تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح الآية : (( من كان يريد الحيوة الدنيا وزي... - ابن عثيمينالشيخ : وقول الله تعالى :  من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون  مَن شرطية ، تفيد العموم ، من كان يعني أي إنسان ي...
العالم
طريقة البحث
شرح الآية : (( من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ... ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وقول الله تعالى : من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون مَن شرطية ، تفيد العموم ، من كان يعني أي إنسان يريد الحياة الدنيا وزينتها ، الحياة الدنيا يعني البقاء فيها ، والمكث فيها والطول ، طول البقاء ، وزينتها ما فيها من الزينة من النساء والبنين ، والقناطير المقنطرة وغير ذلك ، نوف إليهم أعمالهم يعني نعطيهم أعمالهم فيها وافية ، ويثابون على أعمالهم في الدنيا ، في الدنيا نوفي إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار ، ولهذا يعطى الكافر ثواب أعماله في الدنيا ، يعطى إياه سيادة في الدنيا ، وتكون الدنيا في حقه جنة ، ونعيماً ورفاهية ، ولهذا لا تغبط الإنسان على رفاهيته ، اغبطه على عمله الصالح ، أما الرفاهية في الدنيا فالأصل أنها لمن ؟ للكفار ، كما قال الله تعالى في سورة الواقعة : وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سمومٍ وحميمٍ وظلٍّ من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم ولهذا من الشقاء والبلاء أن يسير المسلمون اليوم إلى هذا الإتجاه المعوج المرتد ، عن الصراط المستقيم ، وليست ردة الكفر لكن ردة إستقامة ، بحيث يريدون من كل أمورهم أن ينالوا شرف الترف ، ولكنه تلف الترف ، تلف لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بين لنا في الحديث الصحيح : إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم بأذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه منكم ، أو قال من قلوبكم ، حتى ترجعوا إلى دينكم ، انظر ، مشينا خلف الدنيا ماذا يحدث ، إيش؟ الذل ، الذي لا ينزع حتى نرجع إلى الدين نرجع ، ونحرص على الدين مثلما نحرص على الدنيا ، والآن مع الأسف الشديد أن التوجيهات العامة ، في الصحف وغير الصحف ، كلها للترف ، والتنعيم في هذه الدنيا ، وهذا لا شك أنه خطأ ، لأن هذه الحياة الدنيا ليست حياة في الواقع ، الحياة هي حياة الآخرة ، يقول يا ليتني قدمت لحياتي وإن الدار الآخرة لهي الحيوان فهذا هو الذي ينبغي أن نعتني به ونعمل له ، والله الموفق .

Webiste