تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول هل يجوز الدعاء لله عز وجل والتوسل إليه... - ابن عثيمينالسائل : أهلا بفضيلة الشيخ محمد.الشيخ : أهلا وسهلا ومرحبا بكم.السائل : فضيلة الشيخ محمد هذه الرسالة الأولى التي بين يدينا وردتنا من الأخ في الله عماد إب...
العالم
طريقة البحث
يقول هل يجوز الدعاء لله عز وجل والتوسل إليه بجاه الأنبياء أو بجاه عباده الصالحين بمعنى أن نقول اللهم إنا نسألك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أن تغفر لنا ذنوبنا وخلاف ذلك من الدعاء ويقول إنكم قد أشرتم في إجابتكم أنه من وجد حديث يخالف عدم الجواز فيرسل إلينا وأنه وجد حديثا في بلوغ المرام يقول الحديث عن أنسٍ رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون رواه البخاري يقول فما رأي فضيلة أستاذنا الجليل في ذلك هل له من صحة أم من الأحاديث الضعيفة الزائدة والله الموفق ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أهلا بفضيلة الشيخ محمد.

الشيخ : أهلا وسهلا ومرحبا بكم.

السائل : فضيلة الشيخ محمد هذه الرسالة الأولى التي بين يدينا وردتنا من الأخ في الله عماد إبراهيم أبو الذهب من جمهورية مصر العربية، المستمع قد استمع إلى حلقة كما أشار إليها في يوم السبت الموافق اثنين وعشرين عشرة ألف وأربعمأئة وواحد ويسأل عن ردكم على إحدى المستمعات التي تقول هل يجوز الدعاء إلى الله عز وجل والتوسل إليه بجاه الأنبياء أو بجاه عباده الصالحين بمعنى أن نقول اللهم إنا نسألك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أن تغفر لنا ذنوبنا وخلاف ذلك من الدعاء ويقول إنكم قد أشرتم أو في إجابتكم أنه من وجد حديث يخالف عدم الجواز فيرسل إلينا وأنه وجد حديث في بلوغ المرام يقول فيه ..

الشيخ : في بلوغ المرام.

السائل : في بلوغ المرام يقول الحديث عن أنس رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب وقال اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإننا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا فيُسقون رواه البخاري ويقول فما رأي فضيلة أستاذنا الجليل في ذلك هل له من صحة أم من الأحاديث الضعيفة الزائدة والله الموفق؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين، قبل أن أجيب على هذا السؤال أولا أشكر الأخ على تعاونه مع إخوانه لأن هذا من التعاون على البر والتقوى فإن الإنسان بشر يخطئ ويصيب ويذهل عن الشيء ويغيب والشريعة ليست محجورة على أحد معيّن من الناس بل كل من ءاتاه الله تعالى علما وفهما وإخلاصا فإن له الحق في أن يتكلم بما ءاتاه الله تعالى من علم وفهم وإخلاص.

السائل : نعم.

الشيخ : وهذا هو واجب كل مسلم في هذا الباب وغيره أن يكون ناصحا لإخوانه حريصا على حفظ شريعة الله إذا تكلم أحد فيها بخطأ حاول إصلاح الخطأ على وجه الحكمة والصواب وأما بالنسبة لسؤاله فهذا الحديث الذي أشار إليه هو حديث صحيح رواه البخاري ولكن من تأمله وجد أنه دليل على عدم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره وذلك أن التوسل هو اتخاذ الوسيلة.

السائل : نعم.

الشيخ : والوسيلة هي الشيء الموصل إلى المقصود، والوسيلة المذكورة في هذا الحديث نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا فأسقنا المراد بها التوسل إلى الله تعالى بدعائه لأن عمر قال للعباس " قم يا عباس فادع الله " فدعا ولو كان هذا من باب التوسل بالجاه لكان عمر رضي الله عنه يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوسل بالعباس.

السائل : نعم.

الشيخ : لأنه بلا شك جاه النبي صلى الله عليه وسلم عند الله أعظم من جاه العباس وغيره فلو كان هذا الحديث من باب التوسل بالجاه لكان الأجدر بأمير المؤمنين عمر أن يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم دون جاه العباس بن عبد المطلب والحاصل أن التوسل إلى الله تعالى بدعاء من ترجى فيهم إجابة الدعاء لصلاحه لا بأس به فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتوسلون إلى الله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم وكذلك أيضا عمر توسل بدعاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فلا بأس إذا رأيت رجلا صالحا حريا بالإجابة لكون طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه حلالا وكونه معروف بالعبادة والتقوى لا بأس أن تسأله أن يدعو الله لك بما تحب بشرط ألا يحصل في ذلك غرور لهذا الشخص الذي طلِب منه الدعاء فإن حصل منه غرور بذلك فإنه لا يحل لك أن تقتله وتُهلكه بهذا الطلب منه فإن ذلك يضره كما أنني أيضا أقول إن هذا جائز ولكنني لا أحبذه وأرى أن الإنسان يسأل الله تعالى بنفسه.

السائل : نعم.

الشيخ : دون أن يجعل له واسطة بينه وبين الله لأن ذلك أقوى في الرجاء وأقرب إلى الخشية كما أني أيضا أرغّب في أن الإنسان إذا طلب من أخيه الذي تُرجى إجابة دعائه أن يدعو له أن ينوي بذلك الإحسان إليه أي إلى هذا الداعي دون دفع حاجة هذا المدعو له لأن ذلك إذا طلبه من أجل دفع حاجته صار كسؤال المال وشبهه المذموم وأما إذا قصد بذلك نفع أخيه الداعي بالإحسان إليه والإحسان إلى المسلم يُثاب عليه المرء كما هو معروف صار هذا أولى وأحسن.

السائل : نعم.

الشيخ : نعم.

السائل : إذًا المستمع عماد إبراهيم أبو الذهب يعني فهم خطأ من إجابتكم الماضية.

الشيخ : لا أعتقد أنه فهم خطأ.

السائل : نعم.

الشيخ : لكن ظن أن هذا الحديث من باب التوسل بالجاه.

السائل : لأننا في نفس الإجابة أنا أذكر وقد استمعت للحلقة مرة أخرى أنكم قد استعرضتم هذا الحديث في ذلك فالذي ينبغي للمستمع أيضا أن يتثبت وأن يُدرك جميع الإجابة التي تأتي في الحلقة إن شاء الله تعالى.

Webiste