تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قوله ( جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى... - ابن عثيمينالشيخ : تقول :  إني امرأة أستحاض فلا أطهر  أي : يأتيها الحيض بكثرة لأن أستحاض فيها حروف زائدة وقد قيل : " إن زيادة المبنى زيادة في المعنى " ، الزيادة في...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قوله ( جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ...).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : تقول : إني امرأة أستحاض فلا أطهر أي : يأتيها الحيض بكثرة لأن أستحاض فيها حروف زائدة وقد قيل : " إن زيادة المبنى زيادة في المعنى " ، الزيادة في المبنى زيادة في المعنى وهذا ليس بدائم ، فمثلا رجل رجال ، رجال زائدة في المبنى وهي زائدة في المعنى ، هذه قاعدة أغلبية وإلا فقد يكون النقص في المبنى زيادة في المعنى كما لو قلت : شجرة وشجر ، شجرة حروفها أربعة ، شجر حروفها ثلاثة وأيهما أكثر ؟
شجرة ، لكن الغالب أن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى .
إذًا أستحاض معناها يأتيها حيضة كثيرة تستمر معها ، ولذلك قالت مفسرة هذه الاستحاضة : فلا أطهر ، أفأدع الصلاة ؟ يعني أتركها .
قال : لا أي : لا تدعي الصلاة ، بل صلي ثم علل هذا الحكم فقال : إنما ذلك عِرق .
إنما ذلكِ بالكسر ، لأن الكاف في اسم الإشارة يراعى فيها جانب المخاطَب ، واسم الإشارة يراعى فيه جانب المشار إليه ، انتبه الكاف اسم الإشارة يراعى فيها جانب المخاطب ، واسم الإشارة نفسه يراعى فيه جانب المشار إليه فإذا قيل : أشر إلى اثنين مخاطبا جماعة رجال تقول :
ذانكم اثنين ، كم للرجال ، أشر إلى جماعة رجال مخاطبا جماعة إناث ؟
أولائكن ، أشر إلى واحد مخاطبا إناثا ؟
ذلكن ، في القرآن الكريم قالت : فذلكن الذي لمتنني فيه .
طيب هنا ذلكِ المخاطب امرأة ، والكاف إذا خوطبت بها امرأة تكون مكسورة وذا اسم إشارة لمذكر مفرد وهو الدم ، يعني : إنما الدم دم عرق.
واعلم أن هذا هو المشهور في اللغة : أن الكاف يراعى بها جانب المخاطب، إن كان مفردا مذكرا فهي مفتوحة، مفردة مؤنثة مكسورة، جماعة نسوة تقترن بها النون كن، جماعة رجال تقترن بها الميم كم، مثنى لذكور أو إناث تقترن فيها الميم والألف هما، هذا هو الأفصح في اللغة العربية.
وجاء اللغة أيضًا بفتحها لمخاطبة الذكور مطلقا ولو كانوا اثنين أو جماعة، وكسرها للإناث مطلقا سواء كن اثنتين أو جماعة، وجاء فتحها مفردة مطلقا في الإفراد باعتبار الشخص ذلك، يعني أخاطب هذا الشخص ولو كان أكثر من واحد.
وقوله : إنما ذلك عرق : فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين دم الحيض وهذا الدم ، هذا قال : إنه دم عرق ودم الحيض ؟
دم الحيض دم طبيعة جبلة كتبه الله تعالى على بنات آدم منذ خلقن ، فهو دم طبيعة يأتي بغير سبب لا مرض ولا جراحة ولا غير ذلك طبيعي .
قال العلماء : " ويخرج -أي : دم الحيض- من عرق في قعر الرحم " . وللأطباء المتأخرين فيه كلام أكثر من هذا .
فالمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة ، أن دم الاستحاضة دم عرق .
قال : وليس بحيض أيضًا لما أثبت ذاك نفى عن الحيض قال : وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة : إذا أقبلت حيضتك ، وبماذا تعرف إقبال الحيضة ؟
تعرف إقبال الحيضة إذا كانت معتادة يعني لها عادة سابقة قبل الاستحاضة فإقبال الحيضة إقبال المدة ، وإن لم يكن لها عادة فإقبال الحيضة تغير الدم، أنتم فاهمين ؟
فمثلا امرأة كانت من عادتها أن تحيض في أول يوم من الشهر ستة أيام ، ثم ابتليت بالحيض ، وصار الدم معها دائماً ، هذا استحاضة ، تجلس في الشهر الثاني من أول يوم إلى ستة أيام والباقي استحاضة ، تصلي وتصوم وتعمل كل ما تعمل الطاهرات.
إذًا : أقبلت الحيضة نقول : في المعتادة إيش ؟
إقبال أيامها أيام عادتها .
في غير المعتادة ؟
إقبال التمييز ، كيف التمييز ؟
الفقهاء رحمهم الله يقولون : التمييز من ثلاثة وجوه :
أولا : دم الحيض أسود ودم الاستحاضة أحمر .
ثانيا : دم الحيض ثخين ودم الاستحاضة رقيق .
ثالثا : دم الحيض له رائحة منتنة ، ودم الاستحاضة ليس له ذلك .
ورابعا : قاله المتأخرون المعاصرون الأطباء : دم الحيض لا يتجلط، ودم الاستحاضة يتجلط، يعني: يتخثر، يجمد دم الاستحاضة، ودم الحيض لا يجمد سائل، وعللوا ذلك بتعليل طبي: أن دم الحيض عبارة عن انفجار كريات الدم في قاع الرحم بعد تصلبها في الرحم، فلا تعود مرة أخرى إلى التصلب بخلاف دم الاستحاضة ، فإنه لم يسبق أن تجمد ، فلذلك يتجمد إذا خرج كسائر الدماء ، الإنسان لو جرح أصبعه ثم تخثر الدم جمد .
فهذه أربعة فروق الأول يا صالح ؟
الطالب : دم الحيض أسود ودم المستحاضة !

الشيخ : ماذا قلنا ؟
الطالب : أحمر.

الشيخ : أحمر ، طيب الفرق الثاني ؟
الطالب : دم الحيض ثخين ودم الاستحاضة رقيق .

الشيخ : نعم دم الحيض ثخين والاستحاضة رقيق ، الثالث ماجد ؟
الطالب : دم الحيض سائل ، ودم الاستحاضة يتجلط .

الشيخ : طيب دم الحيضة لا يتجلط ودم الاستحاضة يتجلط، وهذا فرق عقلي وهو من أوضح الفروق، نعم ؟
الطالب : رائحة .

الشيخ : الرائحة دم الحيض ها ؟
الطالب : منتن.

الشيخ : منتن.
الطالب : وأما الاستحاضة .

الشيخ : فليس كذلك .
طيب إذًا النبي عليه الصلاة والسلام فرق بين الدمين ، قال : فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة يعني لا تصلي.
وإذا أدبرت معنى أدبرت: إن كانت معتادة يعني انقضت أيام عادتها، وإن كانت غير معتادة ولها تمييز انقطع الدم الأسود الثخين المنتن.
فاغسلي عنك الدم ثم صلي : الدم يعني دم الحيض ، وهذا يعني أن تتطهر منه ، ولا بد أيضا أن تغتسل.
ثم صلي ما أدركت وقته .
" وللبخاري : ثم توضئي لكل صلاة .
وأشار مسلم إلى أنه حذفها عمدًا، ولكن الصواب مع البخاري "
.
توضئي لكل صلاة : هل المراد لوقت كل صلاة ، أو لكل صلاة تصليها حتى لو كانت تريد أن تجمع بين الصلاتين فلا بد أن تتوضأ للصلاة الأولى والصلاة الثانية ؟
فيها احتمالان، ولكن الأول هو الراجح أي : لوقت كل صلاة .

Webiste