تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم( إن الذ... - ابن عثيمينالسائل : ... .الشيخ : يقول : ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم :  إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم إلى عنق راحلته  وبين قوله تعالى :  ونحن أقرب إليه من ح...
العالم
طريقة البحث
كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) وبين قوله تعالى: (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ))؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ... .

الشيخ : يقول : ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم : إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم إلى عنق راحلته وبين قوله تعالى : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وكأن الأخ السائل يريد أن ينبهنا على الكلام على القرب ولا بأس القرب قرب الله عز وجل قسمه بعض العلماء إلى قسمين قرب عام وقرب خاص. فالقرب العام هو قرب الإحاطة وهو شامل لكل أحد واستدل هؤلاء بقوله تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد قالوا إن هذا عام لأن الله يقول : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه والقرب الخاص مثل قوله تعالى : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان يعني إذا سألك عبادي عني إذا دعوني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فيكون هذا قرب خاص بمن يدعوه وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وهذا قرب العابد القرب الخاص قرب الداعي وقرب العابد والعام الشامل لكل أحد ولكن شيخ الإسلام رحمه الله أبى ذلك وقال : " إن القرب لا ينقسم القرب لا يكون إلا ممن يستحق القرب وهو الداعي والعابد " قال : الداعي مع الله يناجي ربه والعابد كذلك يناجي ربه فهذا لذي يستحق أن يكون الله قريبا منه أما غير ذلك فلا وأجاب عن الآيات الكريمة عن قوله تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد قال : " إن هذا قرب الكتبة " بدليل قوله : إذ يتلقى المتلقيان فإن إذ ظرف لا بد له من متعلق ولا متعلق له فيما نعلم إلا كلمة أقرب التي سبقته يعني ونحن أقرب حين يتلقى المتلقيان فيكون المراد بالقرب هنا قرب الملائكة قال : ومثله قول الله تعالى في المحتضر : فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين قال : ولم يرد في الكتاب والسنة القرب العام لكل أحد بخلاف المعية وردت عامة وخاصة كما قال تعالى : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ووردت خاصة مثل إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون لأن المعية أوسع من القرب القرب واضح لأن القرب دنو يلقي بجلاله وعظمته لا يلزم منه انتفاء العلو وإن كان قريبا لأن الإنسان ما يتصور كيف تكون هذه الصفات لله عز وجل هي أعظم من أن يدركه العقل إذا كان الله سبحانه وتعالى وسع كرسيه السماوات والأرض والكرسي موضع القدمين فكيف بالعرش كيف بالرب عز وجل شيء لا يمكن تصور يعني لا تمكن الإحاطة به فإذن القرب ينقسم عند بعض العلماء إلى قسمين والراجح أنه لا ينقسم وأنه خاص بالعابد والداعي فقط.

Webiste