تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة الفوائد في صفات الله عزوجل خصوصا صفة ال... - ابن عثيمينالشيخ : ريشته صعبة تشقق الورق مرة تكون الكتابة غليظة ومرة تكون دقيقة . أيهما أحب إليك ؟ الأول تحبه وهو جماد. ساعتك كل يوم تخبط عليك ، وتؤذيك ، وتغرك في ...
العالم
طريقة البحث
تتمة الفوائد في صفات الله عزوجل خصوصا صفة المحبة تحت شرح الحديث : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ريشته صعبة تشقق الورق مرة تكون الكتابة غليظة ومرة تكون دقيقة . أيهما أحب إليك ؟ الأول تحبه وهو جماد. ساعتك كل يوم تخبط عليك ، وتؤذيك ، وتغرك في الوقت ومرة تقدم ومرة تؤخر، وساعة أخرى مضبوطة ولم تر منها شيئا أيهما أحب إليك ؟ الثانية حتى البهائم نرى البعير يحب صاحبه ويأوي إليه ولا يحب الآخرين أليس كذلك؟ ونرى أيضا الإنسان يحب هذه البعير بعينها ولا يحب الأخرى، لأن الأخرى صعبة وهذه سهلة ذلول، فإذا انتقض كلامهم وقياسهم بأن المحبة لا تكون إلا بين شيئين متجانسين، طيب هل هم ينكرون المحبة إنكار جحود أو إنكار تأويل؟ إنكار تأويل لأنهم لو أنكروا إنكار جحود لكفروا، لو قالوا الله لا يحب فهذا كفر، لكن يقول هو يحب ومعنى المحبة كذا وكذا، فما معنى المحبة عندهم يقولون المحبة إما الثواب وإما إرادة الثواب الثواب مخلوق منفصل بائن عن الله ولا أحد ينكره ، كل يقول المخلوقات السابقة الله هو الذي خلقها أو إرادة الثواب أو إرادة الصفة، لكن الأشاعرة يقرون باثبات الإرادة لله عز وجل، فيفسرون المحبة، إما بالثواب وهو منفصل بائن عن الله مخلوق، وإما بإرادة الثواب والإرادة وان كانت صفة للمريد لكن هم يثبتون صفة الإرادة ، لأن العقل عندهم دل عليها العقل دل على ثبوت الإرادة لله عز وجل، كيف دل العقل على الإرادة عندهم ؟ قالوا : تخصيص المخلوقات بما تختص به يدل على الإرادة يعني إيجاد السماء سماء ، والأرض أرضا ، والبعير بعيرا ، والشاة شاة ، هذا يدل على الإرادة، أراد الله أن تكون السماء سماء على هذا الوجه فصارت كذلك، وكذلك الأرض ، وكذلك البعير، وكذلك الشاة، ونحن نوافقهم أن الإرادة دل عليها الشرع والعقل، لا نرد الحق من أي إنسان ، لكن كوننا نجعل المحبة بمعنى الإرادة خطأ، المحبة أعلى وأعظم من الإرادة ، وتجد الفرق بين أن نقول لشخص إن الله يحبك، أو تقول لشخص إن الله يريد أن يثيبك، أيهما أعظم ؟ الأولى أعظم وأشرح للصدر وأطمن للقلب وأرضى للنفس، فكيف ننكر المحبة ونثبت الإرادة؟!
على كل حال الحديث هذا يدل على إثبات المحبة لله عز وجل لقوله : إن الله يحبه
وهذا قد جاء ذلك في الكتاب والسنة، ومحبة الله تعالى تتعلق أحيانا بالأشخاص ، وأحيانا بالأعمال ، وأحيانا بالأماكن ، وأحيانا بالأزمان والأوقات.
تتعلق بالأشخاص مثل هذا الحديث : أخبروه أن الله يحبه .
وتتعلق بالأعمال :كقول النبي صلى الله عليه وسلم : أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها .
وتتعلق بالأوصاف : إن الله يحب المحسنين .
هل هناك فرق بين الإرادة والمحبة أو هل هناك تلازم بين الإرادة والمحبة ؟ الجواب :لا، لا تلازم بينهما ، قد يريد الله ما لا يحب وقد يحب ما لا يريد، ولا تلازم بين ما أراد الله وأحب يعني ليس كل ما أحبه الله يريده، ولا كل ما أراده الله فهو يحبه. واضح يا جماعة.
فإذا قال قائل: ليس كل ما أراد الله يحبه فيه إشكال كيف يريد ما لا يحب ؟ نعم نقول : يريد ما لا يحب للحكمة والمصلحة التي تقتضيه ، فالمعاصي لا يحبها الله ولكنه يريدها ، وقعت بإرادته الكونية لكنه لا يحبها، طيب كيف يريدها وهو لا يحبها؟ نقول للمصلحة ، ألم تسمع إلى قول الله تعالى في الحديث القدسي: ما ترددت بشيء أنا فاعله ترددي عن قبضي نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره إساءته ولا بد له منه فهنا أراد الله سبحانه وتعالى ما يحب أو كما يكره ؟ ما يكره ، ولكن لمصلحة لا بد منها، ونظير ذلك في المحسوس : أن الإنسان يأتي بابنه إلى الطبيب فيقرر الطبيب أنه لا بد من كيه بالنار ، فيحمي الحديدة حتى تكون جمرة ثم يكوي بها ابن الرجل ، وهل الرجل يحب أن يحرق ابنه بالنار ؟ يكره ذلك لا شك ، لكن أحب إحراقه بالنار من أجل مصلحة أعظم من ذلك ، وهو شفاء ولده، فالله عز وجل قد يريد ما يكرهه لحكمة تقتضيها، وقد يحب ما لا يريد، يحب منا أن نكون مؤمنين به قائمين بأمره ، ولكن قد لا يريد ذلك لمصلحة أيضا فإن الله قد قسم العباد إلى قسمين :
هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ، ولو جاء الناس على ما يحبه الله عز وجل لم ينقسموا إلا إلى قسم واحد ويبطل الحكمة من خلق النار والجنة، ولبطل الجهاد في سبيل الله ، وبطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبطل الامتحان الذي يمتحن به العباد أيكم أحسن عملا، فتبين بهذا أنه لا ارتباط بين المحبة والإرادة، قد يجتمعان في شيء وقد يفترقان، فطاعة المطيع اجتمع فيها الإرادة والمحبة، ومعصية العاصي الإرادة دون المحبة.

Webiste