تتمة شرح حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الماهر بالقرآن مع السفرة ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم
هذا فيه باب فضل القرءان لمن أتقنه ومهر فيه وأنه مع السفرة الكرام البررة، وهم المذكورون في قوله تعالى بِأَيدي سَفَرَةٍ * كِرامٍ بَرَرَةٍ والمراد بهم الملائكة والسفرة السفراء بين الله وبين خلقه لأنهم كتبة يكتبون أعمال العباد فهو معهم في درجاتهم ومنازلهم، ولا يلزم أن يكون معهم في أمكنتهم لأنهم يختلفون عن البشر.
وقوله الذي يتتعتع فيه يعني يشق عليه ويردّد يتتعتع يعني يردّد الكلمة مرة بعد أخرى حتى يقيمها فهو ليس ماهرا، هذا إذا كان ذلك شاقا عليه له أجران، ويشمل قوله يتتعتع فيه الفأفأ والتمتام، يعني الذي فيه علة ومرض لا يستطيع أن ينطق بالحرف بسهولة فإن هذا لا شك أنه يشق عليه القرءان فله أجران، الأجر الأول أجر المعاناة من التلاوة والأجر الثاني أجر التلاوة لكن أجر التلاوة دون أجر الماهر بالقرءان، لأن هذا الذي يتتعتع في القرءان ولاسيما إذا كان عن نقص علم إنما يريد الوصول إلى الغاية التي هي الحذق والمهارة في القرءان، ولا يمكن أن تكون الوسيلة فوق أجر الغاية، ودل هذا الحديث على أن كل إنسان يريد إكمال العبادة مع المشقة فإن له أجرا زائدا على من يفعلها بدون أن تشق عليه لكنه ليس دليلا على أنه ينبغي للإنسان أن يتقصّد المشقة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى المرأة التي نذرت أن تحج ماشية إلى بيت الله وقال لتمشي ولتركب، فالله عز وجل لا يريد منا أن نعمل الأعمال الشاقة، يريد منا أن نعمل كلما تيسّر لكن إذا كان لا يتأتى فعل العبادة إلا بمشقة صار ذلك زيادة في الأجر، فمثلا لو أن الإنسان عنده ماء بارد في أيام الشتاء وعنده ماء ساخن، فهل الأفضل أن يتوضأ من الماء البارد أو من الماء الساخن؟
الطالب : الساخن.
الشيخ : الساخن أفضل لكن لو لم يكن عنده ماء ساخن وتكلّف الوضوء بالماء البارد كان هذا له أجر عظيم، أجر الوضوء وأجر المعاناة والمشقة، نعم، محمد.
هذا فيه باب فضل القرءان لمن أتقنه ومهر فيه وأنه مع السفرة الكرام البررة، وهم المذكورون في قوله تعالى بِأَيدي سَفَرَةٍ * كِرامٍ بَرَرَةٍ والمراد بهم الملائكة والسفرة السفراء بين الله وبين خلقه لأنهم كتبة يكتبون أعمال العباد فهو معهم في درجاتهم ومنازلهم، ولا يلزم أن يكون معهم في أمكنتهم لأنهم يختلفون عن البشر.
وقوله الذي يتتعتع فيه يعني يشق عليه ويردّد يتتعتع يعني يردّد الكلمة مرة بعد أخرى حتى يقيمها فهو ليس ماهرا، هذا إذا كان ذلك شاقا عليه له أجران، ويشمل قوله يتتعتع فيه الفأفأ والتمتام، يعني الذي فيه علة ومرض لا يستطيع أن ينطق بالحرف بسهولة فإن هذا لا شك أنه يشق عليه القرءان فله أجران، الأجر الأول أجر المعاناة من التلاوة والأجر الثاني أجر التلاوة لكن أجر التلاوة دون أجر الماهر بالقرءان، لأن هذا الذي يتتعتع في القرءان ولاسيما إذا كان عن نقص علم إنما يريد الوصول إلى الغاية التي هي الحذق والمهارة في القرءان، ولا يمكن أن تكون الوسيلة فوق أجر الغاية، ودل هذا الحديث على أن كل إنسان يريد إكمال العبادة مع المشقة فإن له أجرا زائدا على من يفعلها بدون أن تشق عليه لكنه ليس دليلا على أنه ينبغي للإنسان أن يتقصّد المشقة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى المرأة التي نذرت أن تحج ماشية إلى بيت الله وقال لتمشي ولتركب، فالله عز وجل لا يريد منا أن نعمل الأعمال الشاقة، يريد منا أن نعمل كلما تيسّر لكن إذا كان لا يتأتى فعل العبادة إلا بمشقة صار ذلك زيادة في الأجر، فمثلا لو أن الإنسان عنده ماء بارد في أيام الشتاء وعنده ماء ساخن، فهل الأفضل أن يتوضأ من الماء البارد أو من الماء الساخن؟
الطالب : الساخن.
الشيخ : الساخن أفضل لكن لو لم يكن عنده ماء ساخن وتكلّف الوضوء بالماء البارد كان هذا له أجر عظيم، أجر الوضوء وأجر المعاناة والمشقة، نعم، محمد.
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح الحديث . - ابن عثيمين
- قراءة القرآن بغير حفظ - اللجنة الدائمة
- حكم من يعجز عن النطق ببعض الكلمات عند قراءة القرآن - ابن باز
- تتمة الشرح. - ابن عثيمين
- أجر من يقرأ القرآن وهو عليه شاق - ابن باز
- تتمة شرح الحديث - ابن عثيمين
- واجب من يجد صعوبة عند قراءة القرآن - ابن باز
- باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه . - ابن عثيمين
- شرح حديث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله عل... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله... - ابن عثيمين