تابع لتفسير قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
نكرة والابتداء بالنكرة ليس جائزا والجواب أن ابن مالك رحمه الله يقول
" ولا يجوز الابتداء بالنكرة مالم تفد كعند زيد نمرة "
الآية التي معنا مثل هذا المثال يا ولد " عند زيد نمرة " المسوغ للابتداء بالنكرة هنا تأخير المبتدأ و مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا المسوغ تأخير المبتدأ كما أن في الآية أيضاً مسوغاً آخر وهو وصف هذه النكرة لأن وصف النكرة يخصصها من المؤمنين و من في قوله : من المؤمنين للتبعيض لأنها تقدر ببعض واختلف النحويون في من التبعيضية فقال بعضهم إنها اسم وهي بحسب العوامل لكن لا يظهر عليها عمل العامل لأنها حرف وينتقل العمل إلى ما بعدها ومنهم من قال إنها حرف جر ولكن معناها التبعيض وهذا هو الذي عليه أكثر أهل النحو رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ إيش معنى صدقوا أي قاموا به كما تقول صدق بالوعد يعني وفى لي بالوعد فهم وفوا بما عاهدوا الله عليه من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم مثل من ؟ مصعب بن عمير وغيره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي نعم كثير من هذا يقول الله عز وجل : فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ مات أو قتل في سبيل الله وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ذلك وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا في العهد وهم بخلاف حال المنافقين " قد قسم الله هؤلاء الرجال الذين صدقوا إلى ما عاهدوا الله عليه إلى قسمين : قسم قضى نحبه يعني قضى حياته وقتل في سبيل الله كحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فإنه قتل شهيداً في سبيل الله وكذلك بقية شهداء أحد ومنهم من ينتظر إيش ينتظر ؟ ينتظر القتال في سبيل الله لأنهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه فهم ينتظرون أن يستشهدوا ولكن هل يحصل ذلك لهم أو لا ؟ قد يحصل وقد لا يحصل ولهذا يقال إن خالد بن الوليد رضي الله عنه تأسف في حال مرضه أنه لم يقتل شهيداً في سبيل الله وقال " يعني يندم أنه ما ترك معركة إلا خاضها وها أنا أموت على فراشي كما يموت الحمار " لأنهم يريدون أن يستشهدوا في سبيل الله قال : وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ها المعطوف على صدقوا ما عاهدوا عليه يعني ومنهم رجال ما بدلوا تبديلاً إيش بدلوا ؟ يقول المؤلف " في العهد " والتبديل في العهد يشمل نقضه بالكلية ويشمل الإخلال بشيء من شروطه يعني يشمل نقضه بالكلية وعدم الالتفات إليه أو الإخلال بشيء من شروطه قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل : من المؤمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ من المؤمنين خبر مقدم رجال مبتدأ مؤخر و صدقوا الجملة صفة لـ رجال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ أي أنهم صدّقوا أقوالهم بأفعالهم فالعهد الذي عاهدوا الله عليه قاموا به ووفوا به واعلم أن معنى قوله : من المؤمنين رجال صدقوا أن معناها من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله وليس المعنى من المؤمنين رجال صدقوا ومنهم من لم يصدق حتى يتشبث به من سب الصحابة أو قال إنهم ليسوا كلهم صادقين بل المعنى من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله عليه بل من المؤمنين من لم يعاهد الله سبحانه وتعالى على شيء بل هو مستمر على طاعة ربه حيث ما أمر ممن عاهد الله أنس بن النضر رضي الله عنه فإن أنس بن النضر لم يشهد بدرا ً فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر قال " يا رسول هذه أول غزوة قاتلتك فيها المشركين والله لئن أبقاني الله تعالى ليرين الله ما أصنع " فلما صارت غزوة أحد قاتل رضي الله عنه حتى قتل فكان فيه بضع وثمانين ما بين طعنة رمح أو ضربة سيف فصدق ما عاهد الله عليه هذا هو معنى الآية فقوله " ليرين الله ما أصنع " هذا عهد لأنه التزام التزم به على نفسه قال : فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ يعني فمن هؤلاء الذين عاهدوا الله عز وجل من قضى نحبه أي عهده والتزامه وقيل من قضى نحبه أي أجله أي مات وقتل وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ يعني ينتظر الموت والقتل شهيداً في سبيل الله عز وجل قال : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ على الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ مات أو قتل في سبيل الله وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ذلك وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا يعني ما حصل منهم تبديل لا بالنقض بالكلية ولا بالتغيير ولهذا قال ما بدلوا والتبديل يكون بالترك كلية ويكون بالتغيير بالنقص أو بالزيادة ولهذا قال وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا قال المؤلف " وهم بخلاف حال المنافقين " لأنه حال المنافقين على العكس يعاهدون الله ولا يوفون قال الله تعالى : وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [التوبة :77]أما المؤمن فإنه يفي بما عاهد الله عليه
" ولا يجوز الابتداء بالنكرة مالم تفد كعند زيد نمرة "
الآية التي معنا مثل هذا المثال يا ولد " عند زيد نمرة " المسوغ للابتداء بالنكرة هنا تأخير المبتدأ و مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا المسوغ تأخير المبتدأ كما أن في الآية أيضاً مسوغاً آخر وهو وصف هذه النكرة لأن وصف النكرة يخصصها من المؤمنين و من في قوله : من المؤمنين للتبعيض لأنها تقدر ببعض واختلف النحويون في من التبعيضية فقال بعضهم إنها اسم وهي بحسب العوامل لكن لا يظهر عليها عمل العامل لأنها حرف وينتقل العمل إلى ما بعدها ومنهم من قال إنها حرف جر ولكن معناها التبعيض وهذا هو الذي عليه أكثر أهل النحو رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ إيش معنى صدقوا أي قاموا به كما تقول صدق بالوعد يعني وفى لي بالوعد فهم وفوا بما عاهدوا الله عليه من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم مثل من ؟ مصعب بن عمير وغيره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي نعم كثير من هذا يقول الله عز وجل : فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ مات أو قتل في سبيل الله وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ذلك وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا في العهد وهم بخلاف حال المنافقين " قد قسم الله هؤلاء الرجال الذين صدقوا إلى ما عاهدوا الله عليه إلى قسمين : قسم قضى نحبه يعني قضى حياته وقتل في سبيل الله كحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فإنه قتل شهيداً في سبيل الله وكذلك بقية شهداء أحد ومنهم من ينتظر إيش ينتظر ؟ ينتظر القتال في سبيل الله لأنهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه فهم ينتظرون أن يستشهدوا ولكن هل يحصل ذلك لهم أو لا ؟ قد يحصل وقد لا يحصل ولهذا يقال إن خالد بن الوليد رضي الله عنه تأسف في حال مرضه أنه لم يقتل شهيداً في سبيل الله وقال " يعني يندم أنه ما ترك معركة إلا خاضها وها أنا أموت على فراشي كما يموت الحمار " لأنهم يريدون أن يستشهدوا في سبيل الله قال : وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ها المعطوف على صدقوا ما عاهدوا عليه يعني ومنهم رجال ما بدلوا تبديلاً إيش بدلوا ؟ يقول المؤلف " في العهد " والتبديل في العهد يشمل نقضه بالكلية ويشمل الإخلال بشيء من شروطه يعني يشمل نقضه بالكلية وعدم الالتفات إليه أو الإخلال بشيء من شروطه قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل : من المؤمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ من المؤمنين خبر مقدم رجال مبتدأ مؤخر و صدقوا الجملة صفة لـ رجال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ أي أنهم صدّقوا أقوالهم بأفعالهم فالعهد الذي عاهدوا الله عليه قاموا به ووفوا به واعلم أن معنى قوله : من المؤمنين رجال صدقوا أن معناها من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله وليس المعنى من المؤمنين رجال صدقوا ومنهم من لم يصدق حتى يتشبث به من سب الصحابة أو قال إنهم ليسوا كلهم صادقين بل المعنى من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله عليه بل من المؤمنين من لم يعاهد الله سبحانه وتعالى على شيء بل هو مستمر على طاعة ربه حيث ما أمر ممن عاهد الله أنس بن النضر رضي الله عنه فإن أنس بن النضر لم يشهد بدرا ً فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر قال " يا رسول هذه أول غزوة قاتلتك فيها المشركين والله لئن أبقاني الله تعالى ليرين الله ما أصنع " فلما صارت غزوة أحد قاتل رضي الله عنه حتى قتل فكان فيه بضع وثمانين ما بين طعنة رمح أو ضربة سيف فصدق ما عاهد الله عليه هذا هو معنى الآية فقوله " ليرين الله ما أصنع " هذا عهد لأنه التزام التزم به على نفسه قال : فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ يعني فمن هؤلاء الذين عاهدوا الله عز وجل من قضى نحبه أي عهده والتزامه وقيل من قضى نحبه أي أجله أي مات وقتل وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ يعني ينتظر الموت والقتل شهيداً في سبيل الله عز وجل قال : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ على الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ مات أو قتل في سبيل الله وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ذلك وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا يعني ما حصل منهم تبديل لا بالنقض بالكلية ولا بالتغيير ولهذا قال ما بدلوا والتبديل يكون بالترك كلية ويكون بالتغيير بالنقص أو بالزيادة ولهذا قال وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا قال المؤلف " وهم بخلاف حال المنافقين " لأنه حال المنافقين على العكس يعاهدون الله ولا يوفون قال الله تعالى : وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [التوبة :77]أما المؤمن فإنه يفي بما عاهد الله عليه
الفتاوى المشابهة
- حكم من عاهد الله على شيء ثم لم يف به - ابن باز
- تفسير آيات من سورة التوبة قوله تعالى: " ومنه... - ابن عثيمين
- حكم مَنْ عاهد على شيء ثم أفشاه - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: {إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ م... - ابن باز
- ما يلزم من عاهد الله على ترك شيء ثم فعله؟ - ابن باز
- حكم من عاهد الله على ترك ذنب ثم فعله - ابن باز
- الآية ومنهم من عاهد الله - اللجنة الدائمة
- تفسير قول الله تعالى : (( فمنهم من قضى نحبه... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال ص... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال ص... - ابن عثيمين
- تابع لتفسير قول الله تعالى : (( من المؤمنين... - ابن عثيمين