تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( اعملوا آل داوود شك... - ابن عثيمينوقلنا  اعْمَلُوا  يا  آلَ دَاوُدَ  بطاعة الله  شُكْرًا  له على ما آتاكم أفادنا المؤلف رحمه الله أن  اعملوا  جملة في محل نصب لقول محذوف التقدير قلنا اعمل...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقلنا اعْمَلُوا يا آلَ دَاوُدَ بطاعة الله شُكْرًا له على ما آتاكم أفادنا المؤلف رحمه الله أن اعملوا جملة في محل نصب لقول محذوف التقدير قلنا اعملوا آل داود وأما آل داود فهي منصوبة بياء النداء المحذوفة أي يا آل داود ، آل داود هنا ذريته وقرابته لأن الله تعالى أنعم على هذه القبيلة ، قبيلة داود بنعم عظيمة أنعم على أبيهم وعلى ابنه سليمان وقوله شكراً أفادنا المؤلف بتقدير الشكر لله على أن شكراً مفعول من أجله وأن مفعول اعملوا محذوف تقديره بطاعة الله انتبهوا يعني اعملوا بطاعة لأجل إيش ؟ الشكر لله ويحتمل أن تكون شكراً مفعول به لـ اعملوا يعني اعملوا الشكر والشكر هو الطاعة ولكن هذا الوجه نسلم فيه من التقدير أما على الوجه الأول فإنه لابد أن نقدر مفعول اعملوا الشكر عرفه العلماء بأنه : القيام بطاعة المنعم في القلب واللسان والجوارح أما في القلب فأن تعتقد أن ما بك من نعمة فهي من الله وأما في اللسان فأن تثني على الله بالنعمة لا تذكر النعمة افتخاراً بها على الناس وأما الجوراح فأنت تقوم بطاعة الله سبحانه وتعالى فيما يختص بتلك النعمة أو بطاعته على سبيل العموم والفرق بين هذا وهذا إذا قلنا أن تقوم بطاعة الله فيما يختص بهذه النعمة فإذا أنعم الله عليك بمال فشكره الزكاة والإنفاق وما أشبه ذلك فإذا عصيت الله في غير ذلك لا يقال إنك لن تقوم بشكر المال أما إذا قلنا إن الشكر أن تقوم بطاعة الله فيما يختص بهذه النعمة وفي غيرها فإن الإنسان إذا أنعم عليه بالمال وقام بحقه على الوجه الكامل ولكنه يعصي الله سبحانه وتعالى في أمور أخرى يقال إن هذا ليس بشاكر ولكن قد نقول إن الشكر نوعان :
شكر مطلق : وهو الذي يقوم بطاعة المنعم فيما أنعم به عليه فيه وفي غيره .
وشكر خاص : مقيد بهذه النعمة المعينة فيكون هذا الشاكر إذا قام بما يجب عليه في هذه النعمة المعينة شاكراً لكنه لا يعطي وصف الشكور ونظير ذلك ما سبق لنا في التوبة أن التوبة تصح من الذنب مع الإصرار على غيره لكن لا يستحق التائب لفظ التوبة الملطلقة .
قال الله تعالى وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ العامل بطاعتي شكراً لنعمتي قليل خبر مقدم والشكور مبتدأ مؤخر لأن المقصود الإخبار عن الشكور بأنه قليل شكور .....والشكور من عبادي قليل وقوله من عبادي هو متعلق بما بعده فلما قدم عليه صار بموضع نصب على الحال يعني الشكور حال كونه من عبادي قليل وتعليل ذلك أن أكثر بني آدم إيش ؟ غير شكور بل هم ضالون فبنو آدم يكون منهم تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة ولاشك إن واحداً إذا نصب إلى المائة يكون قليلاً وقوله من عبادي المراد بالعبودية هنا العامة ولا الخاصة ؟ العامة الشاملة للكافرين وللمؤمنين .

Webiste