هل الإنسان مسير أم مخير ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هل الإنسان مسير أم مخير ؟
الشيخ : لو أردت أن أقول لهذا السائل : هل أنت مسير حين ألقيت هذا السؤال أو ألقيته باختيارك ؟ .
في علمي أنه سيقول ألقيته باختياري ، إذا فالإنسان يفعل ما يفعله باختياره لا شك ، فالإنسان يذهب ويرجع ، ويصلي ويتوضأ ويصوم ويزكي ويحج ويبيع ويشتري ويتزوج ويزوج و، كل ذلك باختياره ، لا أحد يجبره على ذلك ، ولهذا تجده يختار أحد شيئين على الآخر ، يختار مثلا أن يدخل في كلية الشريعة دون أن يدخل في كلية الهندسة مثلا والجامعة واحدة ، من الذي أجبره على هذا ؟ هل أحد أجبره ؟ .
هو باختياره في الواقع ، ولولا أن الإنسان يفعل باختياره لكانت عقوبته على الذنوب ظلما والله سبحانه وتعالى منزه عن الظلم ، وما أكثر الآيات التي يضيف فيها الله تعالى الأعمال إلى الإنسان : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ والآيات في هذا كثيرة ، والعقل شاهد بهذا ، ولا يمكن أن تستقيم قدم عاقل على القول بأن الإنسان مجبر أبدا ، لأن هذا يكذبه الحس فضلا عن الشرع .
ولكن يبقى النظر هل هذا الاختيار مستقل عن إرادة الله ؟ .
والجواب : لا ، إنك ما أردت شيئا إلا علمنا بأن الله قد أراده من قبل لقول الله تعالى : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فإذا أراد الإنسان أن يأكل فأكل علمنا أن الله تعالى قد أراد قبل إرادته أن يريد الأكل فيأكل ، وإذا أراد الإنسان أن يبيع ويشتري واشترى وباع علمنا أن الله تعالى قد أراد ذلك ، أي أراد منه أن يريد ويبيع ويشتري وهلم جرا ، فإرادة الله سابقة وإرادة المخلوق هي اللاحقة المباشرة .
ونحن لا نعلم أن الله قد أراد بنا شيئا إلا حين يقع ، ولهذا لا يكون في هذا القول الذي قلته الآن حجة على العاصي الذي يعصي الله ويقول إن الله قد أراد ذلك ، لأننا نقول له ما الذي أعلمك أن الله أراد ؟ .
أنت لا يمكن أن تعلم أن الله أراد إلا إذا فعلت ، وفعلك واقع باختيارك لا شك ، ولهذا لم نجد هذه الكلمة مسير أو مخير ؟. ما رأيتها في كلام السابقين الأولين أبدا ؟.
لكنها قالها بعض المحدثين فسارت بين الناس لأنها كلمة رنانة ، وإلا فمن المعلوم أن الإنسان مخير : فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ وكفر الإنسان باختياره وإيمانه باختياره ، وليس المعنى بالاختيار يعني أنك إن شئت فآمن وإن شئت فاكفر ، لا المعنى أن وقوع الكفر باختيارك ووقوع الإيمان باختيارك.
وعلى هذا فنقول : الإنسان مخير بمعنى أنه يفعل الشيء باختياره لكننا نعلم أنه إذا اختار شيئا وفعله فهو بإرادة الله السابقة على ذلك .
نعم هناك أشياء ليست باختيار الإنسان ، لو سافر الإنسان مثلا وأصابه حادث هذا بغير اختياره ، لو أن الإنسان عمل عملا ناسيا هذا بغير اختياره ، ولهذا لا يؤاخذ الله على النسيان ولا على الخطأ ولا على فعل النائم لأنه غير مختار.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوضيح.
الشيخ : لو أردت أن أقول لهذا السائل : هل أنت مسير حين ألقيت هذا السؤال أو ألقيته باختيارك ؟ .
في علمي أنه سيقول ألقيته باختياري ، إذا فالإنسان يفعل ما يفعله باختياره لا شك ، فالإنسان يذهب ويرجع ، ويصلي ويتوضأ ويصوم ويزكي ويحج ويبيع ويشتري ويتزوج ويزوج و، كل ذلك باختياره ، لا أحد يجبره على ذلك ، ولهذا تجده يختار أحد شيئين على الآخر ، يختار مثلا أن يدخل في كلية الشريعة دون أن يدخل في كلية الهندسة مثلا والجامعة واحدة ، من الذي أجبره على هذا ؟ هل أحد أجبره ؟ .
هو باختياره في الواقع ، ولولا أن الإنسان يفعل باختياره لكانت عقوبته على الذنوب ظلما والله سبحانه وتعالى منزه عن الظلم ، وما أكثر الآيات التي يضيف فيها الله تعالى الأعمال إلى الإنسان : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ والآيات في هذا كثيرة ، والعقل شاهد بهذا ، ولا يمكن أن تستقيم قدم عاقل على القول بأن الإنسان مجبر أبدا ، لأن هذا يكذبه الحس فضلا عن الشرع .
ولكن يبقى النظر هل هذا الاختيار مستقل عن إرادة الله ؟ .
والجواب : لا ، إنك ما أردت شيئا إلا علمنا بأن الله قد أراده من قبل لقول الله تعالى : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فإذا أراد الإنسان أن يأكل فأكل علمنا أن الله تعالى قد أراد قبل إرادته أن يريد الأكل فيأكل ، وإذا أراد الإنسان أن يبيع ويشتري واشترى وباع علمنا أن الله تعالى قد أراد ذلك ، أي أراد منه أن يريد ويبيع ويشتري وهلم جرا ، فإرادة الله سابقة وإرادة المخلوق هي اللاحقة المباشرة .
ونحن لا نعلم أن الله قد أراد بنا شيئا إلا حين يقع ، ولهذا لا يكون في هذا القول الذي قلته الآن حجة على العاصي الذي يعصي الله ويقول إن الله قد أراد ذلك ، لأننا نقول له ما الذي أعلمك أن الله أراد ؟ .
أنت لا يمكن أن تعلم أن الله أراد إلا إذا فعلت ، وفعلك واقع باختيارك لا شك ، ولهذا لم نجد هذه الكلمة مسير أو مخير ؟. ما رأيتها في كلام السابقين الأولين أبدا ؟.
لكنها قالها بعض المحدثين فسارت بين الناس لأنها كلمة رنانة ، وإلا فمن المعلوم أن الإنسان مخير : فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ وكفر الإنسان باختياره وإيمانه باختياره ، وليس المعنى بالاختيار يعني أنك إن شئت فآمن وإن شئت فاكفر ، لا المعنى أن وقوع الكفر باختيارك ووقوع الإيمان باختيارك.
وعلى هذا فنقول : الإنسان مخير بمعنى أنه يفعل الشيء باختياره لكننا نعلم أنه إذا اختار شيئا وفعله فهو بإرادة الله السابقة على ذلك .
نعم هناك أشياء ليست باختيار الإنسان ، لو سافر الإنسان مثلا وأصابه حادث هذا بغير اختياره ، لو أن الإنسان عمل عملا ناسيا هذا بغير اختياره ، ولهذا لا يؤاخذ الله على النسيان ولا على الخطأ ولا على فعل النائم لأنه غير مختار.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوضيح.
الفتاوى المشابهة
- هل الإنسان في هذه الحياة مسير أم مخير؟ - ابن باز
- وجه كون الإنسان مسيراً أو مخيراً - ابن باز
- الإنسان مخير ومسير - اللجنة الدائمة
- معنى قول العلماء: (الإنسان مسير ومخير) - ابن باز
- الكلام على مسألة هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر ؟ - الالباني
- الإنسان مسير ومخير في الدنيا - الفوزان
- هل الإنسان مسير أم مخير؟ - ابن باز
- الإنسان مخير ومسير في هذه الحياة - ابن باز
- الإنسان مسير ومخير - الفوزان
- هل الإنسان مسير أم مخير .؟ - ابن عثيمين
- هل الإنسان مسير أم مخير ؟ - ابن عثيمين