وحدثني هارون بن سعيد الأيلي أخبرنا بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير سمعه يقول سمع عوف بن مالك يقول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : وحدثني هارون بن سعيد الأيلي أخبرنا بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير سمعه يقول سمعت عوف بن مالك يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت .
الشيخ : الدعاء للميت من أهم ما يكون في صلاة الجنازة، لكن متى يكون؟ رتب العلماء ذلك رحمهم الله فقالوا: التكبيرة الأولى بعدها قراءة الفاتحة، والثانية بعدها الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والثالثة الدعاء للميت، وهذا ترتيب حسن لا شك فيه، أولاً: تقديماً لحق الله سبحانه وتعالى، ثم حق من؟ الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم حق الميِّت مع عموم المسلمين، ويدل على هذا الترتيب: التشهد، أوله الثناء على الله عز وجل، ثم السلام على النبي، ثم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ومعلوم أن حق الله مقدَّم على حق النفس وحظوظها، ثم حق النبي عليه الصلاة والسلام، ثم حق النفس وبقية المسلمين.
فصار محل الدعاء للميت هو التكبيرة الثالثة، بعد التكبيرة الثالثة، من الدعاء: هذا الذي ذكره، يقول: حفظت من دعائه، وفي قوله مِن الدال على التبعيض دليل على أن هناك دعاءً آخر لم يحفظه.
اللهم اغفر له وارحمه، فبالمغفرة إزالة الذنوب، وبالرحمة حصول المطلوب، وعافه واعف عنه، العفو: التجاوز عن التفريط في الواجب، والعافية: المعافاة من المؤاخذة بالذنب، ونحن نفسر هذا لأنها ذكرت، ذكرت مقرونة، وإلا لو أفردت لكان كل منها يتضمن الآخر.
وعافه واعف عنه، وأكرم نُزُلَه: أي ضيافته، اي اجعلها ضيافةً كريمة، والكريم من كل شيء بحسَبه، فقد يطلق الكرم ويُراد به الحُسْن، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ: إياك وكرائم أموالهم أي: اجعل ضيافته كريمة أي حسنة، ووسع مُدخله: أي مكان إدخاله، وهو القبر، لأن الإنسان يُدخَل فيه، واغسله بالماء والثلج والبرد: اغسله يعني من الذنوب، وليس المراد اغسله بالماء يعني الحسِّي، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح: اللهم اغسلني من خطاياي بالماء، والثلج ، والبرد، وإنما ذُكر الثلج والبرد لأن أذى الذنوب عافانا الله وإياكم منها أذى الذنوب فيه العقوبة بالنار، وهي حارَّة، فناسب أن يكون المطهِّر من الذنوب ثلجاً وبَرَداً.
ونقه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس التنقية: التصفية، يعني: صَفِّه من الخطايا بحيث لا يبقى له خطيئة، ثم أكد هذه التنقية وأنها تنقيةٌ تامة فقال: كما يُنقى الثوب الأبيض من الدَّنَس، وخصَّ الأبيض، لأن الأبيض أدنى دَنَس يظهر به ويتبيَّن، ولهذا ثيابكم في الشتاء سوداء وحمراء، تبقى عندكم مدَّة ما غسلتموها، لماذا؟ لأنه لا يظهر عليها أثر الوسخ، لكن الثياب البيضاء يظهر عليها أثر الوسخ بسرعة، فاختير الثوب الأبيض من الدَّنَس، وهذه التشبيهات من الرسول عليه الصلاة والسلام المقصود بها: المبالغة في الدعاء حتى يصل إلى هذا الحد البيِّن، وأبدله داراً خيراً من داره: نعم القبر جعله الله لنا ولكم روضة من رياض الجنة خيرٌ من دار الإنسان، لأنه ينتقل إلى دار لا يمكن أن يُدرك نعيمها، فهي خير من الدنيا كلها، لأنها دار نعيم، ينعم الإنسان في قبره، ويُفتح له باب إلى الجنة ويُفسَح له مدَّ البصر، ويأتيه من الجنة من ريحها وطيبها، فأنت اسأل الله أن يبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، أهله في الجنة لا شك أنهم خيرٌ من أهل الدنيا، وإن كان أهل الدنيا يُجمعون يوم القيامة بعضهم مع بعض كما قال الله تعالى: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّتهم .
وزوجاً خيراً من زوجه: زوجاً خيراً من زوجه، إذا كان ذكراً فلا إشكال، لأن الذكر يُمكن أن تتعدد الزوجات له، ولكن إذا كان أنثى، إذا كان ذكراً قد تزوج فنعم، يُبدل زوجاً خيراً من زوجه، لكن إذا كان لم يتزوج؟ فأين زوجه؟ اشكالان: الإشكال الأول: قال العلماء: أبدله زوجاً خيراً من زوجه، لأن الزوج في الدنيا قد يكون منه نكد، وأذى لزوجته، وعدم معاشرة طيبة، فتسأل أن يُبدلها هذا الزوج بزوج خيرٍ منه في الصفات، وكأنك تقول: اللهم اجمع بينها وبين زوجها في الجنة لأنه إذا دخل معها الجنة فسوف تتغير أخلاقه، فإن قال قائل: وهل لديكم دليل على أن تبديل الصفات كتبديل الأعيان؟ قلنا: نعم، قول الله تعالى: يوم تبدَّل الأرض غير الأرض والسَّموات الأرض يوم القيامة ما تُبدَّل، ولكنها تُمَد، مدَّ الأديم، ولا ترى فيها عِوَجاً ولا أمْتاً، فسمى الله ذلك تبديلاً لتغير الصفات.
بالنسبة لمن لم يتزوج كيف نقول: وأبدله زوجاً خيراً من زوجه ونحن نعرف أنه ما تزوج، ليس له إلا خمس عشرة سنة، لم يتزوج، نعم نقول: زوجاً خيراً من زوجه المقدَّر، لأن التقدير أن هذا ، و بقي حتى يتزوج في الدنيا لكانت زوجته قد تكون نكداً عليه، فتسأل الله تعالى أن يبدله زوجاً خيراً من زوجه.
وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار: هذا الأخير هو الثمرة والنتيجة، لأن الإنسان إذا سلم من الآفات السابقة دخل الجنة، وأعذه من عذاب القبر، أو قال من عذاب النار، وفي لفظ: ومن عذاب النار، فتسأل الله أن يُعيذه من عذاب القبر لأنه أول منزل ينزله بعد الدنيا، فإما أن يُفاجأ بالنعيم - نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم- وإما أن يفاجأ بالعذاب والعياذ بالله، فتسأل الله أن ينجيه من عذاب القبر، وفي هذا دليل واضح على إثبات عذاب القبر، فقد دل القرآن، والسنة وأجمع عليه السلف الصالح أن الإنسان في قبره إما في نعيم وإما في عذاب، وجعله أهل السنة والجماعة من جملة عقائدهم، ولا وجه لمن أنكر، لا وجه لقول من أنكره إطلاقاً، والعجب أن هؤلاء الذين ينكرون يقرؤون في صلاتهم: إيش؟ أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، فعلى كل حال، عذاب القبر ثابة ولا شك، ولكن هل هو على الجسم، أم و على النفس -يعني على الروح- أم عليهما جميعاً؟ الأصل
أنه على الروح، الأصل أنه على الروح، ولهذا لو حفرنا على الميت بعد يومين أو ثلاث وهو وكافر مات على الكفر فنجد جسمه سليماً، فالأصل أنه على الروح، لكن قد تتصل بجسمه أحياناً، قد تتصل بالجسم أحياناً، ويُر أثر العذاب عليه، كما ذكر ذلك على في مراءٍ وفي وقائع كثيرة، لكن الأصل أنه على الروح، ولكن قد تتصل بالبدن أحياناً، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الذي لا يجيب عن سؤال الرب، والدين، والنبي أنه يُضَيَّق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، نسأل الله العافية، يعني يدخل بعضها في بعض من شدة الضيق! وعذاب النار.
قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت وهنا إشكال: كيف يتمنى الموت؟ يُقال أنه لم يتمنى الموت في الواقع، وإنما تمنى هذا الدعاء، يعني أنه غبط الميت على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بهذا الدعاء العظيم، ومثله قول مريم رضي الله عنها: يا ليتني متُّ قبل هذا هي لم تتمنى أن موتها يتقدَّم، لكن تتمنى أنها ماتت ولم يُصبها هذا الشيء، فرق بين التمنيين، هي ليست تقول ليتني مت قبل العام حتى لا يأتي هذا العام، إنما تتمنى أنها ماتت قبل أن تُصاب ولو بعد ألف سنة، ومثله قول يوسف: أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وأحقني بالصالحين ليس معناه أنه سأل الله أنه يتوفاه وأن يُعجِّل له بالموت، بل سأل الله أن يميته على الإسلام، وعلى هذا فلا نحتاج أن نقول: كيف نجمع بين هذه النصوص، وبين نهيه صلى الله عليه وسلم أن يتمنى الإنسان الموت.
الشيخ : الدعاء للميت من أهم ما يكون في صلاة الجنازة، لكن متى يكون؟ رتب العلماء ذلك رحمهم الله فقالوا: التكبيرة الأولى بعدها قراءة الفاتحة، والثانية بعدها الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والثالثة الدعاء للميت، وهذا ترتيب حسن لا شك فيه، أولاً: تقديماً لحق الله سبحانه وتعالى، ثم حق من؟ الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم حق الميِّت مع عموم المسلمين، ويدل على هذا الترتيب: التشهد، أوله الثناء على الله عز وجل، ثم السلام على النبي، ثم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ومعلوم أن حق الله مقدَّم على حق النفس وحظوظها، ثم حق النبي عليه الصلاة والسلام، ثم حق النفس وبقية المسلمين.
فصار محل الدعاء للميت هو التكبيرة الثالثة، بعد التكبيرة الثالثة، من الدعاء: هذا الذي ذكره، يقول: حفظت من دعائه، وفي قوله مِن الدال على التبعيض دليل على أن هناك دعاءً آخر لم يحفظه.
اللهم اغفر له وارحمه، فبالمغفرة إزالة الذنوب، وبالرحمة حصول المطلوب، وعافه واعف عنه، العفو: التجاوز عن التفريط في الواجب، والعافية: المعافاة من المؤاخذة بالذنب، ونحن نفسر هذا لأنها ذكرت، ذكرت مقرونة، وإلا لو أفردت لكان كل منها يتضمن الآخر.
وعافه واعف عنه، وأكرم نُزُلَه: أي ضيافته، اي اجعلها ضيافةً كريمة، والكريم من كل شيء بحسَبه، فقد يطلق الكرم ويُراد به الحُسْن، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ: إياك وكرائم أموالهم أي: اجعل ضيافته كريمة أي حسنة، ووسع مُدخله: أي مكان إدخاله، وهو القبر، لأن الإنسان يُدخَل فيه، واغسله بالماء والثلج والبرد: اغسله يعني من الذنوب، وليس المراد اغسله بالماء يعني الحسِّي، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح: اللهم اغسلني من خطاياي بالماء، والثلج ، والبرد، وإنما ذُكر الثلج والبرد لأن أذى الذنوب عافانا الله وإياكم منها أذى الذنوب فيه العقوبة بالنار، وهي حارَّة، فناسب أن يكون المطهِّر من الذنوب ثلجاً وبَرَداً.
ونقه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس التنقية: التصفية، يعني: صَفِّه من الخطايا بحيث لا يبقى له خطيئة، ثم أكد هذه التنقية وأنها تنقيةٌ تامة فقال: كما يُنقى الثوب الأبيض من الدَّنَس، وخصَّ الأبيض، لأن الأبيض أدنى دَنَس يظهر به ويتبيَّن، ولهذا ثيابكم في الشتاء سوداء وحمراء، تبقى عندكم مدَّة ما غسلتموها، لماذا؟ لأنه لا يظهر عليها أثر الوسخ، لكن الثياب البيضاء يظهر عليها أثر الوسخ بسرعة، فاختير الثوب الأبيض من الدَّنَس، وهذه التشبيهات من الرسول عليه الصلاة والسلام المقصود بها: المبالغة في الدعاء حتى يصل إلى هذا الحد البيِّن، وأبدله داراً خيراً من داره: نعم القبر جعله الله لنا ولكم روضة من رياض الجنة خيرٌ من دار الإنسان، لأنه ينتقل إلى دار لا يمكن أن يُدرك نعيمها، فهي خير من الدنيا كلها، لأنها دار نعيم، ينعم الإنسان في قبره، ويُفتح له باب إلى الجنة ويُفسَح له مدَّ البصر، ويأتيه من الجنة من ريحها وطيبها، فأنت اسأل الله أن يبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، أهله في الجنة لا شك أنهم خيرٌ من أهل الدنيا، وإن كان أهل الدنيا يُجمعون يوم القيامة بعضهم مع بعض كما قال الله تعالى: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّتهم .
وزوجاً خيراً من زوجه: زوجاً خيراً من زوجه، إذا كان ذكراً فلا إشكال، لأن الذكر يُمكن أن تتعدد الزوجات له، ولكن إذا كان أنثى، إذا كان ذكراً قد تزوج فنعم، يُبدل زوجاً خيراً من زوجه، لكن إذا كان لم يتزوج؟ فأين زوجه؟ اشكالان: الإشكال الأول: قال العلماء: أبدله زوجاً خيراً من زوجه، لأن الزوج في الدنيا قد يكون منه نكد، وأذى لزوجته، وعدم معاشرة طيبة، فتسأل أن يُبدلها هذا الزوج بزوج خيرٍ منه في الصفات، وكأنك تقول: اللهم اجمع بينها وبين زوجها في الجنة لأنه إذا دخل معها الجنة فسوف تتغير أخلاقه، فإن قال قائل: وهل لديكم دليل على أن تبديل الصفات كتبديل الأعيان؟ قلنا: نعم، قول الله تعالى: يوم تبدَّل الأرض غير الأرض والسَّموات الأرض يوم القيامة ما تُبدَّل، ولكنها تُمَد، مدَّ الأديم، ولا ترى فيها عِوَجاً ولا أمْتاً، فسمى الله ذلك تبديلاً لتغير الصفات.
بالنسبة لمن لم يتزوج كيف نقول: وأبدله زوجاً خيراً من زوجه ونحن نعرف أنه ما تزوج، ليس له إلا خمس عشرة سنة، لم يتزوج، نعم نقول: زوجاً خيراً من زوجه المقدَّر، لأن التقدير أن هذا ، و بقي حتى يتزوج في الدنيا لكانت زوجته قد تكون نكداً عليه، فتسأل الله تعالى أن يبدله زوجاً خيراً من زوجه.
وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار: هذا الأخير هو الثمرة والنتيجة، لأن الإنسان إذا سلم من الآفات السابقة دخل الجنة، وأعذه من عذاب القبر، أو قال من عذاب النار، وفي لفظ: ومن عذاب النار، فتسأل الله أن يُعيذه من عذاب القبر لأنه أول منزل ينزله بعد الدنيا، فإما أن يُفاجأ بالنعيم - نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم- وإما أن يفاجأ بالعذاب والعياذ بالله، فتسأل الله أن ينجيه من عذاب القبر، وفي هذا دليل واضح على إثبات عذاب القبر، فقد دل القرآن، والسنة وأجمع عليه السلف الصالح أن الإنسان في قبره إما في نعيم وإما في عذاب، وجعله أهل السنة والجماعة من جملة عقائدهم، ولا وجه لمن أنكر، لا وجه لقول من أنكره إطلاقاً، والعجب أن هؤلاء الذين ينكرون يقرؤون في صلاتهم: إيش؟ أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، فعلى كل حال، عذاب القبر ثابة ولا شك، ولكن هل هو على الجسم، أم و على النفس -يعني على الروح- أم عليهما جميعاً؟ الأصل
أنه على الروح، الأصل أنه على الروح، ولهذا لو حفرنا على الميت بعد يومين أو ثلاث وهو وكافر مات على الكفر فنجد جسمه سليماً، فالأصل أنه على الروح، لكن قد تتصل بجسمه أحياناً، قد تتصل بالجسم أحياناً، ويُر أثر العذاب عليه، كما ذكر ذلك على في مراءٍ وفي وقائع كثيرة، لكن الأصل أنه على الروح، ولكن قد تتصل بالبدن أحياناً، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الذي لا يجيب عن سؤال الرب، والدين، والنبي أنه يُضَيَّق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، نسأل الله العافية، يعني يدخل بعضها في بعض من شدة الضيق! وعذاب النار.
قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت وهنا إشكال: كيف يتمنى الموت؟ يُقال أنه لم يتمنى الموت في الواقع، وإنما تمنى هذا الدعاء، يعني أنه غبط الميت على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بهذا الدعاء العظيم، ومثله قول مريم رضي الله عنها: يا ليتني متُّ قبل هذا هي لم تتمنى أن موتها يتقدَّم، لكن تتمنى أنها ماتت ولم يُصبها هذا الشيء، فرق بين التمنيين، هي ليست تقول ليتني مت قبل العام حتى لا يأتي هذا العام، إنما تتمنى أنها ماتت قبل أن تُصاب ولو بعد ألف سنة، ومثله قول يوسف: أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وأحقني بالصالحين ليس معناه أنه سأل الله أنه يتوفاه وأن يُعجِّل له بالموت، بل سأل الله أن يميته على الإسلام، وعلى هذا فلا نحتاج أن نقول: كيف نجمع بين هذه النصوص، وبين نهيه صلى الله عليه وسلم أن يتمنى الإنسان الموت.
الفتاوى المشابهة
- صفة صلاة الجنازة وحكم الصلاة على السقط - ابن باز
- كيف يتقي المسلم عذاب القبر وعذاب النار ؟ - ابن عثيمين
- كيفية صلاة جنازة - ابن باز
- الدعاء الذي يقال في صلاة الجنازة - ابن باز
- حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن الق... - ابن عثيمين
- صفة صلاة الجنازة - ابن باز
- صفة الصلاة على الجنازة - ابن باز
- ما معنى قولنا في صلاة الجنازة:" وأبدله زوجا... - ابن عثيمين
- وحدثنا نصر بن علي الجهضمي وإسحاق بن إبراهيم... - ابن عثيمين
- باب ما يقرأ في صلاة الجنازة. عن أبي عبد الرح... - ابن عثيمين
- وحدثني هارون بن سعيد الأيلي أخبرنا بن وهب أخ... - ابن عثيمين