تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل الإرادة تكون بمعنى المحبة .؟ - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .فضيلة الشّيخ هل الإرادة تكون بمعنى المحبة  فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ؟الشيخ : نعم، إرادة الله سبحانه وتعالى قال العلماء ...
العالم
طريقة البحث
هل الإرادة تكون بمعنى المحبة .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ هل الإرادة تكون بمعنى المحبة فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ؟

الشيخ : نعم، إرادة الله سبحانه وتعالى قال العلماء إنّها تنقسم إلى قسمين: إرادة بمعنى: المحبة، وإرادة بمعنى: المشيئة.
فأمّا الإرادة بمعنى المحبة فلا تكون إلا فيما يحبّه الله عزّ وجلّ، مثل قوله تعالى: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ فيريد بمعنى: يحبّ، وليست بمعنى المشيئة لأنها لو كانت بمعنى المشيئة لتاب الله على كل أحد، لكنها بمعـنى المحبة، فهو يريد أن يتوب علينا، وهذا حثٌّ لنا على التوبة، لأن الله يحب التوابين، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: لَلَّهُ أشَدُّ فرحاً بتوبة عبده من أحدكم بناقته -انتبهوا للتّصوير-كان عليها طعامه وشرابه، وكان في أرض فلاة -ليس حوله أحد- فأضلَّ الناقة، وضاعت فطلبها، فلم يجدها، فاضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فبينما هو كذلك إذا بخطام ناقته متعلقاً في الشجرة، فأخذ بخطامها، وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح ، فقوله تعالى: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ أي: يحب.
والنّوع الثاني أو القسم الثاني من الإرادة: إرادة كونيّة بمعنى: المشيئة، وهذه لا تتعلق بما يحبه فقط، بل تكون فيما يحبه وفيما لا يحبه، وهي التي بمعنى المشيئة، ومنها هذه الآية: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ أي: لِمَا يشاء، كما قال تعالى في آية أخرى: وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ .
وبناءً على ذلك لو قال لنا قائل: هل أراد الله المعاصي للنّاس؟
إن قلت: لا، أخطأت، وإن قلت: نعم، أخطأت، يعني لو قال قائل: هذه المعاصي التي يفعلها الناس من الكفر والفسوق والفجور، هل هي مُرادة لله، وهل أرادها الله؟ ماذا تقولون؟
إن قلت: لا، أخطأت، وإن قلت: نعم، أخطأت. إذن لا بد من التفصيل، تقول: أما بالإرادة الكونية فقد أرادها، ولا يَخْرُج من مُلْكه شيء عن إرادته، لا يخرج في ملكه شيء عن إرادته، وإن أردتَ الإرادةَ الشرعية فإن الله لَمْ يُرِدْ ذلك، لَمْ يُرِدْ من العباد أن يفجروا وأن يكفروا وأن يفسقوا بل هو يريد منهم أن يَصْلُحوا، ولكن حكمته عزّ وجلّ جعلت الناس ينقسمون إلى مؤمن وكافر. نعم؟

Webiste