تم نسخ النصتم نسخ العنوان
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا مبشر بن... - ابن عثيمينالقارئ : وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال حدثنا مبشر بن إسماعيل ، عن الأوزاعي ، عن عمير بن هانئ ، في هذا الإسناد بمثله ، غير أنه قال :  أدخله الله ا...
العالم
طريقة البحث
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عمير بن هانئ في هذا الإسناد بمثله غير أنه قال أدخله الله الجنة على ما كان من عمل ولم يذكر من أي أبواب الجنة الثمانية شاء
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال حدثنا مبشر بن إسماعيل ، عن الأوزاعي ، عن عمير بن هانئ ، في هذا الإسناد بمثله ، غير أنه قال : أدخله الله الجنة على ما كان من عمل ، ولم يذكر من أي أبواب الجنة الثمانية شاء

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث كما ترون فيه أن من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم إلخ يقول في الرواية الثانية : أدخله الله الجنة على ما كان من عمل استدل بهذا الحديث من قال إن تارك الصلاة لا يكفر ، لأنه قال : أدخله الله الجنة على ما كان من عمل ، والجواب : أنه ليس في هذا دليل على أن تارك الصلاة لا يكفر من وجهين : الوجه الأول : أنه قال : على ما كان من عمل وهذا يعني أنه لا بد أن يكون له عمل ، ومعلوم أن المراد العمل الذي لا يبطل الإسلام ، لأننا لو قلنا إن العمل عام على ما كان من عمل لكان من جحد شيئا من القرآن أو سب الصحابة أو ما أشبه ذلك يدخل في هذا الحديث فيكون مستحقا لدخول الجنة ، ولا يقول به أحد ، الوجه الثاني : أننا لو فرضنا أنه على عمومه ، فإن من المعلوم أن الشريعة صدرت من واحد ، وهو الله ، إما في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فخاصها يخصص عامها فإذا قدرنا أن هذا الحديث عام ، يشمل حتى من ترك الصلاة قلنا : لكن تارك الصلاة فيه أدلة خاصة تدل على كفره ، فيكون مخصصا لهذه العمومات ، ولهذا ليس من حسن الاستدلال أن يستدل الإنسان بالعام على الخاص ، وإنما يستدل بالخاص على العام ، لأن الخاص يخصص العام ، وأما أن يستدل بالعام على الخاص فهذا ليس من حسن الاستدلال ، وقوله : وكلمته ألقاها إلى مريم هذه الكلمة أو هذا التعبير موجود في القرآن وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه استدل به النصارى على أن عيسى إله ، لأنه قال : كلمته وروح منه فهو بعض الرب وهذا ليس بغريب على النصارى أولا : لأنهم ضالون ، هم أضل الناس وأجهل الناس ، والشيء الثاني أنهم يتبعون متشابه لأن في قلوبهم زيغا ، وقد قال الله تعالى : وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه فإننا لو أخذنا باستدلالهم هذا لقلنا أيضا : السموات والأرض جزء من الله ، لأن الله قال : وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ، وهم لا يقولون بهذا ، فيكون المعنى روح منه أي روح من عنده ، وهي مخلوقة كسائر الأرواح ، وكذلك كلمته أي أنه كان بكلمة الله ، ليس بالشيء المعهود الذي يكون فيه الزوج يقذف منيا في رحم المرأة فتلد ، بل هو بكلمة الله ، ويفسر هذا قوله تعالى : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فهذه هي الكلمة ، ولكن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه ، فيقولون : إن عيسى إنه من الله عز وجل جزء منه ، وإن الله ثالث ثلاثة ، وما أشبه ذلك من الضلال ، وقوله : وأن الجنة حق والنار حق حق أي شيء ثابت بالخبر الصادق ممن ؟ من الله ورسوله ، فإن الله أخبر بأن الجنة أعدت للمتقين ، والنار أعدت للكافرين ، وعرضت الجنة والنار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل إن من المؤمنين من شم ريح الجنة وهو في الدنيا أنس بن النضر قال : إني لأجد ريح الجنة دون أحد فقاتل حتى قتل رضي الله عنه ، فهذا أمر معلوم يعني : نحن نشهد بذلك ، أكثر مما نشهد بما نشاهد ، لأن خبر الله ورسوله حق وصدق ، وما نراه قد يكون خطئا ، قد يخطئ الإنسان ببصره فيرى المتحرك ساكنا والساكن متحركا ، وفي هذا الحديث -كما لا يخفى- : دليل على فضل الإخلاص بالشهادة ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

Webiste