باز
- الكلام على الفرق بين الرُّكن والشَّرط في الصلاة . - الالباني
- معنى الركن الأول من أركان الإسلام - ابن باز
- حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - ابن عثيمين
- حكم من يترك ركناً من أركان الإسلام - ابن باز
- الكلام على حديث ( بني الإسلام على خمس .... )... - ابن عثيمين