تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كا... - ابن عثيمينقال الله تعالى :  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً  حال من الناس قدم للاهتمام للناس قوله :  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً  هذا الاستثناء يسمونه...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً حال من الناس قدم للاهتمام للناس قوله : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً هذا الاستثناء يسمونه استثناء مفرغاً من أعم الأحوال يعين ما أرسلناك لأي حال من الأحوال إلا بهذه الحال يعني إلا للناس كافة كافة بمعنى جميعاً وقوله : أرسلناك الإرسال معناه الأمر بتبليغ الشيء فأنت إذا أرسلت شخصاً م الناس إلى شخصاً آخر معناه أنك أمرته أن يبلغ شيئاً ما إلى الموصل إليه ولهذا قالوا العلماء وفي تفسير الرسول : " هو الذي أوحي إليه الشرع وأمر بتبليغه " وقوله : إلى كافة للناس الناس معناهم هم البشر وسموا ناساً من قولهم أنس إذا تحرك وعمل وعلى هذا فيكون الناس اسماً مشتقاً وليس اسماً جامداً ، قالوا : " وأصله الأناس " نعم أصله الأناس لكنها حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال قالوا : " ومثل ذلك قولهم شر وخير " بأن تقول: هذا خير من هذا بمعنى أخير من هذا فحذفت الهمزة للتخفيف لكثرة الاستعمال قالوا : " ومن ذلك الله " وأصله الإله حذفت الهمزة للتخفيف لكثرة الاستعمال ، على أن هذه المسألة الثانية الأخيرة فيها شيء من النظر على لأن الإله تأتي إلى جانب الله فتقول : هو الله الإله العظيم إلى آخره نعم يقول : إلا كافة الناس " أي كفار مكة " وهذا قصور من المؤلف رحمه الله لأننا إذا قلنا إنك أرسلت إلى كفار مكة فغيرهم لن يرسل إليهم وهذا قصور عظيم جداً ، كيف تأتي كلمة الناس في مقال الرسالة ونقول المراد بها كفار مكة ، الصواب أن المراد بها كل البشر كفار مكة وكفار واشنطن وكفار موسكو وكفار الصين وكل الكفار ولا لا ؟ إلى يوم القيامة ولا في حياته فقط ؟ إلى يوم القيامة للناس عموماً بَشِيرًا وَنَذِيرًا بشيراً مبشراً للمؤمنين بالجنة و نذيراً منذراً للكافرين بالعذاب نعم بشيراً حال أيضاً من الكاف في قوله : وما أرسلناك بشيراً فعيل بمعنى مفعل أو بشير بمعنى لبشارة وفعيل تأتي بمعنى مفعل كما أثبتنا ذلك كثيراً وقوله : " بشيراً للمؤمنين بالجنة ونذيراً للكافرين بالنار " ينبغي أن يقال : بشيراً للمؤمنين بالجنة كما قال المؤلف ونذيراً للعاصين بالعقوبة ليشمل الإنذار عن الكفر والإنذار عن المعاصي ، يعني حتى المعاصي ركبت عليها عقوبات من أجل أن تردع الإنسان عن فعله ، والله أعلم .

Webiste