ما وجه الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم " البحر هو جهنم " وقوله : " يؤتى يوم القيامة بجهنم " ؟.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله: ما وجه الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: البحر هو جهنم وقوله صلى الله عليه وسلم: يؤتى يوم القيامة بجهنم ولها سبعون زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها كيف نجمع بين هذا الحديث؟
الشيخ : أما الأول وهو قولك أنه قال: إن البحر هو جهنم فلا أعلم هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن كثيراً من العلماء قالوا في قول الله تعالى: وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ إنها هي جهنم، ومعنى سُجرت: أوقدت وأنها هي النيران، ولا منافاة بين هذا وهذا، لأن أحوال يوم القيامة لا تقاس بأحوال الدنيا، أحوال يوم القيامة لا يعرفها أحد أي: لا يعرف حقيقتها وكنهها إلا الله عز وجل، أو من شاهدها يوم القيامة، أما الآن فأحوال الآخرة لا يمكن أن نقيسها بأحوال الدنيا، فيمكن أن تكون هذه البحار يؤتى بها يوم القيامة وهي نار تجر، ولا غرابة في ذلك.
وأقول لكم: إنه لا يمكن أن تقاس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لئلا يشتبه عليكم شيء آخر أعظم من هذا، وهو أن في يوم القيامة تدنى الشمس من الرؤوس حتى تكون على قدر ميل، ميل إما ميل المكحلة وهو قصير جداً، وإما ميل هو المسافة الذي هو كيلو ونصف تقريباً، وأياً كان فإننا لو قسنا أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لكانت الشمس إذا قربت من الناس إلى هذا الحد انمحوا من الوجود لشدة حرارتها.
وأيضاً أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الناس يعرقون يوم القيامة على قدر أعمالهم، فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى حقويه، ومنهم من يلجمهم العرق، وهم في مكان واحد.
ولو قسنا هذا بأحوال الدنيا لكان ذلك متعذراً، لكن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا، وهذا أمر يجب على الإنسان أن يتفطن له وألا يقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا، كما أنه لا يجوز أن يقيس صفات الله عز وجل بصفات المخلوقين، فمثلاً: إذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته، وجاءت الآية الكريمة: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ يقول: كيف يكون هذا؟ كيف يكون نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا، والسماء الدنيا بالنسبة إليه ليست بشيء؟ فيقال: يجب عليك السمع والتصديق في الأخبار، والسمع والطاعة في الأحكام، سواءً أدرك ذلك عقلك أم لم يدركه، لأن ما يتعلق بالرب جل وعلا لا يشبه ما يتعلق بالمخلوقين، فنحن نؤمن بأن الله ينزل نزولاً حقيقياً إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ولكن كيف ذلك؟ الله أعلم، وقد سُئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فقيل له: يا أبا عبد الله الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى؟ فأطرق برأسه حتى علاه الرحضاء -العرق- خجلاً وحياءً، وتحملاً لهذا السؤال العظيم، ثم رفع رأسه وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، نعم .
الشيخ : أما الأول وهو قولك أنه قال: إن البحر هو جهنم فلا أعلم هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن كثيراً من العلماء قالوا في قول الله تعالى: وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ إنها هي جهنم، ومعنى سُجرت: أوقدت وأنها هي النيران، ولا منافاة بين هذا وهذا، لأن أحوال يوم القيامة لا تقاس بأحوال الدنيا، أحوال يوم القيامة لا يعرفها أحد أي: لا يعرف حقيقتها وكنهها إلا الله عز وجل، أو من شاهدها يوم القيامة، أما الآن فأحوال الآخرة لا يمكن أن نقيسها بأحوال الدنيا، فيمكن أن تكون هذه البحار يؤتى بها يوم القيامة وهي نار تجر، ولا غرابة في ذلك.
وأقول لكم: إنه لا يمكن أن تقاس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لئلا يشتبه عليكم شيء آخر أعظم من هذا، وهو أن في يوم القيامة تدنى الشمس من الرؤوس حتى تكون على قدر ميل، ميل إما ميل المكحلة وهو قصير جداً، وإما ميل هو المسافة الذي هو كيلو ونصف تقريباً، وأياً كان فإننا لو قسنا أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لكانت الشمس إذا قربت من الناس إلى هذا الحد انمحوا من الوجود لشدة حرارتها.
وأيضاً أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الناس يعرقون يوم القيامة على قدر أعمالهم، فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى حقويه، ومنهم من يلجمهم العرق، وهم في مكان واحد.
ولو قسنا هذا بأحوال الدنيا لكان ذلك متعذراً، لكن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا، وهذا أمر يجب على الإنسان أن يتفطن له وألا يقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا، كما أنه لا يجوز أن يقيس صفات الله عز وجل بصفات المخلوقين، فمثلاً: إذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته، وجاءت الآية الكريمة: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ يقول: كيف يكون هذا؟ كيف يكون نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا، والسماء الدنيا بالنسبة إليه ليست بشيء؟ فيقال: يجب عليك السمع والتصديق في الأخبار، والسمع والطاعة في الأحكام، سواءً أدرك ذلك عقلك أم لم يدركه، لأن ما يتعلق بالرب جل وعلا لا يشبه ما يتعلق بالمخلوقين، فنحن نؤمن بأن الله ينزل نزولاً حقيقياً إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ولكن كيف ذلك؟ الله أعلم، وقد سُئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فقيل له: يا أبا عبد الله الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى؟ فأطرق برأسه حتى علاه الرحضاء -العرق- خجلاً وحياءً، وتحملاً لهذا السؤال العظيم، ثم رفع رأسه وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، نعم .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (وجيء يومئذ بجهنم) - ابن عثيمين
- قلتم الآخرة لا تقاس بالدنيا وقد جاء في الحدي... - ابن عثيمين
- سؤال: هل تقاس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) - ابن عثيمين
- قوله صلى الله عليه وسلم ( فجمعه الله ) هل هذ... - ابن عثيمين
- ما قولكم فيمن يقول إن نار جهنم موجودة على الأرض ؟ - الالباني
- سؤال عن وقت إلقاء الشمس في نار جهنم .؟ - ابن عثيمين
- أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا - ابن عثيمين
- الجمع بين حديثي: (إن البحر هو جهنم) و (يؤتى... - ابن عثيمين
- ما وجه الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم " ا... - ابن عثيمين