تم نسخ النصتم نسخ العنوان
نصيحة من فضيلة الشيخ في استقبال العام الهجري... - ابن عثيمينالشيخ : والنصيحة التي ينبغي للإنسان أن ينصح نفسه بها في استقبال هذا العام :هو أن ينظر ماذا أودع العام الماضي من الأعمال الصالحة ؟ وماذا قام فيه من الأعم...
العالم
طريقة البحث
نصيحة من فضيلة الشيخ في استقبال العام الهجري الجديد .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : والنصيحة التي ينبغي للإنسان أن ينصح نفسه بها في استقبال هذا العام :
هو أن ينظر ماذا أودع العام الماضي من الأعمال الصالحة ؟ وماذا قام فيه من الأعمال التي تنفعه وتنفع غيره من المسلمين ولاسيما طلبة العلم ؟
فإن طالب العلم عليه واجبان :
واجب لفسه وواجب لغيره ، إذ أن العلم الشرعي إرث محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن العلماء ورثة الأنبياء ، وإذا نظرنا في حال الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجدنا أنهم أبلو بلاء حسنًا في عباداتهم الخاصة وفي دعوتهم الخلق إلى الحق .
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أتقى الناس وأخشى الناس لربه وكان يقوم بالليل حتى تتفطر قدماه وتتورم من طول القيام فيُسأل في ذلك فيُقال إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فيقول أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ؟
وفي مجال الدعوة إلى الله : دعا صلى الله عليه وسلم قومه إلى توحيد الله وعبادته فرأى منهم الأذى حتى كانوا يلقون سَلَا الجزور على ظهره وهو ساجد تحت بيت الله حتى تمالوا عليه بما ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك فكان النقاش بينهم على هذه الأمور الثلاثة الإثبات ، وهو الحبس والقتل والإخراج .
فأذِنَ الله تعالى له بالخروج بالهجرة من مكة إلى المدينة ونصره الله سبحانه وتعالى عليهم حتى عاد بعد ثماني سنوات إلى مكة فاتحًا منصورًا ظافرا ولله الحمد .
فأقول إن على طلبة العلم واجبين :
الواجب الأول لأنفسهم والواجب الثاني لغيرهم من الناس أن يعلموهم ويرشدوهم ويدعوهم إلى الله وأن يبينوا الحق الذي جاء به الكتاب والسنة بما يتعلمونه من أساتذتهم وبما يتعلمونه بأنفسهم من الكتب وبما يسمعونه من الأشرطة الصادرة عمن يوثق بعلمه .
ولا شك أن نشر العلم سبب للقيام بطاعة الله سبحانه وتعالى كما هو معروف فإن الرجل يأتي إلى القوم يلقي بينهم كلمة واعظة موجهة فيتفرّق الناس وقد فهموا ما قال ثم يأخذون بتطبيقه في أنفسهم وفي غيرهم وهذا أمر مشاهد معلوم . وعلى الإنسان في مستقبل هذا العام أن يعد نفسه بالجد والاجتهاد وتتميم ما نقص في العام الماضي وتحسين ما كان فيه شيء من الاعوجاج أو الانحراف حتى يستقبل هذا العام بجد ونشاط وليعلم أن الإنسان إذا عوّد نفسه الكسل اعتاد عليه وصعب عليه أن ينشط بعد ذلك وإذا عود نفسه الحركة والنشاط وبث الوعي الديني في الأمة سهل عليه ذلك وكان هذا ديدنا له حتى إنه ليحزن ويضيق صدره إذا لم يقم بهذا الأمر

Webiste