تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سائلة تقول بأن بينها و بين زوجها مشاكل و أنه... - ابن عثيمينالسائل : بينها وبين زوجها مشاكل حيث تذكر أنها تعاني من مرض نفسي ، ولا تستطيع أن تقوم برعاية زوجها الرعاية الكاملة الأسرية ، فما هو السبيل لبناء الحياء ا...
العالم
طريقة البحث
سائلة تقول بأن بينها و بين زوجها مشاكل و أنها تعاني من مرض نفسي و لا تستطيع برعاية زوجها الرعاية الكاملة الأسرية فماهو السبيل لبناء الحياة الأسرية السعيدة في مثل هذه الحالة فإذا كان التفاهم من جانب واحد و هو الزوج و الزوجة مقصرة فبماذا تنصحونها و تطلب منكم الدعاء لها ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بينها وبين زوجها مشاكل حيث تذكر أنها تعاني من مرض نفسي ، ولا تستطيع أن تقوم برعاية زوجها الرعاية الكاملة الأسرية ، فما هو السبيل لبناء الحياء الأسرية السعيدة في مثل هذه الحالة ؟ وإذا كان التفاهم من جانب واحد وهو الزوج والزوجة مقصرة ، فبماذا تنصحونها ، وتدعو منكم أن تدعو لها ؟

الشيخ : أنصحها بأن تصبر وتحتسب وتحاول بقدر ما تستطيع أن تصلح العشرة بينها وبين زوجها ، وهي مع دعاء الله تعالى والاستعانة به وحسن النية ستنال مقصودها ، فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا . ولا تتعجل بطلب الفراق .
وأما دعاؤنا لها : فإني أسأل الله تعالى أن يصلح حالها مع زوجها ، ولكني أخبرها وأخبر غيرها أيضا أن دعاء الإنسان لنفسه أفضل من طلبه من غيره ، فكونه هو الذي يدعو الله تعالى خير له من أن يقول : يا فلان ادع الله لي ، لأن الله تعالى يقول : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ومنة الله عليك خير من أن يمن عليك رجل مثلك أو امرأة مثل المرأة .
ولا شك أن من طلب السؤال من غيره سيناله شيء من الذل والتذلل لهذا المطلوب ، فكونك لا تطلب أحدا وتبقى عزيز النفس خير من أن تطلب شخصا يدعو لك ، فوصيتي لهذه المرأة ولغيرها أن يدعوا ربهم عز وجل وألا يلتفتوا إلى غيره ، وأن يدعوا الله وهم موقنون بالإجابة غير مستبعدين لها ، وليكرروا السؤال والدعاء فإن الله تعالى يحب الملحين بالدعاء .
وليعلموا أن الله تعالى قد يمنع عنهم ما دعوه به لمصلحتهم حتى يكرروا الدعاء ويخلصوا اللجوء إلى الله عز وجل ، والدعاء نفسه عبادة تقرب إلى الله ، وانتظار الفرج من الله تعالى عبادة يوجب تعلق قلب العبد بربه عز وجل ، وكم من إنسان ازداد إيمانا بتأخر إجابته ، وازداد لجوءا وافتقارا إلى الله حين تأخرت إجابة الطلب ، ولا ينبغي للسائل أن يستحسر ويتعجل فيقول : دعوت ودعوت فلم يستجب لي ، بل يلح ويلح مرارا وتكرارا ، فإنه ليس بخائب إطلاقا ، لأن الله تعالى : إما أن يستجيب له ، وإما أن يصرف عنه من السوء ما هو أعظم مما هو فيه ، وإما أن يدخر ذلك له أجرا وثوابا يوم القيامة.

السائل : بارك الله فيكم.

Webiste