القارئ : حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا أبي قال حدثنا العمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من الله .

الشيخ : في هذا الحديث إثبات لغيرة الله عز وجل والغيرة لا تحد بأوضح من لفظها الغيرة هي الغيرة إن الإنسان يغار ولكن لها آثار وهو الغضب فما من أحد أغير من الله عز وجل من أجل ذلك حرم الفواحش وقد ثبت في الحديث الصحيح في قصة صلاة الكسوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد أغير من الله بأن يزني عبده أو تزني أمته يعني أن الله يغار غيرة شديدة لا يوجد لها نظير إذا زنى عبده أو زنت أمته وفي هذا دليل على عظم الزنا عند الله عز وجل أنه يغار الله سبحانه وتعالى منه غيرة شديدة. وما من أحد أحب إليه المدح من الله نعم يحب الله عز وجل من عباده أن يثنوا عليه وأن يمدحوه لأنه أهل ذلك سبحانه وتعالى أن يثني عليه وأن يمدح فلذلك يجب هذا وهذا من كماله عز وجل أن يحب أن يثني عليه بما هو أهله مع أننا لا نحصي ثناء عليه ثم هذا الثناء مصلحته تعود لمن ؟ لنا للعبد المثني على الله فهو يحب هذا لأنه ينفع العبد يحب هذا لأنه أهل لأن يمدح، الحديث هذا اللفظ الذي عندنا ليس فيه ذكر النفس فما وجه الترجمة لعل له طريقا آخر ذكر فيه النفس والبخاري هنا اختصره وهذه من عادة البخاري رحمه الله وهي عادة غريبة يذكر الترجمة ثم يأتي بالحديث بلفظ آخر ليس فيه ذكر الترجمة من أجل أن يحث الطالب على طلب الحديث لأنه لو كان المقصود من الترجمة موجودة في الحديث لكانت الطبخة مبردة يأكلها الإنسان بكل سهولة لكن إذا لم تكن كذلك جعل يبحث يعمل فكره كيف هذا أين شاهد الترجمة فإذا كان عنده علم واسع في الحديث عرف أن البخاري رحمه الله أشار إلى لفظ آخر في الحديث فيه ذكر النفس وهو يستعمله كثيرا رحمه الله لكن أحيانا يشير إليه بلفظ يناسب الترجمة ولكن لا يكون الحديث على شرطه لأن شرطه في الصحيح قوي وشديد فلا يكون على شرطه ولكن لو سئلنا إذا لم يكن على شرطه هل في ذلك إشارة من البخاري إلى صحته ؟ الظاهر نعم أن في ذلك إشارة من البخاري إلى صحته لكن ليس كل حديث صحيح عند البخاري يكون على شرطه رحمه الله وقد يكون في نفس الصحيح قد يكون ما يناسب الترجمة موجودا في الصحيح لكن لم يذكره في هذا السياق من أجل أن تبحث في الصحيح ارجع إلى الصحيح ابحث في الصحيح قبل هذا الباب أو بعده تجده .