تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فائدة : على أن القرآن مثاني والفائدة من تثني... - ابن عثيمينتكلمنا سابقا وقلنا إن القرآن مثاني كما وصفه الله به ، فقال  الله الذي أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني و المثاني هذه غير المثاني في قوله تعالى ولقد ...
العالم
طريقة البحث
فائدة : على أن القرآن مثاني والفائدة من تثنية ذلك
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تكلمنا سابقا وقلنا إن القرآن مثاني كما وصفه الله به ، فقال الله الذي أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني و المثاني هذه غير المثاني في قوله تعالى ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لأن المراد بسبع من المثاني المراد بها الفاتحة كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالمثاني معناه كتاب متشابه مثاني ، أنه تثنى فيه المعاني. فغالب إذا ذكر جزاء المتقين ذكر جزاء الكافرين إذا ذكرت وصف الجنة ذكر وصف النار إذا ذكرت الأوصاف المحبوبة إلى الله ذكرت الأوصاف المبغضة إليه. لماذا لأنه لو ذكر المطلوب فقط من أوصاف أو جزاء أخذ الإنسان الرجاء حتى أمن مكر الله و إن ذكر المكروه من ذلك أخذه القنوط و اليأس فكان الله عز وجل يذكر هذا ثم يذكر من جانبه الشيء الآخر حتى يكون الإنسان سائرا إلى ربه بين الخوف و الرجاء لأن هذا هو الاعتدال أن تكون خائفا راجيا في سيرك إلى ربك لأن إن غلبت الرجاء كنت من الآمنين مكر الله لأن من غلب الرجاء صار يعمل الذنب ويقول إن الله يغفر لي و يتهاون بالواجب ويقول أرجوا الله يغفر لي ، ومن غلب الخوف دخل في القنوط من رحمه الله ، و ذكرنا أن بعض العلماء خاف في هذا وقال إنه ينبغي لك عند فعل الطاعة أن تغلب الرجاء لأنك قمت بما أمرت فرجوا الله سبحانه وتعالى ثوابه لأن هذا من باب إحسان الظن بالله و إذا كنت في مقام المعصية فغلب جانب الخوف لتردع نفسه عما تريده أن تفعله من المعصية. وأن بعض العلماء ذهب مذهب آخر وقال في حال المرض تقدم جانب الرجاء لأنك الآن في مقام الضعف فتغلب جانب الرجاء و إحسان الظن بالله عز وجل فلا تموتن إلا وأنت تحسن الظن بربك سبحانه وتعالى و إذا كنت في حال الصحة فغلب جانب الخوف. والإمام أحمد قال ينبغي أن يكون خوفه و رجاءه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه. و الإنسان طبيب نفسه لاشك أنك إذا رأيت نفسك تميل إلى البطل فإنه يجب عليك أن تخوفها بالله عز وجل لا ترجها لأنك إن رجيتها في هذه الحال ماذا تصنع تقدم على المعاصي.

Webiste