تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم طلب المسلم من أخيه المسلم الدعاء له ب... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم .فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم: ما حكم طلب المسلم من أخيه السملم ممن يتوسم فيه الخير، أو ممن هو ذاهب إلى الحج أو سفر غير...
العالم
طريقة البحث
ما حكم طلب المسلم من أخيه المسلم الدعاء له بظهر الغيب لحث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على طلب الدعاء من أويس وهل قال شيخ الاسلام بكراهته.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم: ما حكم طلب المسلم من أخيه السملم ممن يتوسم فيه الخير، أو ممن هو ذاهب إلى الحج أو سفر غيره، فيطلب منه الدعاء له في ظهر الغيب أو حتى لو كان مقيماً، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام أثنى على أويس، وحث الصحابة رضوان الله عليهم على طلب الدعاء لهم منه؟ وهل كره شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك وخص الحديث بـأويس؟ أفيدونا وفقكم الله.

الشيخ : طلب الدعاء من الرجل الذي ترجى إجابته، إما لصلاحه وإما لكونه يذهب إلى أماكن ترجى فيها إجابة الدعاء كالسفر والحج والعمرة وما أشبه ذلك هو في الأصل لا بأس به، لكن إذا كان يخشى منه محذور، مثل أن يخشى منه اتكال الطالب على دعاء المطلوب، وأن يكون دائماً متكلاً على غيره في ما يدعو به ربه، أو يخشى من أن يُعجب المطلوب بنفسه، ويظن أنه وصل إلى حد يُطلب منه الدعاء فيلحقه الغرور، فهذا يمنع لاشتماله على محذور.
وأما إذا لم يشتمل على محذور فالأصل فيه الجواز، لكن مع ذلك نقول: إنه لا ينبغي، لأنه ليس من عادة الصحابة رضي الله عنهم أن يتواصوا بدعاء بعضهم لبعض، وأما ما يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـعمر: لا تنسنا يا أخي أو يا أُخَيّ من صالح دعائك فإنه ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما سؤال بعض الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن المعلوم أنه لا أحد يصل إلى مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد طلب منه ثابت بن قيس بن الشماس وإلا فقد طلب منه عكاشة بن محصن أن يدعو الله له فيجعله من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، فقال: أنت منهم ودخل رجل يسأله أن يسأل الله الغيث لهم فسأل.
وأما إيصاء النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يطلبوا من أويس القرني أن يدعو لهم فهذا لا شك أنه خاص به، وإلا فمن المعلوم أن أويساً ليس مثل أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي، ولا غيرهم من الصحابة، ومع ذلك لم يوصِ النبي صلى الله عليه وسلم أحداً من أصحابه أن يَطلب من أحدهم أن يدعو له.
وخلاصة الجواب أن نقول: إنه لا بأس بطلب الدعاء ممن ترجى إجابته، بشرط ألا يتضمن ذلك محذوراً، ومع هذا فإن تركه أفضل وأولى.

Webiste