تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول أكتب لفضيلتكم هذه الرسالة وأرجو من أن ت... - ابن عثيمينالسائل : هذه الرسالة وردتنا من القصيم ومن الشماسية من المرسل علي اليحيى أل عبد الرحمان اليحيى، في الحقيقة السؤال طويل لكن لا بد من قراءته يقول أكتب إلى ...
العالم
طريقة البحث
يقول أكتب لفضيلتكم هذه الرسالة وأرجو من أن تجيبوا عليها من جميع النواحي حيث طال الحديث بيني وبين أحد الأخوة من إحدى الدول العربية إلى أن وصلنا إلى صلاحية القلب حيث قال هذا الأخ أنه القلب ليس هو الذي يصلح الجسد وجميع الجوارح بدليل أنه لو أجريت عملية نزع قلب إنسانٍ مؤمن واستبداله بقلب كافر لا يؤمن بالله لم يؤثر عليه هذا القلب الذي هو من الكافر وإنما استمر على إيمانه بالله هل هذا صحيح حيث أورد علي شبهة كنت منها حائراً وهي أنه إذا كان هذا الحكم صحيح أو الكلام صحيح ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث " ألا وإن في الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله " وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذه الرسالة وردتنا من القصيم ومن الشماسية من المرسل علي اليحيى أل عبد الرحمان اليحيى، في الحقيقة السؤال طويل لكن لا بد من قراءته يقول أكتب إلى فضيلتكم هذه الرسالة وأرجو أن تجيبوا عليها من جميع النواحي حيث طال الحديث بيني وبين أحد الأخوة من إحدى الدول العربية إلى أن وصلنا إلى صلاحية القلب حيث قال هذا الأخ إنه ليس القلب هو الذي يَصْلح أو يُصْلح الجسد وجميع الجوارح بدليل أنه لو أجريت عملية نزع قلب إنسان مؤمن واستبداله بقلب كافر لا يؤمن بالله لم يؤثّر عليه هذا القلب الذي هو من الكافر وإنما استمر على إيمانه بالله هل هذا صحيح حيث أورد عليّ شُبهة كنت منها حائرا وهي أنه إذا كان هذا الحكم صحيح أو الكلام صحيح ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

الشيخ : الحمد لله رب العالمين، ينبغي أن يُعلم أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم حق وأنه لا يصدر عنه إلا الحق فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت الجسد كله ثم قال ألا وهي قلب فصدّر الجملة المبينة المفسرة لهذه المضغة ب"ألا" الدالة على التنبيه والتأكيد إشارة إلى تأكد هذا الأمر وأن هذا القلب إذا صلح صلح الجسد كله ولكن القلب له مكان وله أعضاء خاصة فمادام في هذا الجسم الذي خلِق فيه فإنه إذا صلح لا بد أن يصلح وأما إذا نقِل إلى مكان ءاخر فإنه نقل عن مملكته فلا يلزم من صلاحه أن يصلح الجسد الأخر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما تحدّث عن أمر كان هو المفهوم في ذلك الوقت هو أن القلب لا يتجاوز محله وبدنه الذي تكون الأعضاء فيه بمنزلة جنود السلطان المطيعين له.

السائل : نعم.

الشيخ : هذا وجه ووجه ءاخر أن يُقال إن الرسول عليه الصلاة والسلام بيّن محل القلب وأن المراد بالقلب القلب المعنوي الذي هو العقل الذي محله القلب وأن هذا العقل يكون في نفس الشخص الذي قُدرت هدايته بمعنى إن القوة المعنوية العاقلة في هذا القلب المركب في هذا الجسم هي المدبّرة لهذا الجسم وأنه إذا انتقل محلها تبقى هي فتبقى الهداية في قلب المؤمن المهتدي وإن زال قلبه، هذا على فرض أن هذه المسألة قد تكون بمعنى أنه يُنقل قلب مسلم ويُرّكب له قلب كافر أو بالعكس فالجواب من أحد هذين الوجهين، إما أن يقال إن المراد بالقلب هي هذه المضغة الجسمية ولكنها لها الإمرة على البدن الذي رُكّبت فيه وخُلِفت فيه، الذي خلقها الله فيه، إذا صلحت صلح الجسد.

السائل : نعم.

الشيخ : بخلاف ما إذا نقلت إلى مملكة أخرى فإنه لا يلزم أن تأتمر هذه المملكة الجديدة بأمرها.

السائل : نعم.

الشيخ : أو يُقال إن المراد بالقلب القوة العقلية الشائعة في نفس البدن والتي محلها ومنبعها من القلب.

السائل : نعم.

الشيخ : أو القلب وأحد هذين الوجهين يتبيّن به ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم.

السائل : نعم.

الشيخ : ولا يلزم على أحد هذين الوجهين أن نقول إنه إذا ركّب قلب مؤمن في كافر أن يكون هذا الكافر مؤمنا وأنه إذا ركب قلب كافر في مؤمن أن يكون هذا المؤمن كافرا.

السائل : نعم.

الشيخ : نعم.

Webiste