السائل : أولاً يا شيخ أحبك في الله، ولا أدري هل هذا من السنة أو لا، لكن أقولها مع الحذر.

الشيخ : لا لا، جزاك الله خيراً، ما يخالف، الحذر من الخطأ طيب

السائل : ما يخالف

الشيخ : لكن هذا قد ورد عن الرسول حيث قال لـ معاذ بن جبل: "يا معاذ! إني أحبك، فلا تَدَعَنَّ أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم أعني على ذكرك، وعلى شكرك، وعلى حسن عبادتك" .
وأنا أجيبك فأقول: أحبك الله الذي أحببتنا فيه.

السائل : المجاز يا شيخ في القرآن فيه خلاف بين أهل العلم، والحقيقة المسألة كما هو معلوم أن هناك بعض الآيات التي تحتاج إلى تفسير فعلاً إذا كان لا مجاز في القرآن

الشيخ : أي نعم

السائل : أريد توضيح المسألة؟

الشيخ : يا أخي الذين قالوا بالمجاز أو عدم المجاز يتفقون غالباً على المعنى، فمثلاً قول الله تعالى: { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ } كلهم متفقون على أن الذل ليس طائراً له جناح، أليس كذلك؟

السائل : بلى.

الشيخ : إذن اتفقنا على هذا، بقينا هل هذه الجملة أو هذا التركيب مستعمل في اللغة العربية، وأن جَناح كل شيء بحسبه؟ حينئذٍ يحصل الخلاف.
فالذين يقولون بالمجاز يقولون: ليس هناك جناح إلا للطير، فإذا استعمل الجناح لغير الطير فهو مجاز.
والذين يقولون: جناح كل شيء بحسبه فالترفع مثلاً على الناس والتعلِّي عليهم هذا ... طار وارتفع، هذا جناح العلو والاستكبار.
والله عزَّ وجلَّ يقول: { َاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ } يعني: تذلَّل لهما للغاية، حتى لو كنت تريد أن تترفع، تقول: أنا عندي شهادة بكالوريوس وما أدري ايش؟، وهذا أبوي