الشيخ : نعم، قوله: إن اليهود والنصارى لا يصبغون الظاهر لا يصبغون البياض الشيب، وليس نفيا مطلقا.
فخالفوهم أي: اصبغوا. وهذا الأمر للاستحباب، وظاهره أنه للوجوب لأن الأصل في مخالفة اليهود الوجوب، لكن نظرا إلى أن بعض الصحابة رضي الله عنهم من كبرائهم كانوا لا يخضبون واشتهر ذلك بينهم ولم يُنكَر يدل على أنه فهموا أن الأمر للاستحباب وليس للوجوب.
وقوله هنا خالفوهم يقتضي جواز مخالفتهم في كل لون، لكنه قد ورد ما يدل على أنه لا يجوز الخضاب بالسواد، وأما بغيره من الألوان فلا بأس به، وذلك لأن الصبغ بالسواد فيه شيء من نوع المضادة لحكمة الله عز وجل فإن لون الشباب أسود فإذا أنت حوّلت هذا البياض إلى سواد فكأنك تضادّ الله عز وجل وكأن فيه شبه اعتراض على الله سبحانه وتعالى، فلهذا كان الصبغ بالسواد على القول الراجح محرّما وإن كان بعض العلماء قال إنه مكروه لكن الصحيح أنه حرام، وأنه لا يجوز للإنسان أن يصبغ بالسواد، لكن هناك صبغ يكون بين السواد والحمرة أي يكون أدهم بحيث يُخلط الكَتَم بالحناء ويُصبغ به فإن هذا يجعل الشعر بين الأسود والأحمر فلا يكون داخلا في النهي.
وظاهر الحديث أن هذا عام للرأس واللحية، وهو كذلك، لاسيما أن سبب الحديث هو أن أبا قحافة جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ورأسه كالثغامة بياضا فقال: غيّروا هذا الشيب وجنّبوه السواد . نعم.