تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسل... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم وبه نستعين .في حديث عائشة رضي الله عنها في قصّتها أو في حكايتها لتطهير المنيّ، من فوائده: جواز التّصريح بما يستحيى من ذ...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل المني ، ثم يخرج إلى الصلاة ...).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم وبه نستعين .
في حديث عائشة رضي الله عنها في قصّتها أو في حكايتها لتطهير المنيّ، من فوائده: جواز التّصريح بما يستحيى من ذكره عند الحاجة إليه لقولها: " يغسل المنيّ " فإن قال قائل: كيف صرّحت بذلك وهو ممّا يستحيا منه غالبًا وممّا يتعلّق بالاستمتاع بالنّساء، وعليّ رضي الله عنه استحيا أن يسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن المذي حيث أنّه يتعلّق بالشّهوة، لأنّه كان زوج ابنته؟ فالجواب عن ذلك أن يقال: إنّ النّاس يختلفون في الحياء، فعليّ معذور مع أنّه رضي الله عنه لم يهمل الأمر وأرسل من يسأل عنه وعائشة معذورة لأنّها تريد أن تبيّن حكمًا شرعيًّا.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه ينبغي إزالة أثر المنيّ سواء قلنا بطهارته أو بنجاسته.
ومن فوائده: أنّ المنيّ ليس بنجس لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يأمر بغسله بغسله، فإن قال قائل: ولكنّه غسله؟ فالجواب أنّ فعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم المجرّد لا يدلّ على الوجوب، الوجوب يكون بالأمر وبعضهم قال إنّ الفعل الدّائم المستمرّ يدلّ على الوجوب وإن لم يؤمر به وهذا ليس من الشّيء المستمرّ لأنّه أحيانًا إذا يبس يفركه.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه يمكن أن يقاس على المنيّ كلّ ما يستحيا من رؤيته فإنّه ينبغي للإنسان أن يزيله عن ثوبه فلو كان فيه أثر دم وإن قلنا بالطّهارة أو كان فيه أثر مخاط أي في الثوب فإنّه ينبغي للإنسان أن يزيله لأنّ هذا ممّا يستحيا منه وتتقزّز النّفوس منه وبالتّالي يكون النّفس الذي اتّصف به مكروهًا في طبائع النّاس وإن كان غير مكروه شرعًا، لكنّ الناس لا يحبّون أن يروا هذا الأذى على غيرهم.
ومن فوائد حديث لفظ مسلم: أنّ من العشرة بالمعروف أن تخدم المرأة زوجها لقولها رضي الله عنها: " لقد كنت أفركه " فإن قال قائل: وهل خدمة الزّوجة زوجها أمر واجب عليها؟ فالجواب أنّ الله حكم بهذا حكمًا عدلًا فقال: { وعاشروهنّ بالمعروف } فإذا كان المعروف عند النّاس أنّ المرأة تخدم زوجها وجب عليها أن تقوم بخدمته، وإذا كان من المعروف أنّ الزّوجة لا تخدم الزّوج وأنّها تستخدم الخادم لم يجب عليها أن تخدم الزّوج، وإذا كان من المعروف أن تخدمه في شيء دون شيء فعلى حسب العرف، ما جاء في العادة أن تخدمه فيه وجب عليها أن تخدمه فيه وإن لم تجر العادة به لم يجب عليها كلّ هذا مأخوذ من كلمتين { وعاشروهنّ بالمعروف }.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز الاقتصار على فرك المنيّ إذا كان يابسًا وأنّه لا يجب غسله، ولكن بعض الأحيان أو بعض الأشخاص يكون لمنيّه أثرًا وإن فركوه فهل نقول اغسل الأثر؟ الجواب نعم يغسله لئلاّ يتقزّز النّاس من رؤيته.
ومن فوائد هذا الحديث: أعني رواية مسلم أنّه كالصّريح في طهارة المنيّ لأنّ النّجس ولا سيما إذا كان له جرم لا يكفي فيه الفرك إذ أنّ الثّوب يتشرّب النّجاسة فالفرك لا يمكن أن يزيل عين النّجاسة وهذا يدلّ على أنّ المنيّ إيش؟ طاهر وهو كذلك بقي أن يقال وهي مسألة ليست في الحديث إذا كانت النّجاسة التي لها جرم على شيء صقيل تعرفون الصّقيل؟ يعني الأملس، الأملس كالمرآة فهل يجزئ فيها الفرك إذا أزالها بالكليّة؟ الصّواب: أنّه يجزئ لأنّ القول الرّاجح أنّ النّجاسة متى زالت بأيّ مزيل طهر المحلّ.
-اللهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة والصّلاة القائمة آت محمّدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته-
ومن فوائد الحديث: زهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الدّنيا حيث كان ثوبه الذي يصيبه يغسله ويصلّي فيه بمعنى أنّه لا يحتاج إلى ثوب للصّلاة، وثوب للفراش، وثوب للبيت، وما أشبه ذلك فهل يقال أنّه لمّا أنعم الله علينا بالمال ينبغي أن نعود إلى ذلك وأن نجعل ثوب النّوم هو ثوب الصّلاة؟ الجواب: لا ليس كذلك، إذا وسّع الله علينا فإنّ الله يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، فإن قال قائل: هل هذا المنيّ الذي تفركه عائشة من ثوب الرّسول عليه الصّلاة والسّلام هل هو عن احتلام أو عن جنابة؟ فالجواب: أنّه عن جنابة لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يحتلم فإنّ من خصائصه عليه الصّلاة والسّلام أنّه لا يحتلم كما ذكر ذلك أهل العلم.
ومن فوائد اللّفظ الثاني لمسلم: جواز تأكيد الشّيء بأيّ مؤكّد وذلك من قولها: " كنت أحكّه يابسًا بظفري " التّوكيد هنا هل هو في قولها بظفري أو في قولها يابسًا أو فيهما؟
الطالب : ...

الشيخ : فيهما، لأنّه لا يمكن الحكّ إلاّ إذا كان يابسًا والحكّ لا يكون إلاّ بالظّفر والله أعلم، نعم؟

السائل : أحسن الله إليك مرّ علينا في الدّرس أنّ كلّ فضلات مأكول اللّحم من بول وغائط ونحوها ..

Webiste