طلب شرح كلام لابن القيم في المدارج مفاده أن مقام الإحسان يعبد فيه العبد ربه كأنه يراه بالعينان على عرشه ويسمع الوحي منه..............
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد: يقول المؤلف ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في شرح مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه يقول: " ولا ريب أن تصديق الخبر واليقين به يقوي القلب حتى يصير الغيب بمنزلة المشاهد بالعين، فصاحب هذا المقام كأنه يرى ربه سبحانه فوق سماواته على عرشه مطلعاً على عباده، ناظراً إليهم يسمع كلامهم وكأنه يسمعه وهو يتكلم بالوحي ثم يذهب وكأنه يشاهده وهو ... في كل الصفات "
ثم يقول " وبالجملة -هنا الشاهد- فيشاهد بقلبه رباً عرفت به الرسل كما عرفت به الكتب، وديناً دعت إليه الرسل، وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان " فالرجاء الشرح ولو قليلاً بارك الله فيكم؟
الشيخ : هو لا شك أن اليقين يتفاوت تفاوتاً عظيماً، فأحياناً يصل بالإنسان إلى أن يكون اليقين المخبر به كالمشاهد بعينه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: أن تعبد الله كأنك تراه وهذه المنزلة العليا، فإن لم تكن تراه فتعبد له تعبد الخائف، ولهذا قال: فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذا هو الذي جعل ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه بفؤاده " أي: بقلبه لا رؤية عين، والرؤية بالقلب أقوى من رؤية العين من وجه، والرؤية بالعين أقوى من رؤية القلب من وجه آخر، فباعتبار اليقين وحلاوة الإيمان وذوق الإيمان رؤية القلب أعلى، وباعتبار الإدراك رؤية العين أقوى، لأنه يشاهد الشيء محسوساً أمامه، وهذه المرتبة -أعني: مرتبة الرؤية بالقلب- مرتبة لا ينالها إلا القليل من الناس، أكثر الناس إيمانهم مبني على مجرد الخبر الصادق، وكفى به دليلاً، ولكن اليقين الذي يحصل بعد هذه المرتبة يكون أقوى، وأما قوله في آخر كلامه الا ... الإيمان؟
السائل : " وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان ".
الشيخ : نعم إيمان غيره محض تقليد العميان، يريد بذلك الإيمان الضعيف المهلهل الذي يكاد يكون يقول صاحبه يقول سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، وأما الإيمان الحقيقي فإنه ليس تقليد عميان، لأن الإنسان يؤمن به على أنه حق يشاهده. انتهى
أما بعد: يقول المؤلف ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في شرح مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه يقول: " ولا ريب أن تصديق الخبر واليقين به يقوي القلب حتى يصير الغيب بمنزلة المشاهد بالعين، فصاحب هذا المقام كأنه يرى ربه سبحانه فوق سماواته على عرشه مطلعاً على عباده، ناظراً إليهم يسمع كلامهم وكأنه يسمعه وهو يتكلم بالوحي ثم يذهب وكأنه يشاهده وهو ... في كل الصفات "
ثم يقول " وبالجملة -هنا الشاهد- فيشاهد بقلبه رباً عرفت به الرسل كما عرفت به الكتب، وديناً دعت إليه الرسل، وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان " فالرجاء الشرح ولو قليلاً بارك الله فيكم؟
الشيخ : هو لا شك أن اليقين يتفاوت تفاوتاً عظيماً، فأحياناً يصل بالإنسان إلى أن يكون اليقين المخبر به كالمشاهد بعينه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: أن تعبد الله كأنك تراه وهذه المنزلة العليا، فإن لم تكن تراه فتعبد له تعبد الخائف، ولهذا قال: فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذا هو الذي جعل ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه بفؤاده " أي: بقلبه لا رؤية عين، والرؤية بالقلب أقوى من رؤية العين من وجه، والرؤية بالعين أقوى من رؤية القلب من وجه آخر، فباعتبار اليقين وحلاوة الإيمان وذوق الإيمان رؤية القلب أعلى، وباعتبار الإدراك رؤية العين أقوى، لأنه يشاهد الشيء محسوساً أمامه، وهذه المرتبة -أعني: مرتبة الرؤية بالقلب- مرتبة لا ينالها إلا القليل من الناس، أكثر الناس إيمانهم مبني على مجرد الخبر الصادق، وكفى به دليلاً، ولكن اليقين الذي يحصل بعد هذه المرتبة يكون أقوى، وأما قوله في آخر كلامه الا ... الإيمان؟
السائل : " وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان ".
الشيخ : نعم إيمان غيره محض تقليد العميان، يريد بذلك الإيمان الضعيف المهلهل الذي يكاد يكون يقول صاحبه يقول سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، وأما الإيمان الحقيقي فإنه ليس تقليد عميان، لأن الإنسان يؤمن به على أنه حق يشاهده. انتهى
الفتاوى المشابهة
- من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، حديث معاذ -... - الالباني
- معنى قوله: (أن تعبد الله كأنك تراه) - ابن باز
- هل لكم ملاحظات على كتاب مدارج السالكين لابن... - ابن عثيمين
- ما الدليل على رؤية النبي لله، ورؤية الناس لله ي... - ابن باز
- ويرونه سبحانه من فوقهم*** نظر العيان كما يرى... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تعليق على كتاب مدارج السالكين لابن القيم - ابن عثيمين
- الكلام على مرتبة الإحسان ، وبيان أن الإنسان لا... - الالباني
- شرح ابن القيم لسورة الفاتحة في كتابه مدارج ا... - ابن عثيمين
- مقام الإحسان - ابن عثيمين
- طلب شرح كلام لابن القيم في المدارج مفاده أن... - ابن عثيمين