وعن أنس رضي الله عنه قال : أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر و المدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفية ، فدعوت المسلمين إلى وليمته ، فما كان فيها من خبز ولا لحم ، وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت فألقي عليها التمر والأقط والسمن . متفق عليه ، واللفظ للبخاري .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " وعن أنس رضي الله عنه قال : أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفية ، فدعوت المسلمين إلى وليمته ، فما كان فيه من خبز ولا لحم ، وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت فأُلقي عليها التمر والأقط والسمن متفق عليه واللفظ للبخاري " :
قوله: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة :
خيبر : اسم لمكان فيه مزارع وبيوت وقلاع لليهود ، يبعد عن المدينة نحو مئة ميل من جهة الشمال الغربي ، وهو معروف ، فتحه النبي عليه الصلاة والسلام في السنة السادسة ، وطلب منه اليهود أن يبقيهم فيه على أن لهم نصف الثمرة وله نصف الثمرة ، فأقرهم على ذلك ، لكنه أقرهم على ذلك ما شاء الله ، أو ما شاء به النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة .
وفي خلافة عمر أجلاهم رضي الله عنه من خيبر، لأنهم اعتدوا على عبدالله بن عمر، وأساؤوا إلى الصحابة رضي الله عنهم، فطردهم عمر.
وقوله : يبنى عليه بصفية : صفية بنت حيي بن أخطب وهي من ذرية هارون بن عمران فعمها موسى عليه الصلاة والسلام ، وحيي بن أخطب أبوها من زعماء اليهود ، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه جبراً لقلبها ، لأن كون أبيها رئيساً لو أنها صارت إلى أحد من الصحابة لكان في هذا كسر لخاطرها ، فأراد النبي صلوات الله وسلامه عليه أن يجبر قلبها فاصطفاها لنفسه.
وقوله : يبنى عليه بصفية : كيف سمى هذا بناء وهي مملوكة ؟
نقول : لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وجعل عتقها صداقها ، إذن فهي زوجة ومن أمهات المؤمنين .
وقوله : يبنى عليه بصفية : البناء نصب الخيمة ونحوها ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم قد بُني عليه خيمة يدخلها هو وأهله .
وقوله : ثلاث ليال : يراد بها الليالي والأيام ، والعرب تطلق الأيام وتريد بها الأيام والليالي ، وتطلق الليالي ويراد بها الليالي والأيام ، إلا إذا وجد قرينة مثل : صم ثلاثة أيام ، فهنا الليل لا يدخل قطعا .
لكن : واذكروا الله في أيام معدودات يدخل فيها الليالي .
وقوله : فدعوت المسلمين إلى وليمته : يعني أنه طلبهم، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام من أكرم الناس بل هو أكرم الناس، فكان أنس يدعو من لقي هلم إلى وليمة النبي صلى الله عليه وسلم.
فما كان فيها من خبز ولا لحم : يعني أنها وليمة بسيطة يعني خفيفة يسيرة ليس فيها خبز ولا لحم ، ومن خبز ولا لحم أظننا لا نشك في إعرابها :
أن من: زائدة ، وأن خبز هي اسم كان ، والأصل فما كان فيها خبز ولا لحم .
وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت : الأنطاع جمع نطع وهي الجلود فتبسط ليوضع عليها الطعام .
وقوله : فألقي عليها التمر والأقط والسمن : ظاهر الحديث أن كل واحد على حدة ، فالأقط هو اللبن المجفف ، أتعرفونه ؟ وفؤاد ؟
الطالب : أعرفه .
الشيخ : تعرفه ؟ نعم ، هذا الأقط اللبن المجفف .
السمن معروف التمر معروف.
هل المعنى أن الأقط موضوع في إناء والسمن في إناء والتمر في إناء أو أنها مخلوطة ؟
يحتمل ظاهر الحديث أن كل واحد على انفراد ، لكن الظاهر المعروف عند العرب أنها مخلوطة ، يخلط السمن والأقط والتمر ، ويوضع على النار حتى يسخن ثم يؤكل ، وهو من ألذ الأكلات التمرية ، وربما يجعل بدل الأقط الدقيق ، وهذا هو المعروف عند الحضر ، الحضر لا يعرفون الأقط لأنه قليل عندهم فيجعلون بدل الأقط دقيقا ، ويسمى حيسًا، لأنه يحاس بعضه مع بعض ، ويسمى عند عامتنا هنا : قشدة، والظاهر أن الأصل إيش؟
فيه شيء يسمى حول هذا الاسم ؟
الطالب : قشطة.
الطالب : قشدة.
الشيخ : ها؟
الطالب : قشطة يسمونها قشدة وقشطة.
الشيخ : قشطة لا هذه لغة مصرية كما قال حجاج، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب على كل حال هذه وليمة الرسول عليه الصلاة والسلام على زوجه صفية .
وفي الأول مدين من شعير نصف الصاع ، إذن الوليمة تختلف بحسب الحال.
قوله: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة :
خيبر : اسم لمكان فيه مزارع وبيوت وقلاع لليهود ، يبعد عن المدينة نحو مئة ميل من جهة الشمال الغربي ، وهو معروف ، فتحه النبي عليه الصلاة والسلام في السنة السادسة ، وطلب منه اليهود أن يبقيهم فيه على أن لهم نصف الثمرة وله نصف الثمرة ، فأقرهم على ذلك ، لكنه أقرهم على ذلك ما شاء الله ، أو ما شاء به النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة .
وفي خلافة عمر أجلاهم رضي الله عنه من خيبر، لأنهم اعتدوا على عبدالله بن عمر، وأساؤوا إلى الصحابة رضي الله عنهم، فطردهم عمر.
وقوله : يبنى عليه بصفية : صفية بنت حيي بن أخطب وهي من ذرية هارون بن عمران فعمها موسى عليه الصلاة والسلام ، وحيي بن أخطب أبوها من زعماء اليهود ، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه جبراً لقلبها ، لأن كون أبيها رئيساً لو أنها صارت إلى أحد من الصحابة لكان في هذا كسر لخاطرها ، فأراد النبي صلوات الله وسلامه عليه أن يجبر قلبها فاصطفاها لنفسه.
وقوله : يبنى عليه بصفية : كيف سمى هذا بناء وهي مملوكة ؟
نقول : لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وجعل عتقها صداقها ، إذن فهي زوجة ومن أمهات المؤمنين .
وقوله : يبنى عليه بصفية : البناء نصب الخيمة ونحوها ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم قد بُني عليه خيمة يدخلها هو وأهله .
وقوله : ثلاث ليال : يراد بها الليالي والأيام ، والعرب تطلق الأيام وتريد بها الأيام والليالي ، وتطلق الليالي ويراد بها الليالي والأيام ، إلا إذا وجد قرينة مثل : صم ثلاثة أيام ، فهنا الليل لا يدخل قطعا .
لكن : واذكروا الله في أيام معدودات يدخل فيها الليالي .
وقوله : فدعوت المسلمين إلى وليمته : يعني أنه طلبهم، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام من أكرم الناس بل هو أكرم الناس، فكان أنس يدعو من لقي هلم إلى وليمة النبي صلى الله عليه وسلم.
فما كان فيها من خبز ولا لحم : يعني أنها وليمة بسيطة يعني خفيفة يسيرة ليس فيها خبز ولا لحم ، ومن خبز ولا لحم أظننا لا نشك في إعرابها :
أن من: زائدة ، وأن خبز هي اسم كان ، والأصل فما كان فيها خبز ولا لحم .
وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت : الأنطاع جمع نطع وهي الجلود فتبسط ليوضع عليها الطعام .
وقوله : فألقي عليها التمر والأقط والسمن : ظاهر الحديث أن كل واحد على حدة ، فالأقط هو اللبن المجفف ، أتعرفونه ؟ وفؤاد ؟
الطالب : أعرفه .
الشيخ : تعرفه ؟ نعم ، هذا الأقط اللبن المجفف .
السمن معروف التمر معروف.
هل المعنى أن الأقط موضوع في إناء والسمن في إناء والتمر في إناء أو أنها مخلوطة ؟
يحتمل ظاهر الحديث أن كل واحد على انفراد ، لكن الظاهر المعروف عند العرب أنها مخلوطة ، يخلط السمن والأقط والتمر ، ويوضع على النار حتى يسخن ثم يؤكل ، وهو من ألذ الأكلات التمرية ، وربما يجعل بدل الأقط الدقيق ، وهذا هو المعروف عند الحضر ، الحضر لا يعرفون الأقط لأنه قليل عندهم فيجعلون بدل الأقط دقيقا ، ويسمى حيسًا، لأنه يحاس بعضه مع بعض ، ويسمى عند عامتنا هنا : قشدة، والظاهر أن الأصل إيش؟
فيه شيء يسمى حول هذا الاسم ؟
الطالب : قشطة.
الطالب : قشدة.
الشيخ : ها؟
الطالب : قشطة يسمونها قشدة وقشطة.
الشيخ : قشطة لا هذه لغة مصرية كما قال حجاج، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب على كل حال هذه وليمة الرسول عليه الصلاة والسلام على زوجه صفية .
وفي الأول مدين من شعير نصف الصاع ، إذن الوليمة تختلف بحسب الحال.
الفتاوى المشابهة
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول ال... - ابن عثيمين
- حكم الوليمة - اللجنة الدائمة
- تتمة فوائد حديث:( أن رسول الله صلى الله عليه... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عفان ق... - ابن عثيمين
- شرح و فوائد الحديث : ( قال أنس : وشهدت وليمة... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( ... عن أنس أن رسول الله... - ابن عثيمين
- باب : الأقط . وقال حميد : سمعت أنساً قال : ب... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( أقام النبي صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمين
- حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح الحديث : حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا... - ابن عثيمين
- وعن أنس رضي الله عنه قال : أقام النبي صلى ال... - ابن عثيمين