حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج ظاهرا والبرد
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد .
الشيخ : هذا أصح حديث في الاستفتاح فيما تستفتح به الصلاة وفيه حرض الصحاية رضي الله عنهم على العلم فيسألون عما يشكل عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن لا لمجرد العلم النظري بل للعلم العملي المقرون بالعمل
وفيه أيضا أن الصلاة ليس فيها سكوت ولهذا علم أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا بد أن يقول شيئا في هذا السكوت ولهذا قال له : ما تقول ؟ فكأنه علم أنه لا بد أن يقول شيئا لكنه لا يدري ما هو ؟ وهو كذلك فالصلاة لا سكوت فيها مطلقا لا للإمام ولا للمأموم ولا للمنفرد ما فيها سكوت فإن قلت أليس المأمومم ينصت لقراءة إمامه الجهرية قلنا بلى لكن هذا الإنصات هو قراءة حكما لأن قراءة الإمام قراءة له ولهذا إذا قال الإمام ولا الضالين قال المأموم خلفه آمين ولولا حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انصرف من صلاة الصبح وسأل الصحابة أيقرأون خلف إمامهم ؟ قالوا نعم قال : لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها لولا هذا الحديث لكان المتعين أن المأموم ينصت لقراءة الفاتحة وأنها لا تجب عليه لأن قراءة الإمام قراءة له بدليل أنه يؤمن عليه إذا الصلاة ليس فيها سكوت مطلقا وإنصات المأموم لإمامه هو في حكم القارئ نعم
ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في جوبه لأبي هريرة حيث أجاب بهذا الجواب المفتوح بدون أي تكلف
وفيه أيضا إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم له خطايا وأنه مفتقر إلى أن يغفر الله له والفرق بينه وبين الأمة في مسألة الخطايا أن الأمة ليست المغفرة مضمونة لها وأما النبي فالمغفرة مضمونة له لقوله تعالى : ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فإن قال قائل : إذا كانت مضمونة له فما فائدة طلبه للمغفرة ؟ قلنا : لعل هذا من أسباب مغفرة الله له ذنوبه أن يكون من أسبابه أيضا دعاءه ربه بالمغفرة ثم إن فيه أيضا أعني طلب المغفرة مع حصولها له فيه أنه يظهر إفتقار الإنسان إلى ربه عز وجل وأنه لا غنى له عن الله طرفة عين والدعاء كما تعلمون الدعاء عبادة ولهذا نحن نقول اللهم صل على محمد وقد أخبرنا الله أنه يصلي عليه وملائكته إن الله وملائكته يصلون ولم يقل صلو يصلون لا يزالون يصلون على محمد عليه الصلاة والسلام ومع ذلك نحن مأمورون أن نصلي عليه
ومن فوائد هذا الحديث حسن الترتيب في هذا الدعاء أولا المباعدة ثانيا التنقية ثالثا الغسل المباعدة فيها عدم الملامسة والتنقية فيها إزالة الوسخ والغسل فيها إزالة أثره واضح لأن الذنوب إما ذنوب لم تغش من بعد فهذه مباعدة أو غشيت ثم محيت لكن بقي آثارها في القلب هذه تنقية غسلت أزيل أثرها بالكلية لا يبقى فيها أثر ومعلوم أن القلوب تصدأ بالمعاصي وتظلم فقط يغفر للإنسان الذنب لكن يبقى أثره يبقى فإذا نقى الله عز وجل الإنسان من ذنبه ثم غسله فهذا كمال التطهير من الذنب فإن قيل لماذا قال : بالثلج والماء والبرد ولم يقل بالماء الحار والماء الحار أبلغ في التنظيف قلنا هذا الغسل ليس غسل أثر حسي حتى يطلب له الماء الحار لكنه غسل أثر معنوي يطلب له الشيء البارد حتى يطفئ حرارة الذنب لأن الذنوب لها حرارة محرقة إلا من عصمه الله منها فكان المناسب أن يدعو الله تعالى أن يغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد
إعراب اللهم : نعم
الطالب : أصلها يا ألله
الشيخ : أصلها يا الله.
الطالب : يا ألله ثم حولت الياء ميما. طيب أصلها يا الله ثم أُخِر حرف النداء تيمنا بالبدأة باسم الله ثم حول إلى ميم للدلالة أن ..
الشيخ : عوضت عنها الميم.
السائل : نعم الدالة على الجمع مما يدل على أن الداعي يظهر قلبه على الله.
الشيخ : إي نعم أحسنت إذا الله منادى مبني على الضم في محل نصب وحرف النداء محذوف عوض عنه الميم في قوله اللهم إذا هذا أصح حديث في الاستفتاح نعم.
الشيخ : هذا أصح حديث في الاستفتاح فيما تستفتح به الصلاة وفيه حرض الصحاية رضي الله عنهم على العلم فيسألون عما يشكل عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن لا لمجرد العلم النظري بل للعلم العملي المقرون بالعمل
وفيه أيضا أن الصلاة ليس فيها سكوت ولهذا علم أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا بد أن يقول شيئا في هذا السكوت ولهذا قال له : ما تقول ؟ فكأنه علم أنه لا بد أن يقول شيئا لكنه لا يدري ما هو ؟ وهو كذلك فالصلاة لا سكوت فيها مطلقا لا للإمام ولا للمأموم ولا للمنفرد ما فيها سكوت فإن قلت أليس المأمومم ينصت لقراءة إمامه الجهرية قلنا بلى لكن هذا الإنصات هو قراءة حكما لأن قراءة الإمام قراءة له ولهذا إذا قال الإمام ولا الضالين قال المأموم خلفه آمين ولولا حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انصرف من صلاة الصبح وسأل الصحابة أيقرأون خلف إمامهم ؟ قالوا نعم قال : لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها لولا هذا الحديث لكان المتعين أن المأموم ينصت لقراءة الفاتحة وأنها لا تجب عليه لأن قراءة الإمام قراءة له بدليل أنه يؤمن عليه إذا الصلاة ليس فيها سكوت مطلقا وإنصات المأموم لإمامه هو في حكم القارئ نعم
ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في جوبه لأبي هريرة حيث أجاب بهذا الجواب المفتوح بدون أي تكلف
وفيه أيضا إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم له خطايا وأنه مفتقر إلى أن يغفر الله له والفرق بينه وبين الأمة في مسألة الخطايا أن الأمة ليست المغفرة مضمونة لها وأما النبي فالمغفرة مضمونة له لقوله تعالى : ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فإن قال قائل : إذا كانت مضمونة له فما فائدة طلبه للمغفرة ؟ قلنا : لعل هذا من أسباب مغفرة الله له ذنوبه أن يكون من أسبابه أيضا دعاءه ربه بالمغفرة ثم إن فيه أيضا أعني طلب المغفرة مع حصولها له فيه أنه يظهر إفتقار الإنسان إلى ربه عز وجل وأنه لا غنى له عن الله طرفة عين والدعاء كما تعلمون الدعاء عبادة ولهذا نحن نقول اللهم صل على محمد وقد أخبرنا الله أنه يصلي عليه وملائكته إن الله وملائكته يصلون ولم يقل صلو يصلون لا يزالون يصلون على محمد عليه الصلاة والسلام ومع ذلك نحن مأمورون أن نصلي عليه
ومن فوائد هذا الحديث حسن الترتيب في هذا الدعاء أولا المباعدة ثانيا التنقية ثالثا الغسل المباعدة فيها عدم الملامسة والتنقية فيها إزالة الوسخ والغسل فيها إزالة أثره واضح لأن الذنوب إما ذنوب لم تغش من بعد فهذه مباعدة أو غشيت ثم محيت لكن بقي آثارها في القلب هذه تنقية غسلت أزيل أثرها بالكلية لا يبقى فيها أثر ومعلوم أن القلوب تصدأ بالمعاصي وتظلم فقط يغفر للإنسان الذنب لكن يبقى أثره يبقى فإذا نقى الله عز وجل الإنسان من ذنبه ثم غسله فهذا كمال التطهير من الذنب فإن قيل لماذا قال : بالثلج والماء والبرد ولم يقل بالماء الحار والماء الحار أبلغ في التنظيف قلنا هذا الغسل ليس غسل أثر حسي حتى يطلب له الماء الحار لكنه غسل أثر معنوي يطلب له الشيء البارد حتى يطفئ حرارة الذنب لأن الذنوب لها حرارة محرقة إلا من عصمه الله منها فكان المناسب أن يدعو الله تعالى أن يغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد
إعراب اللهم : نعم
الطالب : أصلها يا ألله
الشيخ : أصلها يا الله.
الطالب : يا ألله ثم حولت الياء ميما. طيب أصلها يا الله ثم أُخِر حرف النداء تيمنا بالبدأة باسم الله ثم حول إلى ميم للدلالة أن ..
الشيخ : عوضت عنها الميم.
السائل : نعم الدالة على الجمع مما يدل على أن الداعي يظهر قلبه على الله.
الشيخ : إي نعم أحسنت إذا الله منادى مبني على الضم في محل نصب وحرف النداء محذوف عوض عنه الميم في قوله اللهم إذا هذا أصح حديث في الاستفتاح نعم.
الفتاوى المشابهة
- دعاء الإستفتاح . - ابن عثيمين
- حكم قراءة دعائين من أدعية الاستفتاح في الصلاة - ابن باز
- الكلام حول التكبير ودعاء الاستفتاح . - ابن عثيمين
- هل وَرَدَ بعد الركوع: اللهم نقني من خطاياي؟ - ابن باز
- أي دعائي الاستفتاح أولى هل هو(( باعد بيني وب... - ابن عثيمين
- ما معنى: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي»؟ - ابن باز
- تتمة شرح حديث : ( أبي هريرة رضي الله عنه قال... - ابن عثيمين
- شرح حديث :" اللهم باعد بيني وبين خطاياي ..." . - ابن عثيمين
- حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عبد الواحد ب... - ابن عثيمين
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول ال... - ابن عثيمين
- حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن الق... - ابن عثيمين