تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم طلب الدعاء من الغير وهل ينافي التوكل... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله والصّلاة والسّلام على رسول الله .يا فضيلة الشيخ هل في طلب الإنسان من غيره ممّن يرى على ظاهره الصّلاح الدّعاء له بظهر الغيب، هل في ذلك ...
العالم
طريقة البحث
ما حكم طلب الدعاء من الغير وهل ينافي التوكل وما توجيه طلب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بطلب الإستغفار من أويس القرني .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله والصّلاة والسّلام على رسول الله .
يا فضيلة الشيخ هل في طلب الإنسان من غيره ممّن يرى على ظاهره الصّلاح الدّعاء له بظهر الغيب، هل في ذلك ضعف في توكّل ذلك الشّخص الذي طلب الدّعاء، وإن كان كذلك فما توجيهكم في طلب عمر من أويس القَرَني الدّعاء له مع أنّ عمر أفضل من أويس؟

الشيخ : طلب الإنسان من غيره أن يدعو له لو لم يكن فيه إلاّ أنّه سأل النّاس، وقد كان مِن مبايعات الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأصحابه: ألاّ يسألوا النّاس شيئا ، وشيئا نكرة في سياق النّفي تعمّ كلّ شيء، هذه هي القاعدة الأصوليّة، حتّى كان عصا أحدهم يسقط منه وهو على راحلته فينـزل ويأخذه لا يقول لأحد: ناولني العصا، لأنّهم بايعوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ألاّ يسألوا الناس شيئا، لو لم يكن فيه إلاّ هذا لكفى.
لكن ربّما يكون في قلب الإنسان احتقار لنفسه وسوء ظنّ فيسأل غيره، فيقال يا أخي: أحسن الظن بالله عزّ وجلّ، وأنت إذا كنت لست أهلا لقبول الدّعاء، فإن دعاء غيرك لا ينفعك، فأنت أحسن الظّنّ بالله، ولا تجعل واسطة بينك وبين الله يدعو لك، ادع ربّك أنت، فالله عزّ وجلّ يقول: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ثمّ إنّ دعاءك أنت لله نفسه عبادة، فكيف تفوّت على نفسك هذا؟!
ولأنّ بعض النّاس إذا طلب من شخص يظهر فيه الصلاح أن يدعو له ربّما يعتمد على دعاء هذا ولا يدعو هو الدّعاء المشروع.
ثم إن فيه أيضا مسألة ثالثة وهي: أنّه ربّما يحصل للذي طلب منه الدّعاء غرور بنفسه، وأنّه أهل لأن يطلب منه الدّعاء، لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : " إذا طلبت من أخيك الدعاء تريد بذلك نفعه بإحسانه إليك، أو نفعه إذا دعا لك بظهر الغيب فإن الملك يقول: آمين، ولك بمثله فهذا لا بأس به "، هذه نيّة طيّبة، أمّا إذا أردت مجرّد انتفاعك أنت فقط فهذا من المسألة المذمومة.
أمّا ما ذكرت من طلب عمر رضي الله عنه من أويس أن يدعو له فهذا بأمر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وهو خاصّ بالرّجل، ولهذا لم يطلب من عمر أو غيره أن يقولوا لأبي بكر رضي الله عنه ادع الله لنا، مع أنّ أبا بكر أفضل من عمر، وأفضل من أويس، وأفضل من بقية الصحابة، لكن هذا خاصّ بهذا الرّجل الذي طلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ممّن أدركه أن يقول له ادع الله لي، والمسائل الخاصّة لا تتعدّى محلّها، نعم.

Webiste