تفسير قول الله تعالى : (( قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يعود على الملائكة سبحانك تنزيهاً لك عن الشريك يعني أننا ننزهك عن أن نكون شركاء لك لا نحن ولا غيرنا وتنزيه الله سبحانه وتعالى يكون عن شيئين :
أحدهما : النقص .
والثاني : مشابهة المخلوقين وإن كان مشابهة المخلوقين من النقص لكن هذا من باب التفصيل في القول ، ننزه الله عن النقص فمثلاً لا يوصف الله تعالى بالعمى بالصمم والعجز والضعف وما أشبه ذلك مشابهة المخلوقين فيما له من صفات الكمال فلا يقال علمه كعلم المخلوقين أو وجهه كوجه المخلوقين أو يده كيد المخلوقين وما أشبه ذلك فهو منزه عن هذين الأمرين هنا منزه عن أن يكون له شريك لأن لو كان له شريك لكان ناقصاً إذ أن الشريك معين لمن شاركه أو مالك لما يملكه فالله سبحانه منزه عن هذا وتقول لذلك سبحانك أن تنزيهاً لك عن الشريك وأفادنا المؤلف بقوله : " تنزيهاً " أفادنا أن قول سبحان منصوبة على أنها اسم مصدر فتكون مقرونة مطلقاً وهي ملازمة للنصب على المفعولية المطلقة دائماً وملازمة للإضافة فلا تقع مضافة وإلا منصوبة على مفعولها المطلق ، سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا يعني أن هذه الجملة خبرية ثبوتية أنت ولينا من دونهم معناها الجملة السلبية أي لا نتولاهم بل أنت ولينا من دونهم فلا موالاة بيننا وبينهم وإذا انتفت الموالاة ثبت ضدها وهي المعاداة يعني فهؤلاء أعداؤنا وأنت ولينا من دونهم وهذا كقوله تعالى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ [البقرة:257] أنت ولينا من دونهم بَلْ للانتقال كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أي الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مصدقون فيما يقولون ، بل للانتقال لأن بل تأتي للإضراب الانتقالي والإضراب أي الظاهر ، فإن كان المقصود بها إبطال ما سبق وإثبات ما لحق فالإضراب إبطالي ، وإذا كان المقصود بها الانتقال من معنى إلى آخر فوقه أو دونه يسمى إضراباً انتقالياً ، هنا المؤلف يقول إن هذا الإضراب انتقالي يعني أنهم لم يبطلون سبق فهم باقون على قولهم سبحانك أنت ولينا من دونهم ولا موالاة بيننا وبينهم ولا نواليهم ولا يوالونا بل نزيد على ذلك كانوا يعبدون الجن والمراد بـ الجن هنا الشياطين لأن الجن هم الشياطين في الواقع ، قال الله تعالى : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [الكهف:50]فهم يعبدون الجن لماذا ؟ إن كان المراد .
إذا كانوا يعبدون الملائكة فما هو ظاهر السياق ؟ فكيف عبادتهم للجن هنا ؟ عبادتهم للجن عبادة طاعة أي أنهم يطيعونهم في الإشراك فالجن تأمرهم أن يجعلوا الملائكة شركاء مع الله في العبادة فيطيعونهم ومن أطاع غير الله في معصية الله فقد اتخذه إلها ً قال الله تعالى : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ [التوبة:31]وقد روي أنهم كانوا إذا أحلوا ما حرم الله أحلوه وإذا حرموا ما أحل الله حرموه فجعلوهم إلهاً مع الله سبحانه وتعالى في التحليل والتحريم والطاعة فيكون معنى قوله : بل كانوا يعبدون الجن أي يطيعونهم في عبادة من ؟ في عبادة الملائكة ومن أطاع غيره في معصية الله فقد اتخذه إلهاً ، بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ أكثرهم بهم مؤمنون مصدقون لهم قال : أكثرهم ولم يقل كلهم مع أن الجميع يعبدون الملائكة طاعة للجن فلماذا عبروا بقولهم أكثرهم ولم يقولوا كلهم ؟ جواب ذلك أن يقال أن هؤلاء المشركين ينقسمون إلى قسمين :
قسم : عامة الأتباع ، عامة الأتباع لا يعرفون شيئاً ، وجدوا آبائهم على دين فمشوا عليه .
والقسم الآخر : يعني .....يعرفون الأمر ولكنهم يؤمنون بهؤلاء الجن ويصدقونهم ويكفرون بالرسل وهؤلاء هم الأكثر ومع ذلك فإن الأتباع وهو القسم الأول إذا تبين لهم الحق وأصروا على اتباع هؤلاء وقالوا كما قالت الأمم إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:22]فإنهم مستحقون للعذاب لأنه كفروا عن بصيرة
أحدهما : النقص .
والثاني : مشابهة المخلوقين وإن كان مشابهة المخلوقين من النقص لكن هذا من باب التفصيل في القول ، ننزه الله عن النقص فمثلاً لا يوصف الله تعالى بالعمى بالصمم والعجز والضعف وما أشبه ذلك مشابهة المخلوقين فيما له من صفات الكمال فلا يقال علمه كعلم المخلوقين أو وجهه كوجه المخلوقين أو يده كيد المخلوقين وما أشبه ذلك فهو منزه عن هذين الأمرين هنا منزه عن أن يكون له شريك لأن لو كان له شريك لكان ناقصاً إذ أن الشريك معين لمن شاركه أو مالك لما يملكه فالله سبحانه منزه عن هذا وتقول لذلك سبحانك أن تنزيهاً لك عن الشريك وأفادنا المؤلف بقوله : " تنزيهاً " أفادنا أن قول سبحان منصوبة على أنها اسم مصدر فتكون مقرونة مطلقاً وهي ملازمة للنصب على المفعولية المطلقة دائماً وملازمة للإضافة فلا تقع مضافة وإلا منصوبة على مفعولها المطلق ، سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا يعني أن هذه الجملة خبرية ثبوتية أنت ولينا من دونهم معناها الجملة السلبية أي لا نتولاهم بل أنت ولينا من دونهم فلا موالاة بيننا وبينهم وإذا انتفت الموالاة ثبت ضدها وهي المعاداة يعني فهؤلاء أعداؤنا وأنت ولينا من دونهم وهذا كقوله تعالى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ [البقرة:257] أنت ولينا من دونهم بَلْ للانتقال كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أي الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مصدقون فيما يقولون ، بل للانتقال لأن بل تأتي للإضراب الانتقالي والإضراب أي الظاهر ، فإن كان المقصود بها إبطال ما سبق وإثبات ما لحق فالإضراب إبطالي ، وإذا كان المقصود بها الانتقال من معنى إلى آخر فوقه أو دونه يسمى إضراباً انتقالياً ، هنا المؤلف يقول إن هذا الإضراب انتقالي يعني أنهم لم يبطلون سبق فهم باقون على قولهم سبحانك أنت ولينا من دونهم ولا موالاة بيننا وبينهم ولا نواليهم ولا يوالونا بل نزيد على ذلك كانوا يعبدون الجن والمراد بـ الجن هنا الشياطين لأن الجن هم الشياطين في الواقع ، قال الله تعالى : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [الكهف:50]فهم يعبدون الجن لماذا ؟ إن كان المراد .
إذا كانوا يعبدون الملائكة فما هو ظاهر السياق ؟ فكيف عبادتهم للجن هنا ؟ عبادتهم للجن عبادة طاعة أي أنهم يطيعونهم في الإشراك فالجن تأمرهم أن يجعلوا الملائكة شركاء مع الله في العبادة فيطيعونهم ومن أطاع غير الله في معصية الله فقد اتخذه إلها ً قال الله تعالى : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ [التوبة:31]وقد روي أنهم كانوا إذا أحلوا ما حرم الله أحلوه وإذا حرموا ما أحل الله حرموه فجعلوهم إلهاً مع الله سبحانه وتعالى في التحليل والتحريم والطاعة فيكون معنى قوله : بل كانوا يعبدون الجن أي يطيعونهم في عبادة من ؟ في عبادة الملائكة ومن أطاع غيره في معصية الله فقد اتخذه إلهاً ، بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ أكثرهم بهم مؤمنون مصدقون لهم قال : أكثرهم ولم يقل كلهم مع أن الجميع يعبدون الملائكة طاعة للجن فلماذا عبروا بقولهم أكثرهم ولم يقولوا كلهم ؟ جواب ذلك أن يقال أن هؤلاء المشركين ينقسمون إلى قسمين :
قسم : عامة الأتباع ، عامة الأتباع لا يعرفون شيئاً ، وجدوا آبائهم على دين فمشوا عليه .
والقسم الآخر : يعني .....يعرفون الأمر ولكنهم يؤمنون بهؤلاء الجن ويصدقونهم ويكفرون بالرسل وهؤلاء هم الأكثر ومع ذلك فإن الأتباع وهو القسم الأول إذا تبين لهم الحق وأصروا على اتباع هؤلاء وقالوا كما قالت الأمم إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:22]فإنهم مستحقون للعذاب لأنه كفروا عن بصيرة
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (وادخلي جنتي) - ابن عثيمين
- من قيل فيه لين أهون ممن قيل فيه ليّن . - الالباني
- الجن هل يدخلون الجنة - اللجنة الدائمة
- تفسير قوله تعالى: (من الجنة والناس) - ابن عثيمين
- الجن المسلم والجن الكافر - ابن باز
- تفسير الآية (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْج... - الفوزان
- تفسير قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ومن دونهما جنتان) - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( قالوا سبحانك أنت و... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( قالوا سبحانك أنت و... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( قالوا سبحانك أنت و... - ابن عثيمين