تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث حق الله على العباد وحق العباد على... - ابن عثيمينالشيخ : ثم ذكر المؤلف حديث معاذ وفيه من الفوائد والنكت تكرار النداء للشخص من أجل زيادة الانتباه ، وبيان العناية ، ولهذا ناداه الرسول عليه الصلاة والسلام...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث حق الله على العباد وحق العباد على الله .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم ذكر المؤلف حديث معاذ وفيه من الفوائد والنكت تكرار النداء للشخص من أجل زيادة الانتباه ، وبيان العناية ، ولهذا ناداه الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات ، قال يا معاذ قلت لبيك إلى آخره ، وفيه أيضاً بيان ما يؤكد الخبر من ذكر الحال ، فإن معاذ رضي الله عنه ذكر ، أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه ليس بينه وبينه إلا مؤخره الرحل ، وفيه أيضاً أن حق الله على العباد ، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وهذا حق لا يشركه فيه أحد ، ولكن ما هي العبادة ؟ العبادة شديدة ، هي القيام بطاعة الله ، على وجه المحبة والتعظيم فلا بد فيها من ذل ، واعتقاد أن الإنسان عبد لله ، مسخر ، باذل نفسه فيما يرضي ربه ، لا أن يفعل العبادة على وجه العادة ، ولا يفعل العبادة وهو يشعر بأنه مستغن عن ربه ، بل لا بد من التذلل التام لله عز وجل ، والقيام بطاعته محبة له وتعظيماً له ، ومتى كان الإنسان على هذا الوجه ، فلا بد أن يقوم بالأعمال الصالحة ، ولهذا لا تظن أن هذا الأمر قاله النبي عليه الصلاة والسلام ، لا تظن أنه أمر سهل ، هو أمر صعب ، من يحقق العبادة ؟ ولهذا قال حق الله على العباد ، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، ولا يجوز أن يشرك أحدا مع الله في هذا الحق الخاص ، أما حقنا عليه عز وجل ، فأن لا يعذبهم ، متى ؟ إذا عبدوه ولم يشركوا به شيئاً ، هذا حقهم عليه ، وفي هذا الحديث ، ومن الفوائد في هذا الحديث إسناد العلم إلى الله ورسوله ، بدون الإتيان بثم ، حيث قال معاذ ، الله ورسوله أعلم ، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ووجهه : أن مسائل الشرع ، علم الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من علم الله ، فيصح أن تنسب العلم فيها إلى الله ورسوله ، بواو العطف الدالة على الإشتراك ، لأن ما قاله الرسول فهو شرع الله ، أما المسائل القدرية الكونية ، فلا يجوز أن تقرن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله بواو العطف ، بل لا بد من واو يدل على التأخر ، والتراخي ، في حق الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى حق الله ، فالأمور الكونية لا يمكن أن تشرك الرسول مع الله بالواو مثل ما أنكر الرسول عليه الصلاة والسلام على الرجل الذي قال له ما شاء الله وشئت فقال : أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ، لكن لما قال معاذ الله ورسوله أعلم ، ولما قال الصحابة في غزوة الحديبية ، لما أصبحوا وقد أمطرت السماء ، قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أتدرون ماذا قال ربكم ، قالوا الله ورسوله أعلم ، لم ينكر عليهم ، لأن المسائل الشرعية كما قلت لكم ، علم الرسول فيها
القارئ : من علم الله

الشيخ : من علم الله ، وما قاله الرسول تشريعاً فيها شرع الله ، فصح ، أن يقرن الحكم بين الله ورسوله بالواو ، ومن ذلك قوله تعالى : ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله ، لأن الإتيان هنا إتيان
القارئ : شرعي

الشيخ : شرعي ، وفيه أيضاً هذا الحديث أن للعباد حقاً على الله ، أن للعباد حقاً على الله ، واجباً على الله ، فإذا قال قائل : كيف نوجبه على الله ؟ ، كيف ؟ قلنا نحن لم نوجبه ، بل الذي أوجبه على نفسه هو الله عز وجل ، تكرماً منه وفضلاً ، وإلا فهو ربنا يفعل ما يشاء ، ولكن من كرمه أن أوجب على نفسه لنا حقوقاً ومن ذلك قوله تعالى : كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ، ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم أنظر كتب ، كتب بمعنى ؟
القارئ : فرض

الشيخ : فرض وأوجب ، على نفسه الرحمة ، أما نحن ما نوجب على الله شيء ، لكن إذا أوجب الله على نفسه ، تكرماً منه فله الحمد والفضل ، ولهذا ، قيد ابن القيم رحمه الله ، قول الشاعر : " ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا عمل لديه ضائع ، إن عذبوا فبعدله ، أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع " قيد هذين البيتين فقال :" ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان " هو أوجبه ، " كلا ولا عمل لديه ضائع إن كان بالإخلاص والإحسان " ، قيده أيضا، والأول ، الشاعر الأول ما قيده ، فالعمل يكون ضائعاً ، إذا لم يكن مخلصاً ، ويكون ضائعاً إذا لم يكن على الإحسان على شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقيدها ، ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان، كلا ولا عمل لديه ضائع إن كان بالإخلاص والإحسان أنشدنا إياهما
القارئ : " ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان " ولا أجر عنده ضائع ،

الشيخ : لا
القارئ : كلا ولا أجر

الشيخ : عمل
القارئ : ولا عمل عنده ضائع

الشيخ : لا
القارئ :كلا ولا عمل عنده

الشيخ : عنده منكسر البيت ، لديه
القارئ : كلا ولا عمل لديه ضائع إذا قترن بالإخلاص والإحسان،

الشيخ : إذا اقترن لا
القارئ : إذا اقترن

الشيخ : لا

الشيخ : إن كان

السائل : أن كان بالإخلاص والإحسان

الشيخ : إن كان بالإخلاص والإحسان ، طيب . وفيه أيضاً : دليل على تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام حيث أردف خلفه معاذاً وجواز الإرداف على الدابة لكن بشرط أن لا يكون ذلك شاقاً عليها .

Webiste