ما حكم من سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحدا من أصحابه في حال غفلة ثم تاب ورجع وما رأيكم في قصة كعب بن زهير وسبه للنبي صلى الله عليه وسلم .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة شيخنا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ذكرتم حفظكم الله في بعض دروسكم أن الذي يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه يكفر وله توبة ولكن مع القتل أخذاً بثأر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذاً بثأر أصحابه رضي الله عنهم، فإذا كان هذا الشاتم في زمن غفلة ومعصية ولكن لا يزال مسلماً فهل يطبق عليه حكم القتل بعد أن تاب وأناب وندم على ما فعل كما هو الحال مع الصحابي الجليل كعب بن زهير رضي الله عنه، وقصة شتمه للنبي صلى الله عليه وسلم، نرجو التوضيح والله يحفظكم؟
الشيخ : أنه يقول: ذكرتم في بعض دروسكم أن من سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو أحداً من أصحابه فإنه يكفر ويقتل، والأمر ليس كذلك، إنما الصواب: أن من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يكفر، أما من سب أحداً من الصحابة فلا يكفر، لكن لو سب الصحابة عموماً أو سبهم إلا نفراً قليلاً فهو يكفر، لكن الكلام الآن وموضوع الإجابة سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إذا سب الرسول فإنه يكفر، سواء كان جاداً أو مازحاً أو مستهزئاً، فإنه يكفر لقول الله تبارك تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ولكن إذا تاب فإنها تقبل توبته، لقوله تبارك وتعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
ولكن هل يسقط عنه القتل؟ الجواب على هذا: فيه تفصيل: إن كان الذي سب الرسول عليه الصلاة والسلام سبه وهو كافر لم يسلم بعد فإنه لا يقتل، لعموم قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ .
أما إذا كان الذي سب الرسول مسلماً وارتد بسبب سبه الرسول عليه الصلاة والسلام فإن القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقتل مع قبول توبته، أخذاً بالثأر لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فإن قال قائل: إنه قد وجد أناس سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل توبتهم ولم يقتلهم، قلنا: نعم هذا صحيح، لكن الحق في القتل لمن؟ للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا عفا عنهم في حياته فالحق له، إن شاء قتلهم وإن شاء لم يقتلهم، لكن بعد موته هل نعلم أن الرسول عفا عنهم؟ لا، فإذا كانوا مستحقين للقتل بسبهم الرسول صلى الله عليه و على آله وسلم وهو حق آدمي، ولم نعلم أنه عفا عنهم، فإن الواجب قتلهم.
ثم إن في قتلهم مصلحة وهو كف ألسنة غيرهم عن سب الرسول عليه الصلاة والسلام، أما هم فقد قبل الله توبتهم إذا كانت توبتهم نصوحاً، وأمرهم إلى الله، وإذا لم يقتلوا اليوم ماتوا غداً، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.
ويرى بعض العلماء أنه إذا تاب فإنها لا تقبل توبته ويقتل كافراً، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، قال في زاد المستقنع: ولا تقبل توبة من سب الله أو رسوله، ولكن هذا القول ضعيف، لأن الصواب: أن التوبة مقبولة متى صدرت على وجه صحيح، لكن القتل إن كان قد سب الله فإنه لا يقتل، وإن كان قد سب الرسول فإنه يقتل، ولعلكم تتعجبون تقولون: أيهما أعظم: سب الله، أو الرسول ؟ أيهما أعظم؟ سب الله أعظم ما في إشكال، لماذا إذا تاب من سب الله قبلنا توبته ولم نقتله، وإذا تاب من سب الرسول قبلنا توبته وقتلناه؟ لماذا؟ لأن من سب الله وتاب تاب الله عليه، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه أنه يسقط حقه فقال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فنحن نعلم أن الله تعالى قد عفا عنه بتوبته من سب الله، أما من سب الرسول فلا نعلم أن الرسول إيش؟ عفا عنه، وحينئذٍ يتعين قتله. هذا وجه الفرق بينهما.
وذهب بعض العلماء: إلى أن من سب الله أو رسوله ثم تاب قبلت توبته ولم يقتل، فصارت الأقوال في المسألة ثلاثة، نعم الأخ.
السائل : ... أن الله يغفر الذنوب جميعاً ألا يعم هذا ؟
الشيخ : إي طيب.
فضيلة شيخنا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ذكرتم حفظكم الله في بعض دروسكم أن الذي يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه يكفر وله توبة ولكن مع القتل أخذاً بثأر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذاً بثأر أصحابه رضي الله عنهم، فإذا كان هذا الشاتم في زمن غفلة ومعصية ولكن لا يزال مسلماً فهل يطبق عليه حكم القتل بعد أن تاب وأناب وندم على ما فعل كما هو الحال مع الصحابي الجليل كعب بن زهير رضي الله عنه، وقصة شتمه للنبي صلى الله عليه وسلم، نرجو التوضيح والله يحفظكم؟
الشيخ : أنه يقول: ذكرتم في بعض دروسكم أن من سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو أحداً من أصحابه فإنه يكفر ويقتل، والأمر ليس كذلك، إنما الصواب: أن من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يكفر، أما من سب أحداً من الصحابة فلا يكفر، لكن لو سب الصحابة عموماً أو سبهم إلا نفراً قليلاً فهو يكفر، لكن الكلام الآن وموضوع الإجابة سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إذا سب الرسول فإنه يكفر، سواء كان جاداً أو مازحاً أو مستهزئاً، فإنه يكفر لقول الله تبارك تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ولكن إذا تاب فإنها تقبل توبته، لقوله تبارك وتعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
ولكن هل يسقط عنه القتل؟ الجواب على هذا: فيه تفصيل: إن كان الذي سب الرسول عليه الصلاة والسلام سبه وهو كافر لم يسلم بعد فإنه لا يقتل، لعموم قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ .
أما إذا كان الذي سب الرسول مسلماً وارتد بسبب سبه الرسول عليه الصلاة والسلام فإن القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقتل مع قبول توبته، أخذاً بالثأر لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فإن قال قائل: إنه قد وجد أناس سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل توبتهم ولم يقتلهم، قلنا: نعم هذا صحيح، لكن الحق في القتل لمن؟ للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا عفا عنهم في حياته فالحق له، إن شاء قتلهم وإن شاء لم يقتلهم، لكن بعد موته هل نعلم أن الرسول عفا عنهم؟ لا، فإذا كانوا مستحقين للقتل بسبهم الرسول صلى الله عليه و على آله وسلم وهو حق آدمي، ولم نعلم أنه عفا عنهم، فإن الواجب قتلهم.
ثم إن في قتلهم مصلحة وهو كف ألسنة غيرهم عن سب الرسول عليه الصلاة والسلام، أما هم فقد قبل الله توبتهم إذا كانت توبتهم نصوحاً، وأمرهم إلى الله، وإذا لم يقتلوا اليوم ماتوا غداً، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.
ويرى بعض العلماء أنه إذا تاب فإنها لا تقبل توبته ويقتل كافراً، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، قال في زاد المستقنع: ولا تقبل توبة من سب الله أو رسوله، ولكن هذا القول ضعيف، لأن الصواب: أن التوبة مقبولة متى صدرت على وجه صحيح، لكن القتل إن كان قد سب الله فإنه لا يقتل، وإن كان قد سب الرسول فإنه يقتل، ولعلكم تتعجبون تقولون: أيهما أعظم: سب الله، أو الرسول ؟ أيهما أعظم؟ سب الله أعظم ما في إشكال، لماذا إذا تاب من سب الله قبلنا توبته ولم نقتله، وإذا تاب من سب الرسول قبلنا توبته وقتلناه؟ لماذا؟ لأن من سب الله وتاب تاب الله عليه، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه أنه يسقط حقه فقال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فنحن نعلم أن الله تعالى قد عفا عنه بتوبته من سب الله، أما من سب الرسول فلا نعلم أن الرسول إيش؟ عفا عنه، وحينئذٍ يتعين قتله. هذا وجه الفرق بينهما.
وذهب بعض العلماء: إلى أن من سب الله أو رسوله ثم تاب قبلت توبته ولم يقتل، فصارت الأقوال في المسألة ثلاثة، نعم الأخ.
السائل : ... أن الله يغفر الذنوب جميعاً ألا يعم هذا ؟
الشيخ : إي طيب.
الفتاوى المشابهة
- حكم من سب الله أو الرسول - الفوزان
- ما حكم من سب الدين؟ - ابن باز
- سب الصحابة - اللجنة الدائمة
- ما حكم من سب الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم.؟ - الالباني
- ما حكم الشرع في نظركم في رجل سب الدين و هل ت... - ابن عثيمين
- ما حكم من سب الصحابة ؟ - الالباني
- ما حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ - ابن عثيمين
- من سب الدين أو سب الله هل يعذر بالجهل.؟ - ابن عثيمين
- حكم من سب الدين أو سب الرب - ابن عثيمين
- التفصيل في حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم - ابن عثيمين
- ما حكم من سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أح... - ابن عثيمين