تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم استمرار الحياة الزوجية مع زوج عاصي وأ... - ابن عثيمينالسائل : تقول : هي امرأة متزوجة من رجل من أقاربها يكبرها في السن وقد أنجبت منه الأبناء والبنات وهو يصلي ويصوم ولكنه أحياناً يرتكب بعض المحرمات التي تنسي...
العالم
طريقة البحث
ما حكم استمرار الحياة الزوجية مع زوج عاصي وأخلاقه سيئة ، وما حكم دعاء الزوجة على ولدها إذا كان يفعل المحرمات تقليدا لوالده ، وهل يجوز التفريق بين الأبناء في المعاملة إذا كان بعضهم عاصيا وبعضهم مطيعا ، وهل يجوز للمرأة أن تعمل عملية جراحية حتى لا تحمل من هذا الزوج مرة أخرى ، وإذا حصل الفراق بين الزوجين فالأولاد مع من يكونون خاصة إذا كان الزوج فاسقا ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : تقول : هي امرأة متزوجة من رجل من أقاربها يكبرها في السن وقد أنجبت منه الأبناء والبنات وهو يصلي ويصوم ولكنه أحياناً يرتكب بعض المحرمات التي تنسيه دينه وأهله فيترك كل شيء إضافة إلى سوء عشرته معهم في البيت وسوء أخلاقه فلا تعرف منه الكلمة الطيبة ولا السلام عندما يدخل البيت ولو كان غائباً عنهم مدة أسبوع وقد جعلتها هذه الأمور تكرهه كثيراً وتتمنى أن يُفارقه إلى الأبد أو يُفارق الحياة وقد أخذ ابنها الأكبر يقلّد أباه في فعل بعض المحرمات ولذلك فهي تكرهه أيضاً لتقليده أباه في فعل الحرام وعدم خوفه من الله فتدعو عليه بالموت لذلك فهي تسأل أولاً عن حكم الاستمرار في الحياة مع هذا الزوج وثانياً عن حكم الدعاء على الولد وهل في ذلك تفريق بين الأولاد في المعاملة لأن من أولادها من تحبهم وتعطف عليهم وثالثاً تريد أن تعمل عملية تمنع أن تحمل من هذا الرجل الخبيث كما تصفه فهي تكره أن تُنجب منه زيادة خوفاً أن يسلكوا مسلكه ورابعاً إن هي فارقته فمع من يكون الأولاد فهي تخشى عليهم إن بقوا مع والدهم أن يؤثر عليهم ويفسد أخلاقهم؟ نعم.

الشيخ : قبل الجواب على هذا السؤال نوجه نصيحة إلى هذا الرجل إن كان ما قالته زوجته فيه صدقاً أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يرجع عما وصفته به زوجته حتى تستقر له الحياة وتطيب له فإن الله عز وجل وعد وعداً مؤكداً بأن من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن أن يحييه حياة طيبة، قال الله عز وجل : من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وإذا رجع إلى الله عز وجل وتاب إليه وأناب وحافظ على ما أوجب الله عليه سيجد لذة وطعماً للإيمان وانشراحاً لشعائر الإسلام وتطيب له الحياة ويكون كأنه ولِد من حينه.
ثم إن ما سألته هذه المرأة، ما سألت عنه هذه المرأة من محاولة فراق زوجها أرى أن لا تُفارقه مادام لم يخرج عن الإسلام بذنوبه ولكن تصبر وتحتسب من أجل الأولاد وعدم تفرّقهم وعليها أن تُكرّر النصيحة لزوجها فلعل الله سبحانه وتعالى أن يهديه على يديها.
وأما الدعاء على ولدها بالموت فهذا خطأ ولا ينبغي للإنسان إذا رأى ضالاً أن يدعو عليه بالموت بل الذي ينبغي أن يُحاول النصيحة معه بقدر الإمكان ويسأل الله عز وجل له الهداية فإن الأمور بيد الله سبحانه وتعالى والقلوب بين أصبعين من أصابعه سبحانه وبحمده يقلّبها كيف يشاء وكم من شيء أيس الإنسان منه في تصوّره فيسّر الله تعالى حصوله فلا تستبعدي أيتها المرأة أن يهدي الله سبحانه وتعالى ولدك، ادعي له بالهداية وكرّري له النصح والله على كل شيء قدير.
وأما محاولتها أن تمتنع من الإنجاب منه.

السائل : نعم.

الشيخ : فهذه نظرية خاطئة وذلك لأن الإنجاب أمر محبوب في الشريعة وكلما كثرت الأمة كان ذلك أفضل وأكثر هيبة لها ولهذا امتن الله عز وجل على بني إسرائيل بالكثرة حيث قال سبحانه وتعالى وجعلناكم أكثر نفيراً وقال شعيب لقومه واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وأمر النبي عليه الصلاة والسلام بتزوّج الودود الولود لتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته يوم القيامة والأمة كلما كثرت قويت مادياً ومعنوياً كما هو ظاهر وهو على العكس من تصوّر بعض الظانين بالله ظن السوء الذين يظنون أن الكثرة توجب ضيق المعيشة وهؤلاء أساؤوا الظن بالله عز وجل وخالفوا الواقع وقد قال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقال سبحانه وتعالى وما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وأولئك الأمم الذين ضاقت عليهم العيشة لكثرتهم إنما أوتوا من حيث قلة اعتمادهم على الله عز وجل وتوكلهم عليه ولو أنهم توكلوا على الله وصدقوا بوعده ما ضاقت عليهم المعيشة.
وأما سؤالها الرابع عن أولادها ماذا يكونون لو فارقت زوجها فهذا أمره إلى المحكمة هي التي تبت في هذا الأمر وتنظر في الحال والواقع، أي الأمرين أصلح أن يكونوا عند أبيهم أو عند أمهم.

السائل : والمعتبر في هذا صلاح أمر الأولاد.

الشيخ : نعم المعتبر في هذا صلاح الأولاد لأن الحضانة إنما وجبت من أجل حماية الطفل وصيانته وإصلاحه ولهذا قال أهل العلم إن المحضون لا يُقر بيد من لا يصونه ويصلحه ولو كان أحق من غيره من حيث الترتيب لأن المدار كما قلت على إصلاح الولد وصيانته عما يضره.

السائل : نعم.

الشيخ : نعم.

السائل : أحسن الله إليكم، هذا السائل من العراق بغداد رمز لاسمه بالأحرف ع س ج بعث في الواقع بعدة أسئلة يقول في سؤاله الأول.

Webiste