السائل : شيخ حفظك الله، قرية كاملة في جنوب المملكة كانوا ينتظرون موسم الحج بفارغ الصبر إلى أن يأتي، لأنهم كانوا يعتبرون أن قوتهم طوال هذا العام وعملهم لا يكون إلا في هذا الموسم، فكانوا يذهبون كل فرد من أفراد هذه القبيلة إلى حاج يعرفه، وهؤلاء الحجاج يأتون مع البعثات فيأتون ببدل حجاج يعني أناس توفوا ولم يحجوا أو أناس لا يستطيعون الحج ويرسلون بمبالغ مالية مع هؤلاء، فيأتون أفراد هذه القبيلة فيأخذون هذه الأموال على أنهم لديهم طلبة علم يحجون عمن وكلوا عنهم، فيأخذون هذه الأموال ولكنهم لا يؤدون هذه الفريضة حتى إن أحدهم يأخذ إلى مائتين وإلى ثلاثمائة شخص لكي يحج عنهم بهذه الدعوى، فماذا يفعلون علمًا أنهم تابوا إلى الله سبحانه وتعالى، فهل عليهم شيء أو لا حفظكم الله؟

الشيخ : هذا في الواقع عمل محرم مشين، أما كونه محرماً فهم أخذوا مال ولم يؤدوا الأعمال التي أخذوا المال من أجله، فهو أكل للمال بالباطل.
وأما كونه مشيناً فإن أخاهم المسلم ائتمنهم ووثق بهم على أداء فريضة من فرائض الإسلام فخانوه بذلك، فالواجب على هؤلاء بعد التوبة أن يحصوا جميع الحجج التي أخذوها ثم يحجوا بها.

السائل : لا يستطيعون، ... إلى ثلاثمائة وأربعمائة وبعضهم ...

الشيخ : لا بد أن يحجوا إما بأنفسهم أو بإنابة من يرون أنه أهل للإنابة، لا بد من هذا.

السائل : نوقشوا في هذا الأمر، ولكن قالوا: ما نعرف ما ندري كم، وأحدهم كان هدفه يعني جمع اكبر عدد ممكن.

الشيخ : المهم بارك الله فيك يجب عليهم أن يحجوا عن هؤلاء بأي وسيلة، يعملون أي وسيلة لأنهم أخذوا المال على هذا الشرط فيجب عليهم أن يوفوا بالشرط. نعم بعده