تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا محمد بن عبد ال... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس:  أن عمر بن الخطاب رضي ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون .

الشيخ : هذا من تواضع عمر رضي الله عنه أنه إذا قحطوا وامتنع عنهم المطر توسل بالعباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ما معنى أن يتوسلوا به، هل معناه أن يقولوا اللهم أسقنا بالعباس ؟ لا، لأن عمر رضي الله عنه بين هذا قال: " نتوسل إليك بنبيك " ومعلوم أنهم بتوسلهم بالنبي إنما يسألونه يستسقي ويدعو لهم، فيكون المعنى نتوسل إليك بدعاء نبينا، ولهذا جاء في بعض ألفاظ الحديث: " قم يا عباس فادع الله " فيقوم فيدعو الله عز وجل.
وأما التوسل بالذات وبالجاه وما أشبه ذلك فهو بدعة منكرة، لأنه لا يجوز أن نجعل شيئا وسيلة لنا إلى الله إلا بدليل من الله، إذ أن الوسيلة معناه هي التي تجعل للإنسان طريقا يصل به إلى الله عز وجل، وإذا كان كذلك فلا بد أن تكون الوسيلة ثابتة بالشرع.
فإذا قال قائل: هذا يدل على جواز سؤال الغير الدعاء؟
قلنا: نعم، إذا كان الدعاء للعموم فلا بأس، لأن هذا السائل شافع بخلاف الدعاء لنفس الشخص فإن هذا لا ينبغي، يعني مثلا لو جئت لرجل صالح ترجو منه أن يجيب الله دعاءه فقلت: يا فلان الناس قد أصيبوا بفتن وبلاء وقحط ادع الله لهم، فهذا لا بأس به وهو خير بشرط ألا يفتتن المطلوب منه ذلك، فإن خيف أن يفتتن ويقول أنا من أنا أنا الرجل الذي يطلب منه أن يدعو أنا من أولياء الله فلا يجوز، لكن إذا كانت المسألة خالية من المحظور فلا بأس.
أما أن تأتي له وتقول يا فلان ادع الله لي، فهذا لا ينبغي إلا للنبي صلى الله عليه وسلم كما في قول عكاشة بن محصن " ادع الله أن يجعلني منهم " وقول المرأة التي تصرع " ادع الله أن يبرئها من هذا " أما غير النبي فلا، لأن فيه نوعا من التذلل لغير الله عز وجل.
فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد طلب من الصحابة أن يطلبوا من أويس القرني أن يدعو لهم ؟
قلنا: بلى، لكن هذا خاص بالرجل لأننا نعلم علم اليقين أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس أفضل من أويس، ومع ذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب دعائهم، لكن هذا خاص بهذا الرجل نعم.

Webiste