الشيخ : فإذا قال قائل : كيف يكون للعباد حق على الله وهم مربوبون ؟ فالجواب : فإن الله هو الذي أوجب الحق على نفسه والممنوع أن نوجب نحن حقا على الله. أما إذا أوجب الله على نفسه حقا لنا فهذا من فضله وكرمه، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله :
" ما للعباد حق عليه واجب *** هو أوجب الأجر العظيم الشأن.
كلا ولا عمل لديه ضائع *** إن كان في الإخلاص والإحسان.
إن عذبوا فبعدله أو نعموا *** فبفضله والفضل للمنان ".
فبين رحمه الله أن ليس لنا على ربنا حقا نوجبه نحن بأنفسنا، بل هو الذي أوجب الحق على نفسه، وله أن يفعل ما يشاء. قال الله تعالى : كتب ربكم على نفسه الرحمة كتب على نفسه : أوجب نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم .