تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا أبو الوليد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة :  أن أسامة كلم النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة، فقال : إنما هلك من كان قبلكم، ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن أسامة كلم النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة فقال ( إنما هلك من كان قبلكم أنهم كانوا يقيمون الحد على الوضيع ويتركون الشريف والذي نفسي بيده لو أن فاطمة فعلت ذلك لقطعت يدها )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا أبو الوليد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة : أن أسامة كلم النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة، فقال : إنما هلك من كان قبلكم، أنهم كانوا يقيمون الحد على الوضيع ويتركون الشريف، والذي نفسي بيده، لو أن فاطمة فعلت ذلك لقطعت يدها .

الشيخ : والذي نفسي بيده يعني الحياة والموت أو التدبير والتصريف أو كلاهما ؟ .
كلاهما، وهذا من باب القسم بهذه الصيغة.
لو أن فاطمة بنت محمد فعلت لقطعت يدها وفاطمة أفضل من نساء العالمين نسبا، ولهذا كانت سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها، وهي أشرف بلا شك من المخزومية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها.
وقصة هذه المخزومية أنها كانت تستعير المتاع، وش معنى تستعيره ؟ .
تأخذه عارية، تقول : أعرني القدر ، أعرني الإناء، ثم تجحده، تقول : ما اعطيتني شيئا ، والذي يعيرها يحسن الظن بها، لا يشهد عليها، فتنكر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها، فأهم قريشا ذلك ، واهتموا له أن تقطع يد امرأة مخزومية من أعز قبائل العرب، فقالوا : من يكلم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ كل الناس هابوا، ثم قالوا : أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه، يعني محبوبه وابن محبوبه، فتقدم أسامة للشفاعة ، فقال له : أتشفع في حد من حدود الله قال ذلك توبيخا وإنكارا، مع أنه من أحب الناس إليه، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يخاف في الله لومة لائم .
أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فحمد الله وأنثى عليه، ثم قال : إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد _ أو قال : قطعوه_، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها اللهم صلى وسلم عليه، فاطمة التي قال عنها : هي بضعة مني يريبها ما رابني لكن الحق لا بد منه.
الآن نحن وقعنا في الهلاك في الوقت هذا، الشريف يقام بينه وبين إقامة الحد ألف عذر، حتى لا يحكم عليه بما يوجب القطع أو الحد، ثم إذا وجب أقيم له ألف مانع يمنع من تنفيذ الحد، هذا إذا كان شريفا.
أما إذا كان وضيعا فإنه على العكس من ذلك، اجلدوه لا ترحموه، ليش ؟ ما يساوي فلسا، ولذلك هلكنا الآن، ضاعت الأمانة وهفت الذمم ، وتجرأ الفاسق ، وصار الشريف في مأمن من أن يعاقب، فصار الشرفاء كثير منهم هم الذين يقدمون على سفاسف الأمور نسأل الله العافية،
ولذلك لا يستطيعون أن ينكروا على غيرهم مثل هذه السفاسف ، لأن الإنسان بطبيعته يقول كيف أنكر على أحد ما أفعله أنا ؟ وهذا حقيقة، وربما إذا كان يفعله يكون قد استمرأه وهان عليه، فيرى أن فعله من الغير هين فلا يهتم.

Webiste