الشيخ : ثم قال : " وزاد أحمد في آخره قصة قول بلال في أذان الفجر : الصلاة خير من النوم " هذا الأذان هذه الجملة تقال في أذان الفجر خاصة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها بلال قال : إذا أذنت الثانية أو قال : الأول الأول نعم الأول لصلاة الفجر فقل : الصلاة خير من النوم فكان يقولها رضي الله عنه وهذا كالتأكيد لقوله : حي على الصلاة وإنما زيدت في أذان الفجر لأن الغالب على الناس أن يناموا فزيدت هذه تأكيدا لكن متى تكون ؟ تكون بعد حي على الفلاح لا بعد فراغ الأذان كما يدل عليه السياق في أحاديث أخرى لم يذكرها المؤلف رحمه الله واعلم أن لفظ الحديث : الأذان الأول لصلاة الصبح فتوهم بعض الناس أن المراد به الأذان الأذان الأول الذي يكون في آخر الليل فصاروا يؤذنون في آخر الليل ويقولون : الصلاة خير من النوم فأخطؤوا في الفهم وأخطؤوا في التطبيق لأن الأذان الأول محترزه الإقامة فإن الإقامة تسمى أذانا والأذان الذي قبل دخول الصبح ليس لصلاة الصبح كما صرح بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال : إن بلالا يؤذن بليل ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فليس للصلاة ولأن الأذان للصلاة لا يكون إلا بعد دخول وقته لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمركم أكبركم أو قال : أكثركم قرآنا إذا حضرت الصلاة فالأذان الذي يكون قبل الفجر ليس لصلاة الفجر وهذا من الأشياء التي ننبه عليها دائما أن بعض الناس يفهمون من النصوص ما لا يراد بها والأمة تعمل على خلاف فهمهم ثم ينفردون بهذا الفهم تطبيقيا وعمليا فيخالفون الناس وهم معذورون لأنهم مجتهدون لكن لا يجوز التسرع فيما يخالف ما عليه الناس إلا بعد أن يتبين الحق تبينا واضحا فحينئذ لا بد من الحق طيب قوله : الصلاة خير من النوم هي مفيدة لكونها خيرا من النوم لكن هل خير من البيع والشراء والتجارة إذًا لماذا قال : من النوم ؟ لمناسبة الحال لمناسبة الحال ولهذا قال الله تعالى في صلاة الجمعة : يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم يعني خير لكم من البيع فلكل مقام مقال " ولابن خزيمة عن أنس رضي الله عنه قال : من السنة إذا قال المؤذن في الفجر : حي على الفلاح قال : الصلاة خير من النوم "
هذا بيان لموضعها وقد ذكرناه أن يكون بعد قوله : حي على الفلاح .