السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله ما حكم الشرع فيمن قال اللهم إني أسألك بحق السائلين وهل في الأمر تفصيل رغم انني درست أنه ليس للمخلوق على الله حق إلا فيما أخذه الله على نفسه ؟

الشيخ : نعم أولا يجب أن نعلم أن العباد ليس لهم حق على خالقهم لأنه ملك وهم مملوكون وهو رب وهم مربوبون عبيد ، إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لكنه لكرمه عز وجل أوجب على نفسه الرحمة قال كتب ربكم على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظلم فقال تعالى في الحديث القدسي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي أما نحن فلا نوجب على الله شيئا ولا نحرم عليه شيئا فهو الذي يوجب على نفسه وهو الذي يحرم على نفسه ، وبناء على ذلك فإن قول القائل أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا يعني إلى المسجد فيه إشكال ، وذلك أن حق السائلين عليه هو ثوابهم ثوابهم حق الممشى أيضا الثواب بكل خطوة حسنة ، والثواب مخلوق ولا يتوسل بالمخلوق إلى الخالق
ولكن الجواب على هذا أن نقول إن المراد بحق السائلين على الله الحق الذي أوجبه على نفسه حيث قال تعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم وعلى هذا فيكون السائل بحق السائلين متوسلا إلى الله بفعل الله والتوسل إلى الله بفعل الله لا بأس به ، فكأن السائل يقول أوالمتوسل يقول اسألك بما أوجبت على نفسك من إجابة السائلين كذا وكذا ، وحق الممشى أيضا الثواب ومن الذي أثابه ؟ الله ، فهو إذن توسل بفعل من أفعال الله عز وجل وبهذا يزول الإشكال ويضعف استدلال من استدل بهذا الحديث على جواز التوسل بالمخلوق ، نعم