الشيخ : أما إذا كانوا يدعون الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد الأذان على رؤوس المنارات فهذا ليس بسنة إذا جهروا به ، أما سرا فهو سنة سواء كنت في المنارة أو في الأرض .
وأما قولهم : اقرؤوا الفاتحة على روح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو بدعة منكرة ، لا يقال بعد أذان الفجر ولا بعد الأذان الآخر ولا بعد الصلوات ولا في أي مكان ، وقراءة الفاتحة على روح النبي صلى الله عليه وسلم بدعة لوجهين :
الوجه الأول : أنها سفه ، لأن من قرأ الفاتحة على روحه أراد أن يثاب النبي صلى الله عليه وسلم ثواب القراءة ، ومعلوم أن قراءتنا للفاتحة يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما نؤجر عليه ، أي أنه يكتب له مثل أجورنا ، وإذا كان يكتب له مثل أجورنا فلا حاجة أن نقول إنها على روح لأنه قد حصل على الثواب ، ويكون قولنا : على روحه ، يعني أننا حرمنا أنفسنا من ثوابها فقط ، هذا من وجه .
الوجه الثاني : أن التصدق بالأعمال الصالحة الفاتحة وغيرها على النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله الصحابة رضي الله عنهم الذين هم أشد حبا منا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهم أشد منا حبا لما فيه الخير له ، وإذا كانوا لم يفعلوه فلنا فيهم أسوة ، وعلى هذا فينهى أن يجعل الإنسان أي عمل صالح يعمله لروح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو يقول : اللهم اجعل ثوابه لنبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، للوجهين الذين ذكرناهما .
وإني أنصح هذا السائل بأن يتصل بإخوانه المؤذنين فيقول لهم إن هذا أمر بدعة وسفه من القول.
السائل : بارك الله فيكم.