التعليق على تفسير الجلالين : (( بشيرا )) صفة قرآنا (( ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون )) سماع قبول .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
بشيرا ونذيرا بشيرا صفة قرآنا يعني: جعلناه قرآنًا عربيًّا، كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيًّا بشيًرا ونذيرًا، بشيرًا لمن؟ لمن آمَن به كما قال تعالى: وهدى وبشرى للمسلمين ونذيرًا لمن كفر به وإن شئت فقل: إنَّه نذير لجميع العالمين كما قال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان:1] المهم أنَّ البشارة خاصة والإنذَار عام وربما يكون خاصًّا كما قال تعالى: وتُنذرَ به قوما لُدًّا يعني الذين كفروا به انتبهوا فصارت البشير خاصة بمن آمَن والنذير تكون عامة وتكون خاصّة، فما هو البشير؟ البشير هو المخبر بما يسُر وسُمِّي خبرُه بشارَة، لأنَّ أثرَه يظهُر على بشَرَة الإنسان ولهذا تبرُق أسارير وجهِه من الفرح ونذيرًا الإنذار هو الإعلام المقرون بالتخويف.
فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون فأعرض أكثرهم الفاء عاطفة وأعرض معطوفة على فصلت يعني: كتاب فصلت آياته ومع ذلك أعرض أكثرهم، ويحتمل أن تكون الفاء للاستئناف أي: فأعرض يعني أنَّها جملة مستأنفة لا تعطف على ما قبلها، أعرض أكثرهم أي أكثر الذين بلغَهم " فهم لا يسمعون سماعَ قبول " هذا نتيجةُ الإعراض أنهم صاروا لا يسمعون، ونفيُ السماع عنهم، لانتفاء فائدتِه وهو الاتِّعَاظ والقبول، واعلم أنَّ السمع ينفى تارةً لعدم أصله وتارة لعدم ثمرتِه فقولُه تعالى: إنك لا تسمع الموتى هذا نفي لأصلِه: الميت لا يسمع، وقوله تعالى: ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون لانتفاء ثمرته لأنَّ السمع الذي لا ثمرةَ له كالمعدوم، وقالوا معطوفة على فأعرض.
" وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: قلوبُنا في أكنة أغطِيَةٍ مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون هذا والعياذ بالله من شدَّة عنادهم وكفرهم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام وهو يدعوهم قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه كقولِهم: وقالوا قلوبنا غلف يعنى الأكِنَّة جمع كِنّ وهو ما يُستتَرُ به، وقوله: مما تدعونا إليه أي: من التوحيد والطاعة والشهادة لله تعالى بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، وإنما ذكروا القلوب وبدئُوا بها، لأنَّها محلُّ الوعي، وفي آذاننا وقرٌ ثِقَل يعني فلا نسمع يعني: أننا نستمِعُ إليك على كراهة وبُغْض فكأنَّ في آذاننا ثِقَلُ سَمْع ومن بيننا وبينك حجاب أي: حائل يحول بيننا وبينك فلا نراك فأَتَوْا على كل مدارك الإحاطة
فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون فأعرض أكثرهم الفاء عاطفة وأعرض معطوفة على فصلت يعني: كتاب فصلت آياته ومع ذلك أعرض أكثرهم، ويحتمل أن تكون الفاء للاستئناف أي: فأعرض يعني أنَّها جملة مستأنفة لا تعطف على ما قبلها، أعرض أكثرهم أي أكثر الذين بلغَهم " فهم لا يسمعون سماعَ قبول " هذا نتيجةُ الإعراض أنهم صاروا لا يسمعون، ونفيُ السماع عنهم، لانتفاء فائدتِه وهو الاتِّعَاظ والقبول، واعلم أنَّ السمع ينفى تارةً لعدم أصله وتارة لعدم ثمرتِه فقولُه تعالى: إنك لا تسمع الموتى هذا نفي لأصلِه: الميت لا يسمع، وقوله تعالى: ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون لانتفاء ثمرته لأنَّ السمع الذي لا ثمرةَ له كالمعدوم، وقالوا معطوفة على فأعرض.
" وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: قلوبُنا في أكنة أغطِيَةٍ مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون هذا والعياذ بالله من شدَّة عنادهم وكفرهم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام وهو يدعوهم قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه كقولِهم: وقالوا قلوبنا غلف يعنى الأكِنَّة جمع كِنّ وهو ما يُستتَرُ به، وقوله: مما تدعونا إليه أي: من التوحيد والطاعة والشهادة لله تعالى بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، وإنما ذكروا القلوب وبدئُوا بها، لأنَّها محلُّ الوعي، وفي آذاننا وقرٌ ثِقَل يعني فلا نسمع يعني: أننا نستمِعُ إليك على كراهة وبُغْض فكأنَّ في آذاننا ثِقَلُ سَمْع ومن بيننا وبينك حجاب أي: حائل يحول بيننا وبينك فلا نراك فأَتَوْا على كل مدارك الإحاطة
الفتاوى المشابهة
- إذا بلغ الإنسان خمسين وجاءه النذير هل عليه ا... - ابن عثيمين
- قوله تعالى: ( وكل أمة رسول...) وأيضا قوله تع... - ابن عثيمين
- نرجو التفصيل في مسألة إرسال النذير وإقامة الحج... - الالباني
- فوائد قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كا... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}؟ - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (هذا نذير من النذر الأولى) - ابن عثيمين
- هل صحيح تفسير النذير بالشيب ؟ - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : << يآأهل الكتاب قد جآ... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( بشيرا ونذيرا فأعرض أكث... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( بشيرا )) صفة... - ابن عثيمين